مرضى الكلى وشهر رمضان

مرضى الكلى وشهر رمضان

أمراض الكلى هي مجموعة من الأمراض المختلفة في خصائصها وتتمثل هذه الأمراض في : الحصى في الكلى، تكيس الكلى، التعفنات الجرثومية والتهابات المسالك البولية، القصور الكلوي الحاد أو المزمن بمختلف درجاته وأخيرا الأشخاص الذين يقومون بتصفية الدم والأشخاص الذين قاموا مؤخرا بعملية زرع كلية. ولكل مرضى خصوصيات وإجراءات معينة لا بد أن يتعبها بالتشاور مع المختص لضمان استقرار حالته وتعافيه.

إن الصيام من عدمه هو قرار يتخذه المختص بعد القيام بجملة الفحوصات المطلوبة والتأكد من إستقرار حالة المريض بحيث لا يشكل الصوم أي خطر على صحته، وبالنسبة للمرضى الذين يعانون من حصى الكلى الناتج عن عامل وراثي يجعل الكلية معرضة دائما لتكون الحصى لا ينصح بالصوم لهذه الفئة ذلك أن البقاء لساعات طويلة دون شرب الماء قد يعرض المريض لخطر الجفاف كما يمكن أن يزيد من خطورة حالته أما بالنسبة للأشخاص الذين لديهم حصى ثابتة في الكلية منذ سنوات ولم تغير مكانها وتنزل إلى مجرى البول قد يسمح لهم المختص بالصيام في حال كانت حالتهم الصحية مستقرة ولم تكن لديهم أمراض مزمنة قد تعرض صحتهم للخطر كما يسمح بصيام هؤلاء الأشخاص شرط أن يلتزموا بتعويض حاجيات الجسم من الماء بعد الإفطار عن طريق الإكثار من شرب الماء وتوزيعه طيلة فترة الإفطار .

وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من تكيس في الكلى يمكن أن يسمح لهم بالصوم شرط أن يكون التكيس ثابت في حجمه في الفترة الأخيرة أما إذا كان للمريض تكيس في الكليتين فيمنع عليه الصوم لأنه يعرضه إلى خطر الجفاف واختلال أملاح الجسم. وبالنسبة لمن يعانون من التهابات المسالك البولية المتكررة بسبب تشوه خلقي ما في المجاري البولية فينصح بعدم صومهم بينما إذا كان الشخص قد أصيب مرة أو مرتين في حياته بالتهاب في المسالك البولية وقد تعافى منها يمكنه الصوم دون أي مشكل.

من بين أمراض الكلى نجد القصور الكلوي الحاد والمزمن وبخصوص القصور الحاد فلا يسمح عادة بصوم هؤلاء المرضى لأن الكلية ليست في حالة جيدة وبالتالي يمكن أن يعرض الصوم المريض إلى عدة مخاطر، بينما المرضى بالقصور الكلوي المزمن عليهم استشارة طبيبة المباشر وعادة يمكن أن يسمح لهم بالصوم إذا كانوا في المراحل الأولى والثانية وإذا كانت تحاليلهم تكشف استقرار وضعهم الصحي أما إذا تجاوز القصور الكلوي المرحلة الثالثة فلا يسمح لهم عادة بالصوم لأنه من الممكن أن تتعكر حالة المريض دون أن يشعر ليكتشف لاحقا أن القصور قد تقدم لديه بعدة درجات في فترة قصيرة.

وبالنسبة للأشخاص الذين يقومون بتصفية الدم كل يومين فإنه يمنع صومه خلال يوم التصفية لأن احتمالية هبوط السكري أو ضغط الدم لديهم تكون مرتفعة وتتعكر حالتهم الصحية بسرعة وبخصوص الأيام الأخرى لا بد لهم من استشارة طبيبهم المباشر للحصول على موافقته بعد إجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من استقرار وضعهم الصحي والتأكد من أن الأمراض المزمنة لديهم هي أيضا مستقرة أما بالنسبة للأشخاص الذين يقومون بالتصفية عبر الصفاق لا يمكنهم الصوم.

وأخيرا بالنسبة للأشخاص الذين قاموا مؤخرا بزرع كلية لا ينصح صومهم إلا بعد مرور سنتين من تاريخ إجراء العملية وبعد القيام بجملة الفحوصات للتأكد من عدم وجود أي خطر على صحتهم في حال بصيام شهر رمضان.

بعد الحصول على موافقة الطبيب المباشر بالصيام، لا بد لمرضى الكلى الالتزام بجملة من الإجراءات لتجنب تعكر وضعهم الصحي ولعل أهم النصائح التي نقدمها لهؤلاء المرضى هو التأكيد على ضرورة الإكثار من شرب الماء لتعويض فترة الصوم وينصح بشرب حوالي لتر ولتر ونصف من الماء موزعة طيلة فترة الإفطار مع تجنب شرب الماء دفعة واحدة بل شربه بمعدل كأسين من الماء كل ساعتين. بالنسبة لوجبة السحور نؤكد أنها ضرورية ويجب أن تكون صحية متوازنة ولا ينصح إدراج الحلويات التي تحتوي على سكريات مصنعة في وجبة السحور كما ينصح التقليل من السكريات في العموم. وإذا كان للمريض حمية غذائية معينة موصوفة من قبل طبيبه المباشر لا بد عليه من الالتزام بها . وبخصوص القهوة ينصح بالاكتفاء بشرب فنجان واحد من القهوة بعد الإفطار لأن الكافيين مدر للبول وبالتالي لا يبقى الماء في الجسم فترة طويلة.