احتكاك غضروف الركبة

احتكاك غضروف الركبة

تتكون الركبة من ثلاث عظام أساسية وهي عظم الفخذ وعظم القصبة والمشاشة وتغلف أطراف هذا العظم بالغضروف الذي يكون موجودا داخل غشاء مائي بهدف تسهيل حركة الركبة ويصيب احتكاكا غضروف الركبة جميع الأشخاص لا سيما الأشخاص المتقدمين في السن بنسبة أكبر باعتبار أن هذا المرض لا يظهر فجأة بل يتطور على مدار السنين.

يعتبر عامل السن من أهم أسباب الإصابة باحتكاك غضروف الركبة وتشير الدراسات إلى أن 20 بالمائة من الأشخاص الذين بلغوا سن الأربعين بدأت تظهر لديهم أعراض احتكاك الركبة وترتفع هذه النسبة كلما تقدم الفرد بالسن لتصل إلى 70 بالمائة لدى الأشخاص الذين بلغوا سن الخمس والستين أو أكثر كما يمكن أن يصاب الأشخاص باحتكاك الركبة في سن صغيرة إذا كانوا يعانون من الزيادة في الوزن لأنها تضغط على الركبة وتزيد في درجة الاحتكاك كما توجد بعض الأمراض التي تزيد من احتكاك الركبة في سن صغيرة كاعوجاج عظم الركبة وبعض أمراض الروماتيزم أو القيام بحوادث أو عمليات جراحية على مستوى الركبة وأخيرا يعتبر العامل الوراثي والعامل الهرموني أيضا سببا في احتكاك الركبة لذلك نجد هذه الإصابة تكثر في صفوف النساء بفعل التغيرات الهرمونية.

تعتبر الآلام من أهم أعراض احتكاك الركبة وتكثر خاصة عند المشي أو في آخر اليوم كما يمكن أن يلاحظ المريض انتفاخا في الركبة وحرارة عادة ما يكون سببها الالتهاب كما نلاحظ نقصا في حركية الركبة وعدم القدرة على تحريكها وثنيها وتكون أحيانا ثقيلة مما يقلل من حركة المريض تدرجيا وتعيق نشاطاته اليومية. وتجدر الإشارة إلى أنه يمكن لا يعطي الاحتكاك أي علامات في البداية وبالتالي تظهر الأعراض وتتفاقم تدريجيا كلما تقدم سن المريض.

يقوم الطبيب في بداية التشخيص بطرح جملة من الأسئلة على المريض لمعرف إذا كانت لديه عوامل تحفز من ظهور احتكاك الركبة كبعض الأمراض التي سبق ذكرها ثم يتم المرور إلى العلاج السريري لتقييم حركة الركبة والتأكد من عدم وجود اعوجاج بالركبة ليتم لاحقا القيام بصورة للركبة بالأشعة لتحديد مرحلة تطور الاحتكاك ونوعية العلاج المناسب.

إن علاج احتكاك الركبة يختلف باختلاف مرحلة تطور المرض ونبدأ أولا بالعلاج الدوائي على غرار المسكنات ومضادات الالتهاب للتخلص من الآلام وباقي الأعراض الأخرى كما يمكن أن يصف المختص أدوية تساعد على الحفاظ على الغضروف وتقلل من سرعة تقدم المرض كما يمكن أن يصف المختص للمريض حصص علاج طبيعي بالتوازي مع العلاجات الدوائية بهدف تقوية عضلة الساق وتقليل الضغط على الركبة وفي حال كان المريض يعاني من الوزن الزائد يتم توجيهه إلى مختص في التغذية لاتباع حمية غذائية تقلل من الوزن وتخفف الضغط على الركبة وعلى الغضروف.

في بعض الحالات يمكن أن يحصل تشخيص المرض في مرحلة متقدمة من احتكاك الغضروف وحينها قد يصف المختص حقن في الركبة كالكورتيكوييد الذي يستعمل لمدة معينة ويساعد على التخلص من الآلام والالتهاب أو يمكن أيضا حقن الركبة بالآسيد يولورونيك لتعويض ماء المفصل وضمان حركة طبيعية لمفصل الركبة كما يمكن في بعض الحالات حقن الركبة بالبلازما المستخرجة من دم المريض والتي يمكن أن تكون حلا فعالا لتقليل الاحتكاك.

في بعض الحالات التي لا تتحسن حالة المريض باستعمال الأدوية أو الحقن أو عندما يكون المريض مسبقا من اعوجاج في العظم يتم القيام بعملية جراحية لتقويم الاعوجاج وبالتالي الحفاظ على سلامة الغضروف وتقليل الضغط على الركبة أو يمكن أيضا القيام بعملية تغليف الركبة خاصة لدى الأشخاص المسنين وتضمن هذه العملية الحفاظ على سلامة الغضروف لعشر سنوات أو أكثر.