الولادة القيصرية

01/12/2022   الولادة   2386  
الدكتور خالد بوذراع

الولادة القيصرية

الولادة القيصرية

الولادة القيصرية هي إجراء جراحي يتم بواسطته مساعدة الأم على الولادة عبر إحداث شق على مستوى البطن والرحم ويتم اللجوء إليها عندما تتعذر الولادة الطبيعية والهدف منها هو تعويض الولادة الطبيعية المهبلية إذا كانت تشكل خطرا على صحة الأم والجنين.

وتحدث الولادة القيصرية إما عبر تخدير كلي أو موضعي وسابقا كانت الولادة القيصرية لا تتم إلا عبر التخدير العام وبفضل التطورات الطبية خاصة على مستوى تقنيات التخدير أصبحت هذه العملية اليوم أكثر سلامة وأمانا لأن التخدير العام ينطوي على عدة مخاطر خاصة إذا كانت المرأة تعاني من بعض الأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم إذ يمكن أن يحدث لها انتفاخ على مستوى الوجه والرقبة كما يخرج الرضيع إثر الجراحة القيصرية بالتخدير العام نائما تحت تأثير التخدير. وبفضل تطور طرق الجراحة القيصرية وتقنيات التبنيج أصبح بالإمكان ببنج موضعي سواء أكانت ستحدث ولادة طبيعية أم تم اللجوء إلى العملية القيصرية بصفة طارئة إذا كان هناك ضائقة جنينية شديدة أو عند انخفاض نبض الجنين وإذا كانت الولادة القيصرية مبرمجة يتم حقن مخدر موضعي يضل مفعوله لمدة ساعتين ويكون التخدير للجزء السفلي فقط بينما تحافظ الأم على وعيها طيلة فترة الولادة ويمكنها أن تشعر بالمس ولكن دون الشعور بأي ألم.

تطلب بعض النساء أحيانا ولادة قيصرية منذ بداية الحمل ويعود هذا أساس إلى بعض الأفكار المتداولة حول آلام الولادة والتخوفات من الولادة الطبيعية وهنا يأتي دور الطبيب المباشر الذي سيقوم بتصحيح كل هذه المفاهيم وإيضاحها للأم حتى تقتنع أن الولادة الطبيعية هي الولادة الأمثل لأنها الأقل تكلفة والأقل خطرا والأسرع شفاء خاصة إذا لم تكون هناك حاجة فعلية تستدعي إخضاع الأم لولادة قيصرية.

مراحل الولادة القيصرية

إذا كانت الولادة القيصرية مبرمجة يتم تحضير المرأة في نهاية الشعر الثامن وبداية الشهر التاسع من خلال القيام بعدد من الفحوصات التي يستحقها طبيب التبنيج مع القيام بفحص الرنين المغناطيسي لتحديد حجم الجنين ووزنه التقريبي ووضعيته داخل بطن الأم وعلى ضوء كل هذه الفحوصات يتم إتخاذ قرار طريقة الولادة وفي حال كانت الولادة ستكون قيصرية يحدد الطبيب موعدا دقيقا للولادة لتجنب حدوث الولادة المبكرة، وفي يوم العملية تذهب الأم إلى المستشفى صائمة ويتم إدخالها إلى غرفة العمليات أين تتم في مرحلة أولى عملية التبنيج ثم إحداث شق على مستوى البطن والرحم لإخراج الجنين بسرعة وقطع الحبل السري وانتزاع المشيمية ثم يتع إثر ذلك رتق غرز جدار الرحم بغرز صلبة حتى يلتأم الجرح جيدا كما يتم أيضا رتق جدار البطن والجلد ووضع ضمادة يمكن أن تضل بها الأم لمدة عشر أيام بعد الولادة.

متى يتم اللجوء إلى الولادة القيصرية؟

يمكن أن تكون الولادة القيصرية مبرمجة إذا كان اللجوء إليها إجباريا إذ توجد وضعيات التي يكون فيها حجم الجنين ورأسه كبيرا مقارنة بمقاسات حوض الأم مما يجعل الولادة الطبيعية مستحيلة وفي حالات أخرى تكون وضعية الجنين بالبطن غير ملائمة للولادة الطبيعية أو أن تكون المشيمة قبل الجنين وتسمى بالمشيمة المنزاحة وهي كلها وضعيات تستحيل فيها الولادة الطبيعية ، وتوجد كذلك وضعيات تخص صحة الأم إذا كانت تعاني من ارتفاع في ضغط الدم خاصة وبالتالي تصبح الولادة القيصرية ضرورية ويمكن اللجوء حتى إلى ولادة مبكرة بينما توجد بعض الحالات المستعجلة التي قد تحدث خلال المخاض وتجعل من الولادة القيصرية ضرورية كالنزيف الحاد أو انخفاض نبض قلب الجنين وهي حالات استعجالية يتم فيها اعتماد التخدير الكلي في الولادة القيصرية.

إجراءات ما بعد الولادة القيصرية

إثر انتهاء الولادة القيصرية يضل الأطباء يراقبون النزيف ساعتين بعد الولادة ولا تتناول المرأة الأغذية إثر العملية القيصرية إلا بعد مرور فترة تضل فيها تتغذى عبر المصل وبعد أن ينتهي مفعول التخدير يتم إعطاء المسكنات للأم وبعض المضادات الحيوية للوقاية من التعفنات والالتهابات وفي الليلة الأولى يتم حقن المرأة بأدوية السيولة لمنع تخثر الدم وحدوث جلطات. أما بالنسبة للمضاعفات التي يمكن أن تنجر عن الولادة القيصرية فهي النزيف والالتهاب والتعفن وحدوث التصاقات على مستوى المبايض أو قنوات فالوب أما بالنسبة للجنين الذي ولد ولادة قيصرية يمكن أن يجد صعوبة في التنفس لحظة الولادة نتيجة لامتلاء رئتيه بالماء لذلك يقوم الأطباء بوضع الأكسجين له حتى يستعيد قدرته على التنفس بصورة عادية .

إثر الولادة القيصرية يمكن للمرأة أن تغادر المستشفى في غضون يومين إثنين إذا لم تحدث أي مضاعفات وتستغرق مدة شفاء جرح البطن خمسة عشر يوما بينما تستغرق فترة شفاء الجرح الداخلي ثلاثة أشهر تقريبا وبعد تستحق المرأة خلال الأيام الأولى من الولادة إلى الراحة ويمكنها أن تتخلص من الآلام المزعجة منذ الأسبوع الأول ويجب أن تعود المرأة إلى ممارساتها اليومية تدريجيا بينما يمكن العودة إلى الممارسة الجنسية العادية في غضون شهر وينصح بالحمل الثاني بعد مرور سنة على الأقل من الولادة القيصرية.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery