الإدمان على الانترنت

22/06/2023   الصحة النفسية   1058  
الدكتورة ربيحة الشيهاني

الإدمان على الانترنت

الإدمان على الانترنت

يدمن الناس عادة على عدة مواد مخدرة منها حتى الأدوية التي يمكن أن تكون مفيدة أحيانا لكن الإفراط في استهلاكها وفقدان القدرة على السيطرة على هذا الاستهلاك يجعلها ضارة للفرد على مستوى نفسي وجسدي وعقلي لتؤثر بذلك على مختلف جوانبه الحياتية الدراسية والمهنية والاجتماعية وإلى وقت غير قصير كان السلوك الإدماني مقتصرا فقط على المواد المخدرة ومنذ سنة 1994 تم التطرق إلى الإدمان السلوكي على مواد غير مخدرة كالإدمان على الجنس أو الألعاب أو غيرها ومن ضمن هذا الإدمان السلوكي نجد الإدمان على الانترنت.

أعراضه

هناك اختبار نتعرف به على مرحلة الإدمان وفيه خمس نقاط مهمة أولها أن نلاحظ زيادة في عدد ساعات الاستعمال في كل مرة ولا يكون الفرد واع بهذه الزيادة لتصبح الانترنت هي الأولوية في حياته ويهمل في المقابل حياته الدراسية أو الاستخدام لا ينجح في ذلك وتظهر عليه أعراض الانسحاب كالتوتر والتشنج والاضطرابات في النوم والأكل، وتختلف التأثيرات والأعراض من شخص لآخر حسب سنه ونوع الإدمان إذا كان على مواقع التواصل الاجتماعي أو على البحث عن المعلومات في محركات البحث أو الإدمان على الألعاب وهو من أكثر أنواع الإدمان انتشارا بين المراهقين والشباب.

أسبابه

إن مختلف أنواع الإدمان هي عبارة عن مرض ثان ناتج عن اضطرابات نفسية أخرى كاضطرابات القلق واضطراب الرهاب الاجتماعي وحالات الاكتئاب والفراغ فتكون الانترنت بالنسبة للمريض المتنفس الوحيد من مشاكله النفسية ودون وعي منه يصبح مدمنا عليها مما يؤدي إلى حدوث عدة انعكاسات سلبية على سلامته النفسية والعقلية من بينها فقدان القدرة على التركيز وتكون الانعكاسات أصعب خاصة إذا كان الطفل مازال في سن المراهقة ولم يكتمل تكون عقله لذلك لا بد من التأكيد على ضرورة مراقبة الطفل في ذلك السن .

وفي هذا السياق نؤكد أن الإدمان يمكن أن يكون حتى على التلفاز وفي السنوات الأخيرة تزايدت علامات التوحد لدى الأطفال والتي لا تكون لأسباب جينية ويسمى هؤلاء الأطفال بأطفال التلفاز حيث تظهر عليهم علامات التوحد نتيجة المكوث لوقت طويل أمام التلفاز ودون تواصل أو تفاعل مع محيطه الخارجي لذلك لا يجب تعريض الطفل إلى التلفاز إلى حدود الثلاث سنوات ثم يتم تعريضه للاستماع للتلفاز فقط ولأوقات قصيرة جدا وينطبق الأمر كذلك على الحاسوب والهواتف الذكية التي لا يجب أن تسلم للطفل قبل 12 سنة.

العلاج

إن الإدمان السلوكي لا يعالج باستعمال أدوية بل يعالج عن طريق العلاج السلوكي المعرفي الذي يحاول تقويم سلوك المريض والتقليل من إدمانه قدر الإمكان ويكون ذلك عبر تقسيم الوقت وتحديد ساعات الاستعمال والأهداف والتي تختلف من شخص لآخر حسب سنه ومجالات استخدامه للانترنت كما يجب تحديد الأولويات بطريقة صحيحة كالأولويات الدراسية أو المهنية والعائلية وللعلاقات العاطفية بالنسبة للأشخاص البالغين وبالنسبة للمراهقين يجب أن يرسم الأهل حدود استخدام الانترنت وتقسيم الوقت وتحفيزهم على ممارسة أنشطة ترفيهية في أوقات الفراغ تقلل من ساعات استخدامهم للانترنت.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery