آلام الركبة

آلام الركبة

الركبة هي مفصل مهم جدا في جسم الإنسان لأنها تضطلع بوظيفة حمل كامل ثقل الجسم وضمان حركة الأرجل في نفس الوقت وتتكون الركبة من مفصلين وهما مفصل يربط بين عظم الساق والفخذ ومفصل يربط بين عظم الفخذ والمشاشة ويغطي هذه المفاصل غلاف واحد مكون من الغضروف الذي يساعد على مرونة الركبة وحركتها ويمنع احتكاك العظم ويمكن أن تصاب الركبة بعدة مشاكل على غرار تآكل الغضروف أو الحوادث والصدمات.

بما أن الركبة هي مفصل مهم في جسم الإنسان يمكن أن تصاب في بعض الأحيان بمشاكل تحدث آلاما بالركبة من ذلك المشاكل المرتبطة بعامل السن والتي تبدأ بالظهور عادة عند سن الشيخوخة على غرار احتكاك الغضروف كما يمكن أن يصاب بآلام الركبة أشخاص من فئات عمرية أصغر وتكون بسبب مرض موجود بالغشاء الداخلي للركبة كالالتهاب الناتج عن الروماتيزم أو حالات القيح الناتجة عن عدوى جرثومية قد يكون المريض التقطها حتى من نزلة برد عادية ، هذا وقد تتعرض الركبة لعدة حوادث تؤدي إما لحدوث كسور على مستوى المفاصل أو إصابات في الغضروف أو يمكن أن تحدث أيضا مشكلات في الأربطة الصليبية التي قد تسرع من عملية احتكاك الركبة وأخيرا تجدر الإشارة إلى أن السمنة أيضا يمكن أن يكون عاملا وراء احتكاك الركبة.

من أهم الأعراض التي يمكن للمريض بأحد مشاكل الركبة الشعور بها هي الآلام والتي تختلف من شخص لآخر حسب الحالة حيث يمكن أن يعاني المريض من آلام تظهر خاصة ليلا وهي تندرج ضمن الآلام الالتهابية ولها علاقة خاصة بالروماتيزم أو يمكن أن تكون الآلام ميكانيزمية فقد عندما يتحرك المريض وتقل حدتها عند الجلوس أو الاستلقاء ويمكن أن تتطور الآلام ليشعر بها المريض سواء في وضعية راحة أو حركة وهي حالة متقدمة من مشاكل الركبة. كما يمكن أيضا أن يلاحظ المرضى انتفاخا على مستوى الركبة ولا يكون هذا الانتفاخ مستمرا بل يأتي لفترة محددة ثم يزول وهي عبارة عن ردة فعل من الجسم بسبب استمرار الالتهاب دون علاج لفترة طويلة وأخيرا في حال لم يقم المريض بأي فحص أو علاج ستتقدم الحالة وسيفقد تدرجيا قدرته على الحركة وعلى القيام بأنشطته اليومية بطريقة عادية بسبب الاحتكاك الكبير للركبة وهي حالة متقدمة تستوجب تدخلا جراحيا.

يمكن أن يتم تشخيص آلام الركبة عن طريق فحص سريري عادي يقوم به المختص لتقييم حركة الركبة إلى جانب طرح عدة أسئلة على المريض حول الأعراض التي يشعر بها ويتبع هذا الفحص صورة بالأشعة التي تكون كافية لتحديد درجة تقدم المرض حتى يتمكن المختص من اختيار العلاج المناسب حسب الحالة. بينما إذا كان هناك شك عن وجود مشكل ما في الأربط الصليبية أو عن وجود عدوى جرثومية هي السبب وراء آلام الركبة يمكن أن يطلب المختص فحوصا إضافية كصورة بالسكانارأو صورة بالرنين المغناطيسي.

يبدأ العلاج في التدرج حسب درجة تطور المرض ويكون في البداية عن طريق الأدوية التي تخفف الآلام وتزيل الالتهاب وينصح خلال هذه الفترة بالقيام بحصص علاج طبيعي لتقوية العضلة وتخفيف الآلام والتي تستمر لمدة شهرين أو ثلاثة وفي حال لم يشفى المريض يتم اللجوء في مرحلة ثانية إلى حقن الركبة بالكورتيكوييد أو بالآسيد يولورنيك التي تساهم في زيادة مرونة الركبة إلى جانب حصص العلاج الطبيعي للتقليل من سرعة تطور المرض .

من المهم جدا القيام بحصص علاج طبيعي بالتوازي مع العلاجات الأخرى التي يقدمها المختص ذلك أن العلاج الطبيعي من شأنه أن يقوي من العضلة ويزيد في مرونتها مما يسهل حركة المريض كما يمكن أيضا أن يخفف من الآلام التي يشعر بها المريض .

في بعض حالات إصابة الركبة المتطورة أو في حال لم يستجب المريض إلى أي من العلاجات السابقة يتم القيام بعملية جراحية وتوجد ثلاثة أنواع من العمليات إما عملية غسل الركبة بالمنظار وهي تقنية تقوم على جراحة بالمنظار يتم فيه تنظيف الركبة وغسلها لتعقيمها من الجراثيم وتنظيف الغضروف وهي جراحة بسيطة يمكن للمريض أن يغادر المصحة منذ اليوم الأول لإجرائها ولا تكون آلامها كبيرة، وتوجد أيضا جراح تقويم الاعوجاج وهي عملية خاصة بالأشخاص الذين يعانون من إعوجاج في الساق ذلك أن تقويم الساق من شأنه أن يقلل الضغط على الركبة وبالتالي يخفف من الآلام التي يشعر بها المريض ويساعده على استرجاع حركته العادية وأخيرا توجد عملية زرع الركبة وهي عملية تقوم على زرع ركبة اصطناعية في حال تآكل الغضروف تآكلا تاما وبفضل التطور التقني أصبحت هذه العملية بسيطة حيث يمكن للمريض مغادرة المستشفى منذ اليوم الثاني من إجراء العملية مع التأكيد على أهمية مواصلة حصص العلاج الطبيعي بعد العملية لضمان نتائج أفضل.