تأثيرات البدانة والمشاكل الغذائيّة المعتدلة على الصحة النفسية

المشاكل الغذائية المعتدلة وتأثيراتها النفسية هي أقل خطورة من البوليميا والأنوريكسيا، ولكنها تؤدي إلى زيادة الوزن ويحتاج الشخص الذي يعاني منها إلى النصائح الغذائية لوقف العادات السيئة , كما أن البدانة مشكل صحي كبير يعاني منه عدد هام من سكان العالم , و كلا الأمرين له تأثير على الصحة النفسية للإنسان , في هذا السياق تطرقت الدكتورة كارلا يردميان الأخصائية في التغذية إلى هذه المشاكل في كتاب الريجيم السريع.

تناول الوجبات الصغيرة باستمرار

هي عادة سيئة تؤدي إلى التخلص أو إلغاء الوجبة الأساسية ، لأن التغذية أخذت من الوجبات الصغيرة المتتالية خلال النهار, و من الممكن أن تؤدي هذه العادة إلى البوليميا لكن الفرق أن الشخص الذي يتناول الوجبات الصغيرة باستمرار(المرأة أو الرجل) يتناول فقط الأطعمة التي يحبها الذي يعاني من البوليميا فيتناول الطعام فقط لملء البطن.الوجبات الصغيرة تعتبر نوعا من الجواب الشفوي لمشكلة الضغط النفسي الداخلي أو الفراغ النفسي, و المشكلة هنا ليست كبيرة عند الشخص الذي يتناول وجبات صغيرة لوح الشوكولا . لكن مع المكسرات ، وبشكل متكرر ومع الوقت يؤدي ذلك إلى زيادة الوزن .

فالمشكلة النفسية هنا يمكن علاجها، أما المشكلة الغذائية خاصة إذا كان الشخص يأكل للاستجابة للضغط النفسي الداخلي أو لحالة الجوع.فالأفضل استبدال الأكل الدسم والمرتفع ، بنسبة الوحدات الحرارية الفارغة بكوب حليب مثلاً وإعطاء الأهمية للوجبات الأساسية اليومية

تناول الأكل بسرعة

يعني هذا الإحساس الجوع الكبير, و من أعراضه قلة نسبة السكري في الدم ,التعرق، العصبية ، قلة التركيز و إرتخاء القدمين ومن أسبابه قلة الأكل ، إذا تركنا وجبة أو تناولنا وجبة تحتوي على سكريات سريعة الامتصاص ، مثل العصير ، الخبز خارج أوقات الوجبات حيث تتطلب هذه الأطعمة تدفق هرمون الأنسولين ، بسرعة . أما قلة نسبة السكري في الدم فنتيجة الأكل السريع بلا سيطرة, و يؤدي ذلك إلى حدوث أزمة أكل مرة أخرى في اليوم .

ومع الوقت يؤدي الأمر إلى الوزن الزائد و الشعور بالجوع يكون سـببه أحيانا كثرة الضغوطات ( Stress ) التي تزيد هرمون الأدرنالين الذي يزید دقات القلب والتعرق والرجفة وأفضل طريقة لمنع هذا الشعور هو بتناول ثلاث وجبات في اليوم ، بالإضافة إلى وجبتين صغيرتين واحدة آخر الفترة الصباحية ، وثانية في فترة ما بعد العصر ، لمنع الإحساس بالجوع .

تناول الأكل الاضطراري الإلزامي

هي عادة نجدها عند الشخص الذي يرغب في تناول مأكولات معينة خاصة، ولديه رغبة لا تقاوم باتجاه بعض المأكولات.وفي معظم الأحيان تكون الأطعمة التي يتناولها غنية بالسكريات، أما كميات الأطعمة المتناولة فتكون قليلة وهي عادة لا تكون السبب في زيادة الوزن إلا في حال التكرار.

أو إذا حصل هذا الإحساس في الليل مثلاً حيث، يستيقظ الشخص من نومه لقمع الرغبة الداخلية بالحصول على طبق طعام معين.

البدانة والضغط النفسي

الرشاقة والنحافة هم يشغل بال الجميع وكذلك الشكل الجميل الذي تضفيه النحافة على صاحبها فإنها مهمة بالنسبة لصحته النفسية أيضاً لما يعانيه الإنسان البدين من ضغوط نفسية. فالنساء والرجال على حد سواء يهتمون هذه الأيام بأوزانهم ويحرصون على إزالة الوزن الزائد منها انسجاما مع الأصول الصحية و النفسية والاجتماعية. وقد تؤدي السمنة إلى اضطرابات نفسية وذلك عن طريق ضعف الثقة بالنفس التي قد تدفع بالإنسان البدين إلى الإنزواء والانهيار .

وشكل عام ، الإنسان البدين ليس لديه أي اهتمام بمشاكله الصحية ، وما يزيد من تفاقم الحالة تأثير البدانة ومضاعفاتها على الحياة النفسية والاجتماعية والعنصرية الواضحة في الأزياء التي تصنع و تعرض في الأسواق على مقاسات الأجسام النحيفة فقط ، وهذا القلق النفسي الاجتماعي يؤثر في معظم الأحيان على النساء البدينات وحتى على الأطفال الذين يعانون من البدانة ، إذ يعتبر المجتمع أن الإنسان السمين ضعيف الإرادة ، لذلك يواجه العديد من المشاكل أما في المدرسة أو في الشركات عند تقدمه لطلب وظيفة ، حتى ولو كان يملك المؤهلات العالية .

إضافة إلى المشاكل الأخرى اليومية التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار والتي يواجهها الإنسان البدين ، وتؤثر على نفسيته بشكل أو بآخر ، كإيجاد مقعد له في المسرح أو للمرور من الأبواب ، أو إيجاد سرير على مقاسه في إحدى المستشفيات. والسمنة تؤدي إلى العزلة بسبب المضايقات الاجتماعية العديدة التي يتعرض لها الإنسان البدين وهي تخفي وراءها شخصية حساسة جداً . ويحتاج الإنسان البدين هنا إلى التشجيع من محيطه ، خاصة تشجيع من الأقارب والأصدقاء ليبدأ في إتباع حمية خاصة لإنقاص وزنه.