أضرار التدخين وسبل الإقلاع عنه

أضرار التدخين وسبل الإقلاع عنه

تحتوي السجائر على مادة النيكوتين المسؤولة مباشرة عن الإدمان فهي تعطي ذلك الإحساس بالنشوة التي إذا فقدها الجسم يمكن أن تظهر عليه أعراض مزعجة كآلام الرأس واضطرابات النوم والشعور بالتوتر الدائم لذلك فإن التخلص من هذا الإدمان والإقلاع عن التدخين يكون بالضرورة عن طريق مساعدة مختص. كما تحتوي السجائر إل جانب مادة النيكوتين ما يقارب الخمسة آلاف مادة مسرطنة والمدمن لتدخين لا يمكن أن يشعر بهذه التأثيرات السلبية وحتى إن شعر به فهو سيتجاهلها حتما مقابل النشوة التي ستوفرها مادة النيكوتين للدماغ وبالتالي فإن الإقلاع عن السجائر يتطلب وعيا كبيرا من المريض ومجهودا وإرادة صلبة مع اللجوء دائما إلى المختص حتى تتم مساعدته عن الإقلاع بطرقة عملية وطبية تضمن له نتائج جيدة.

تعود 90 بالمائة من حالات الإصابة بسرطان الرئة والذي يعتبر من بين أخطر أنواع السرطانات إلى عامل التدخين ، هذا إلى جانب عدة أنواع أخرى من السرطان التي يمكن أن يتسبب بها التدخين كسرطان المعدة والحلق واللسان وأمراض الانسداد الرئوي التي تنتج عن ضيق التنفس المستمر الذي يسببه التدخين ويمكن أن يشكل الانسداد الرئوي المزمن في مرحلة متقدمة إعاقة للمريض مما يمنعه من ممارسة أنشطته اليومية ويجعله في حاجة دائما إلى قارورة الأكسجين للتنفس . ومن بين الأمراض الأخرى التي يتسبب بها التدخين يمكن أن نذكر أمراض القلب والشرايين وهي أحد أخطر الأمراض لما لها من مضاعفات يمكن أن تؤدي إلى الوفاة ، هذا إضافة إلى التأثيرات الاخرى للسجائر على الجلد والأسنان وباقي أعضاء الجسم. كما لا يجب أن ننسى أيضا مخاطر التدخين السلبي على الأطفال خاصة حيث يمكن أن ترفع لديهم احتمال الإصابة بضيق التنفس وبالنسبة للمرأة الحامل يمكن أن تؤثر السجائر على الجنين وتؤدي إلى مضاعفات كإصابة الجنين بأمراض تنفسية أو خطر الولادة المبكرة.

هناك عدة وسائل تساعد عن الإقلاع عن التدخين يتم تحديدها حسب الحالة الصحية للمريض لذلك تخصص العيادة الأولى لطرح جملة من الأسئلة عن المريض حول تاريخ بداية التدخين وعدد السجائر المدخنة يوميا لتحديد درجة إدمانه وأيضا تحديد مدى إستعداده النفسي للإقلاع كما يتم أيضا القيام بفحص شامل للمريض لتحديد تأثيرات التدخين على أعضاء الجسم وعلاجها إن وجدت هذا وتستغرق مدة الإقلاع يقارب الأربعة أشهر.

ويتم أولا استعمال بدائل النيكوتين التي نجدها في أشكال مختلفة مثل اللاصقات والعلكة أو الحبوب وتساعد هذه الوسائل على تزويج الجسم بمادة النيكوتين دون تدخين السجائر ودخول باقي المواد المسرطنة الأخرى إلى الجسم وتساعد هذه الطريقة عل التقليل من أعراض الإنقطاع عن التدخين مما يساعد عن الإقلاع عنه ، كما يمكن أن يصف الطبيب أدوية أخرى تقلل من تأثيرات الجانبية للسجائر والتي تؤدي إلى نتائج إيجابية لاحقا. وإلى جانب هذه العلاجات يكون المريض مطالبا بالقيام بعلاج سلوكي معرفي لدى المختص النفسي ويساعد هذا العلاج المريض التخلص من فكرة ربط النشوة والسعادة بالسجائر والتخلص من كل الأفكار والعادات الخاطئة مما يساعد المريض لاحقا على الإقلاع عن التدخين وخاصة على عدم الانتكاسة والعودة إلى التدخين بعد الإقلاع من خلال تقديم بعض التوجيهات للمريض حلو كيفية مقاومة الرغبة في العودة إلى التدخين بعد الإقلاع.

وبخصوص السجائر الالكترونية فقد أثبتت العديد من الدراسات البريطانية فاعلية السجائر الالكترونية في الإقلاع عن التدخين طالما كانت مصحوبة بإحاطة المختص لذلك لا يجب أبدا التوجه إلى السجائر الالكترونية دون العودة إلى المختص لأن استعمالها الخاطئ يمكن أن يزيد من إدمان الفرد للنيكوتين حتى أكثر من السجائر.