الإدمان

07/11/2022   الصحة النفسية   2307  
الدكتورة ربيحة الشيهاني

الإدمان
الإدمان

الإدمان هو مرض يحدث على مستوى وظيفي في الدماغ.يحدث خاصة على مستوى مسارات المكافئة والتحفيز والمراقبة ويمكن أن يكون الإدمان سلوكيا أو ناتجا عن استهلاك مادة معينة. الأسباب أي شخص قد استعمل في حياته ولو لمرة مادة ما تسبب الإدمان ولكن لا يدمن الجميع على هذه المواد إذ يوجد أشخاص بعينهم يدمنون، ومن بين أهم الأسباب التي تجعل الشخص مدمنا نذكر

  • العوامل الجينية وهي وراثية
  • العوامل البيئية: البيئة المحيطة بالفرد من أهم مسببات الإدمان ويشار إلى أنه و وبقدر تأخير استعمال هذه المواد بقدر ما كانت احتمالية إدمانها أقل.فالفرد في سن المراهقة يكونها هشا والدماغ يتكون من قنوات حساسة جدا لذلك يكون الفرد في هذا السن قابلا أكثر من غيره على إدمان مواد أو سلوكات.لذلك نؤكد دائما على أهميتي التأثير والتوجيه الخاص بهذه الفئة العمرية الشابة. وذلك أولا عن طريق محاولة خلق فرص أخرى للمتعة والترفيه.كالنوادي الرياضية أو الثقافية والمسرح والتي تساعد الفرد على تكوين شخصيته وتحقيق المتعة النافعة له.
  • العوامل الاجتماعية: من المهم أيضا التأكيد على الدور الذي تلعبه العائلة في حياة الفرد، ونتحدث هنا عن الأسباب الاجتماعية المؤدية للإدمان فالتفكك العائلي، إلى جانب البطالة والفقر، كلها عوامل ترفع من احتمالية وقوع الفرد في الإدمان.
  • الاضرابات النفسية: من بين الأسباب الأخرى المؤدية للإدمان هي الاضطرابات النفسية إذ تشير الدراسات إلى أن90% من الأشخاص الذين يعانون من مشاكل نفسية يسهل دخولهم إلى الإدمان، خاصة المصابين باضطراب الهلع والرهاب الاجتماعي، لأن هذه المواد وفي مرحلة ما يمكنها أن تخفف من حدة الأعراض لتكون بالتالي ملاذا لهؤلاء المرضى.
الأعراض

تختلف الأعراض من شخص إلى آخر، ولكن عموما يمكن أن نلاحظ تغيرا في السلوك العام للفرد إذ يصبح الفرد كثير التوتر ومهملا لأولوياته في الحياة نظرا لإيلائه الكثير من الوقت في البحث عن تلك المادة المدمنة وكيفية الحصول عليها.ويسهل على العائلة ملاحظة تغير في سلوك أبنائهم المراهقين، إذ يصبح الشاب أو الفتاة مهملين لدراستهم ولمظهرهم العام ولملابسهم كما تكون تعاملاتهم وطباعهم حادة. ونؤكد في هذا السياق على أهمية أن تقوم العائلة لدى اكتشافها أن أحد أبنائها مدمنين اصطحابهم إلى العلاج في مرحلة أولى. لأن الإدمان إذا تمت معالجته في مراحله الأولى يمكن الشفاء منه سريعا وأيضا لأنه من علامات الإدمان لدى الفرد هو الإنكار بوجود هذا الإدمان فعندما يدرك الفرد أنه لا يستطيع الابتعاد عن تلك المادة وأنه أصبح غير قادر على السيطرة على نفسه يقوم الدماغ برد فعل دفاعيا وذلك عن طريق إقناع نفسه بأنه غير مدمن لذلك عادة ما يرفض المدمنين العلاج ورؤية الأخصائي النفسي.

العلاج

من أهم مراحل العلاج هي أن تعي عائلة المريض والمريض أن الإدمان هو مرض دماغي وظيفي يحتاج إلى علاج طبي كما أنه يجب إقناع العائلة بالوقوف إلى جانب المريض ومساندته، ذلك أنه في غالب الأحيان وبنسبة 50% من المراهقين يكون استعمالهم للمواد المخدرة. بهدف التجربة والاعتداد بأنفسهم أمام الأصدقاء، كما يمكن أن يكون الإدمان أيضا هروبا من مشكلة ما أو اضطراب نفسيا أو بحثا عن المتعة أو إذا كانت له قابلية جينية أو أحد العوامل التي تم ذكرها سابقا. لذلك وبما أن الإدمان له مستويين مستوى جسدي وآخر نفسي يكون العلاج الأول عن طريق تنظيف الجسم من تلك المادة، وذلك عن طريق الأطباء الذين يقدمون للمريض أدوية بهدف مساعدته على التخلص من تأثير المادة المخدرة ومن أعراض الانسحاب الناتجة عن عدم استهلاك المادة وتمتد فترة العلاج الجسدي من شهر إلى شهرين ويكون هذا مرتبطا بالمادة والكميات التي استهلكها الفرد وعدد سنوات الإدمان. وإثر الانتهاء من العلاج الجسدي يتم المرور إلى العلاج النفسي والذي يخضع فيه المريض إلى علاج سلوكي وظيفي هدفه معالجة جذور هذا الإدمان، فإذا كان الفرد يعاني من مشكل ما عائلي أو اجتماعي أو نفسي يتم علاجه ، هذا ويتم تعليم الفرد في ذات السياق كيفية التعامل مع مشكلاته الحياتية وحلها بعيدا عن طرق الهروب وكيفية تحقيقه للمتعة بعيدا عن المواد المسببة للادمان


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery