حب الشّباب والأذى النّفسي لماذا نعاني من مرض قابل للشّفاء؟

يتسبّب حبّ الشّباب في ترك أثار وندوب على مستوى الوجه خاصّة إذا لم يتمّ العلاج في الوقت المناسب و من طرف أطباء مختصّين في هذا المجال. و إنّ الأثر النّفسي الّذي
يتركه حبّ الشّباب’ والنّدوب الّتي تنجم عن حدّة الحالة إذا ما تركت دون علاج, هو الأذى الأكبر الّذي يخلّفه هذا المرض.

ألم نفسيّ بسبب بثور حبّ الشّباب

نشرت "كيلي بارتليت" وهي شابّة في عمر المراهقة قصيدة حول هذا الموضوع على الانترنيت بعنوان "مرثاة شابّة " تجسّد حجم معاناتها بسبب حبّ الشّباب فكانت مؤثّرة في فئة كبيرة من الأشخاص الّذين قاموا بتأسيس جمعيّة عالمية لمساعدة المصابين بحبّ الشّباب وتعرف بالمجموعة الدّاعمة للمصابين بحب الشّباب توجد في أنقلترا وهدفها الأساسيّ مساعدة الأشخاص الّين يعانون تشوّهات على مستوى الوجه بسبب حبّ الشّباب.

ويعاني المصابون بحبّ الشّباب من ألم نفسيّ حادّ بسبب البثور الّتي تولّد في نفوسهم الرّغبة في الإنتحار أو من عدم تفهّم أهاليهم لمرضهم أو من دمار حياتهم العاطفيّة بسبب حالة جلدهم فبادروا للتقوقع على أنفسهم . لقد أصبحت حياتهم رهيبة بسبب حبّ الشّباب.

وفي مقدّمة أحد الأعمال الّتي قادتها المجموعة الدّاعمة للمصابين بحبّ الشّباب, صرّح الدّكتور أنطوني.س شو, و هو من أعضاء المعهد الملكي للأطبّاء و مستشار أخصائي بالجلد و أمراضه في الكليّة الإمبراطوريّة للعلوم و التّكنولوجيا و الطبّ في مستشفى هامر سميث في انقلترا قائلا "غنّ (حبّ الشّباب) هو مرض جلديّ على المصابين به تحمّله, و هو شيء نخجل منه و يدعو للسّخرية".

كيفيّة مواجهة الألم بسبب حبّ الشّباب

أضاف الدّكتور شو قائلا "إنّ التجاوب الذي تمنحه مختلف أنواع العلاجات لا يقلّ عن 50 بالمائة في الشهرين الأوّلين من بدء المعالجة". وهذا ما يفرض بقاء الخمسين بالمائة الأخرى غير متجاوبة مع العلاج أو على الأقلّ غير قابلة للعلاج ضمن فترة معقولة. و لا عجب في وصف الدّكتور شو لبعض مرضاه بأنّهم يقومون بتكسير كلّ المرايا الموجودة في منازلهم كي لا يروا أنفسهم فيها. و لا عجب انّه كان لديه إحدى المريضات الّتي "تستلقي على سريرها و تتحسّس وجهها لترى عدد البثور فيه خلال اللّيل حتّى قبل مغادرتها الفراش".

فكيف تواجه النّتائج النّفسيّة والعاطفيّة لحبّ الشّباب ؟ و يمكن الإجابة من خلال النّقاط التّالية

*عدم محاولة إنكار ما سببه حبّ الشّباب من نتائج سلبيّة على حياتك

*تعلّم الحقائق المتعلّقة بأسباب حبّ الشّباب و طرق معالجتها. إذا فهمت هذه الحقائق ستدرك أنّك لست الملام في إصابتك بهذا المرض

*ساعد عائلتك و أصدقائك لتعلم الحقائق المتعلّقة بحب الشّباب. لأنّ الدّعم الّذي تحظى به من العائلة هو أحد أهمّ العناصر الهامّة لبناء الثّقة بالنّفس و المحافظة عليها.

لا يجب الاهتمام بموقف الآخرين

لماذا نعاني من مرض قابل للشّفاء ؟كلّ هذه المعاناة من حبّ الشّباب تجعلنا غاضبين لكنّ الحقيقة تتجسّد في المقولة التّالية "يمكنك معالجة مشاكل حبّ الشّباب فلا داعي أن تعاني حسب ما ورد في كتاب علاج حبّ الشّباب للدكتور تيري ج.دوبراو و الدّكتور براندا د.ادري. لا يجب أن تدمّر حياة الإنسان بسبب الحالة الجلديّة, في حين أنّ 95 بالمائة من الحالات يمكن معالجتها بكلفة قليلة خلال 6 أسابيع, وعادة في مدّة أقلّ بكثير, ولا يجب الاهتمام بردّة فعل الآخرين السّلبيّة تجاه الحالة الّتي عليها البشرة.

و لا يجب تحمّل الألم و تهكّم الآخرين .إنّ حبّ الشّباب حالة يتعذّر على الإنسان تجنّبها و أمر ليس عليك التّعايش معه بل يمكن علاجه و عند القضاء عليه كما يتطلّب الأمر ذلك فإنّه لن يعود بالمرّة لأنّ معظم الأنواع يمكن معالجتها بشكل فعّال لذلك لا يجب على أحد أن يعاني من صدمة عن مرض يسهل علاجه و ذلك بعد استشارة مختصّ.

ومن الضّروريّ إتّباع جملة من النّصائح والّتي أهمّها (عدم العبث بحب ّالشّباب وعدم فقأ الرّؤوس البيضاء وتجنّب التعرّض لتلوّث المحيط وممارسة الرّياضة و إتّباع نظام غذائي صحي).