الإدمان على التدخين: مراحل الإقلاع ووسائله

الإدمان هو سلوك مرضي يصنف ضمن الأمراض النفسية المزمنة . يمكن أن يدمن الإنسان على مواد أو عادات وسلوكيات بشكل يجعله غير قادر على التخلص منها بسهولة رغم وعيه بضررها وخطورتها على غرار إدمان التدخين الذي يعد آفة عالمي

ويعد التدخين من أكثر المواد إدمانا وصعوبة في الإقلاع عنها ذلك أن عادة تدخين السجائر ترافق المدخن طيلة يومه منذ الاسيقاظ صباحا وحتى الليل وهو ما يجعل منسوب النيكوتين مرتفعا في الجسم وبالتالي قابلية أكبر للإدمان

مراحل الإقلاع عن التدخين

يمر المدخن بجملة من المراحل حتى يعي بصرورة الإقلاع عن التدخين والمضي قدما في مرحلة الإقلاع والتعافي، ويمكن تلخيص هذه المراحل في ثلاث مراحل أساسية :

مرحلة ما قبل التأمل : تعتبر مرحلة ما قبل التأمل مرحلة طويلة وغير محددة زمنيا خلال هذه الفترة لا يفكر المدخن في الإقلاع ولا يفكر في مخاطره وآثاره الصحية رغم علمه بها. وعادة تنتهي هذه المرحلة بعد إصابة الميض بمشكل صحي مرتبط بالتدخين أو حتى بعد شعوره بآثار التدخين السلبية في حياته مما يدفعه الى التفكير جديا في الإقلاع.

مرحلة التأمل : تمثل مرحلة التأمل مرحلة الوعي والإقتناع التام بأهمية وضرورة الإقلاع عن التدخين. خلال هذه الفترة يكون المريض لا فقط بمضار التدخين بل أيضا بمكاسب الإقلاع عنه

صحيا بعد 48 ساعة من إيقاف التدخين يتخلص الجسم من كمية النيكوتين الموجودة داخله. أما بعد أسبوعين تستعيد الدورة الدموية سلامتها ويقل ضغط الدم وكل المشاكل المرتبطة به بنسبة 30 بالمائة. وبعد مرور سنة من الإقلاع يقل خطر الإصابة بالأمراض القلبية والشريانية بنسبة 50 بالمائة وهو إنجاز هام جداً وحافز للإقلاع عن التدخين.

هذا ويبدأ المدخن خلال هذه الفترة بالتفكير في أولى خطوات الإقلاع الفعلي من خلال البحث عن أطباء مساعدة للإقلاع عن التدخين.

مرحلة الإقلاع عن التدخين: تعتبر هذه المرحلة حاسمة وقد تدوم حوالي ستة أشهر وهي مرحلة تتطلب قدرا مهما من العزيمة لأن الجسم سيعاني خاصة خلال الفترة الأولى من أعراض انسحاب النيكوتين كما يمكن أن يضطرب مزاج المريض بسبب فقدان مادة النيكوتين ولكن من الضروري التأكيد على أن هذه المشاعر مؤقتة خاصة إذا بدأ المريض تدريجيا في الشعور بالصحة الجيدة واللياقة البدنية بعد مرور فترة من الإقلاع.

أهمية المساعدة في الإقلاع عن التدخين

الذين أقلعو عن التدخين من تلقاء أنفسهم أكثر عرضة لخطر العودة الى الإدمان مقارنة بالأشخاص الذين تحصلو على مساعدة طبية. واذا ينصح بعيادة أخصائي والحصول على بدائل النيكوتين التي تقلل من أعراض الإنسحاب خاصة خلال الفترة الأولى كما يمكن أيضا الاعتماد على بدائل السجائر على غرار البغ المسخن والسجائر الإلكترونية وذلك لفترة محدودة المساعدة على الإقلاع النهائي

وإلى جانب العيادة الطبية ينصح أيضا بعيادة أخصائي نفسي والقيام بحصص علاج معرفي سلوكي الهدف منها تصحيح الأفكار الخاطئة حول التدخين والتخلص من الرابط بين المتعة وتدخين السجائر كخطوة أولى نحو الإقلاع النهائي

أخيرا، يمكن أن يمر المريض طيلة فترة الإقلاع بجملة من الإنتكاسات وهي حالة طبيعية لا تعني فشل المريض الحتمي في الإقلاع عن التدخين بل يجب استغلال هذه الإنتكاسات كدافع نحو المضي قدما وعدم الاستسلام إلى حين التخلص نهائيا من إدمان التدخين