مخلفات الإدمان على العادة السرية والمحتويات الإباحية

12/05/2023   الصحة الجنسية   3478  
الدكتورة يسرى الجملي

مخلفات الإدمان على العادة السرية والمحتويات الإباحية

مخلفات الإدمان على العادة السرية والمحتويات الإباحية

العادة السرية كممارسة طبيعية

عند ظهور العادة السرية سرعان ما قام جدل حولها خاصة من الناحية الدينية والاجتماعية أكثر من الناحية العلمية والفيزيولوجية بما أن العادة السرية تنتمي إلى الممارسة الجنسانية التي تخضع في المجتمعات إلى عدة عوامل اجتماعية ودينية وبيولوجية وفيزيولوجية وبالتالي فقد تداخلت وجهات النظر حولها بين المجتمع الشرقي والغربي.

ويرى المشارقة أن ممارسة العادة السرية مسألة طبيعية طالما كانت مرتبطة بالتنفسي عن حاجيات الجسم الطبيعية، فالإنسان منذ مرحلة البلوغ تتولد لديه رغبات جنسية إذا لم ينفس عنها يمكن أن تؤدي بالنسبة للرجل مثلا إلى احتقان الخصيتين وإلى مشاكل في البروستاتا كما يشترط المشارقة لإباحة العادة السرية أن لا تكون مرتبطة بخيالات جنسية معينة كما يجب ممارستها بطريقة معينة غير عنيفة كي لا تضر بأنسجة القضيب.

ويرى المجتمع الغربي من وجهة نظر علمية أن العادة السرية تساهم في اكتشاف الفرد لذاته ولجسمه وإلى تعلمه الممارسة الجنسية والوصول إلى النشوة كما أنه وأثناء العادة السرية يفرز الدماغ مادة الأندروفين التي هي بمثابة المورفين الطبيعي الذي يقلل آلام الجسم كما يفرز الدماغ أيضا مادة الدوبامين التي تساعد في تحسين المزاج وتقليل التوتر وتحسين جودة النوم .

إدمان العادة السرية

تتحول ممارسة العادة السرية من سلوك طبيعي للتنفسي عن رغبات الجسم إلى سلوك إدماني عندما :

  • تتحول ممارستها إلى مسألة ضرورية لا إلى وسيلة للمتعة والانتشاء وبالتالي عند عدم ممارستها يشعر الفرد بالتوتر والانزعاج
  • تصبح العادة السرية تحقق للفرد النشوة أكثر من ممارسة الجنس مع الشريك
  • يشعر الشخص بعد ممارسة العادة بالانزعاج واحتقار الذات وتخلق له مشاكل مع الشريك لأنه يفقد الرغبة ناحيته.
مخلفات إدمان العادة السرية

على مستوى عضوي ممارسة العادة السرية بكثرة يمكن أن تؤثر على رأس القضيب وتجرحه ونلاحظ أن الأشخاص المدمنين دائما ما يعانون من تهري في القضيب، كما أن ممارسة بكثرة يحدث القذف بكثرة ويستغرق الشخص لإعادة الانتصاب وقتا أطول مقارنة بالشخص العادي ولكن على عكس ما هو شائع فإن ممارسة العادة السرية بكثرة لا تؤثر على الانتصاب ولا تؤثر على الركبتين ولا على عمل بعض الحواس.

إدمان المواد الإباحية

عادة ما ترتبط ممارسة العادة السرية بمشاهدة المحتويات الإباحية التي أصبح الوصول إليها اليوم سهلا وسريعا ويوميا يكتشف المراهقين والشباب هذه المحتويات لأول مرة حيث يمكن أن تظهر لهم في البداية بعض الصور خلال دخولهم لمواقع غير إباحية حتى وتبدأ هذه المحتويات بتحقيق نوع من الإثارة لديهم ولكن بمرور الوقت تصبح غير مثيرة ويحتاجون إلى مواد أكثر وأعنف حتى وعندها يبدؤون في الغوص في عالم الإباحية، وفي هذا السياق يعي مصنعو هذه الأفلام رغبات الأفراد جيدا بما أنهم يستعينون بخبراء وأطباء نفسيين لتحليل شخصية الفرد وتوقع ما يثيره وبالتالي يجد الأشخاص في كل مرة مواد مثيرة وفي هذه المرحلة تتراجع المستقبلات الحسية التي كانت تحقق النشوة سابقا مثل لقاء الأصدقاء أو ممارسة بعض الأنشطة وتتحول المواد الإباحية إلى المحفز والمثير الوحيد وهنا نكون قد وصلنا إلى مرحلة الإدمان.

ثم إن تأثير هذه المواد قد يكون طويل المدى ومؤثرا على حياة الفرد من كل النواحي فالمراهقين الذين يشاهدون هذه المحتويات لا يعون أن ما يشاهدونه ليس حقيقة سواء على مستوى الأجساد المثالية أو على مستوى الممارسات المثالية وطويلة المدة والتي قد تنطوي أحيانا على مشاهد عنف والتي دائما ما يكون فيها الرجل في موقع السيطرة والقوة والمرأة رافضة ومتمنعة في البداية ثم تخضع أخيرا لذلك يفقد الفرد مفهوم الوعي والموافقة في الواقع وتكثر حالات التحرش لأنه يعتقد أن المرأة في الواقع غير رافضة إنما هي متمنعة فقط وهو ما يجعله يتمادى في سلوكه، كما أن الرجل يمكن أيضا أن ينصدم لأول مرة عند ممارسة العلاقة الجنسية بأن جسد الشريكة هي مثالي كما توقعه أو أن الممارسة الجنسية لا تستغرق وقتا مثل الأفلام وأن طول قضيبه أقل مما يشاهده وهو ما يخلق له مشكلا وصعوبات كبيرة في الوصول إلى النشوة كما يمكن أن يفقد الرغبة نهائيا في الشريك.

عوامل إدمان المواد الإباحية

لا توجد علميا عوامل مباشرة تؤدي إلى الإدمان على الإباحية ولكن هناك عدة فرضيات يتعلق أغلبها بالتركيبة الدماغية مثل النواقل العصبية ونقص إفراز السيروتونين أو الدوبامين أو زيادة إفراز التيستوستيرون. كما توجد أيضا فرضيات جينية تفسر الإدمان على الإباحية وعوامل مرتبطة بالمحيط أي بمدى تعرض الشخص للمواد الإباحية كما توجد عوامل مرتبطة بسلوك الفرد كالاضطرابات النفسية والضغوطات وغيرها...

العلاج

إن أولى خطوات العلاج تتمثل في وعي المريض أنه يعاني من الإدمان وأن وضعه يستحق خطة علاجية للتعافي وبمجرد حصول الوعي ووجود الإرادة الكافية يمكن للشخص بمفرده أو بمساعدة أخصائي أن يبدأ في اتباع خطوات بسيطة للتخلص تدريجيا من الإدمان ويمكنه في مرحلة أولى التخلص من كل الفيديوهات التي يتملكها ويمكنه إدخال رمز سري أو تطبيقات حجب تمنعه من دخول هذه المواقع وبالتوازي مع هذا يبدأ بتأمل كل التأثيرات السلبية التي حصلت له جراء المواد الإباحية ثم يقوم بمحاولة خلق أنشطة جديدة اجتماعية تساعده على إيجاد محفزات جديدة ومصادر أخرى للمتعة خلافا للمواد الإباحية ، كما يمكن أيضا للمدمن أن يمارس الرياضة لأنها ترفع من هرمون السيروتونين وتحقق الاكتفاء والمتعة.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery