الشخير: أسبابه، أعراضه وطرق علاجه

الشخير: أسبابه، أعراضه وطرق علاجه

يسلك الهواء منذ دخوله من الأنف مسارا معينا حتى يحدث تبادل الأكسجين في الرئتين فبعد دخول الهواء إلى الأنف يمر إلى الكهف الأنفي ثم ينزل إلى البلعوم الفموي فالقصبة الهوائية وصولا إلى الرئتين وعند حدوث أي عائق في هذا المسار يصدر ارتجاف يكون عادة في مستوى سقف الحلق الرخو أو اللها وهذا الارتجاف هو ما يسبب صدور صوت الشخير الذي لا يعتبر مرضا في حد ذاته بل قد يكون مؤشرا عن وجود مشكل ما كما يمكن أن يسبب على المدى الطويل بعض المضاعفات إذا لم يعالج بشكل جيد.

يمس الشخير نسبة كبيرة من الأشخاص فحسب دراسة أمريكية حول نسبة الشخير تأكد وجود 90 مليون أمريكي يعاني منه وهو رقم مرتفع نسبيا ويمس الذكور بنسبة أكبر من الإناث كما أنه يشمل مختلف الشرائح العمرية. تعود أسباب الشخير دائما إلى وجود عوائق في مجرى مرور الهواء فيمكن أن يكون العائق من الأنف كالإعوجاج الأنفي الذي يكون خلقيا أو بسبب حادث ما أو يمكن أن يكون الشخير بسبب حساسية في الأنف أو انتفاخ اللحميات أو وجود أورام في الأنف ويمكن أن ينتج الشخير عن وجود التهابات في الكهف بسبب انتفاخ اللحميات وهي حالة تصيب خاصة الأطفال، ويمكن أن يكون العائق من البلعوم الأنفي أو الحلقي خاصة إذا كان الشخص يعاني من السمنة أو يمكن أن يكون العائق بسبب طول اللها أو بسبب طول اللسان أو ارتخاء عضلات سقف الحلق بسبب التقدم في السن أو بسبب التدخين أو الكحول...

قد يؤدي تواصل الشخير لفترات طويلة دون علاج إلى حدوث مضاعفات فالأشخاص الذين يعانون من الشخير هم أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب وأكثر عرضة للإصابة بالجلطات القلبية أو الدماغية فقلة وصول الأكسجين إلى الجسم ليلا يسبب إجهاد القلب الذي يضاعف جهوده ليلا لتعويض نقص الأكجسين في الجسم وبسبب الإجهاد المستمر لعضلة القلب يمكن أن تضعف العضلة ويصاب القلب بعدة أمراض لذلك لا يجب تجاهل الشخير بل يجب تشخيصه والبحث عن أسبابه لعلاجه.

يقرر المرضى عيادة الطبيب عادة بطلب من الشريك أو الجيران بسبب صوت الشخير المرتفع أو أيضا بسبب شعور المريض بالإرهاق المستمر رغم حصوله على عدد ساعات نوم كافية إلا أنه يستمر في الشعور بالنعاس ويفقد تركيزه طيلة اليوم وذلك بسبب الجهد الكبير الذي يقوم به الجسم ليلا لتأمين كمية الأكسجين التي يحتاجها، وعند عيادة المختص يقوم الطبيب بفحص سريري للمريض ثم يقوم بتشخيص بالمنظار الأنفي للتعرف على سبب الشخير.

يختلف العلاج حسب العوائق التي تمنع مرور الهواء بشكل طبيعي في مجرى التنفس فإذا كان المشكل ناتجا عن ارتخاء عضلات سقف الحلق يمكن القيام بشدها عبر الموجات الراديوية وهي عملية بسيطة يمكن القيام بها باستعمال بنج موضعي أما إذا كان المشكل يعود إلى طول وحجم اللسان يمكن القيام بعملية بالليزر وإذا كان المشكل ناتجا عن انتفاخ لحميات الأنف أو انتفاخ اللوزتين يمكن القيام بجراحة لإستئصالهما ولكن تجدر الإشارة إلى أن التدخل العلاجي الطبي غير كاف لوحده لوقف الشخير بل يجب على المريص تغيير عاداته الحياتية واتباع نظام عيش صحي ويكون ذلك من خلال تناول الأغذية الصحية والتقليل من الوزن الزائد وممارسة الرياضة والابتعاد عن التدخين والكحول.