إصابة الحبل النخاعي تعبث بحياة حوالي 500 ألف شخص سنويّا

إصابة الحبل النخاعي تعيق حياة الأطفال و الكبار و تغيّر مجراها و تعبث بها جرّاء حوادث يوميّة يمكن ان يتعرّض لها الإنسان إذ يعاني كل سنة ما بين 250000 و 500000 شخص في العالم, وفق أرقام موقع المنظمة العالميّة للصحّة, من إصابة في الحبل النخاعي.والغالبيّة العظمى من إصابات الحبل النخاعي تنجم عن أسباب يمكن الوقاية منها و تجنبها مثل حوادث الطرق أو السقوط أو العنف.

علما و أنّ الأشخاص الذين لديهم إصابة في الحبل النخاعي أكثر عرضة للوفاة المبكرة من الأشخاص الذين ليس لديهم إصابة في الحبل النخاعي. وتكون معدلات البقاء قيد الحياة أسوء في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط وتحمّل الأفراد والمجتمعات تكاليف باهظة.

مفهوم إصابة الحبل النخاعي

إصابة الحبل النخاعي حسب نفس المصدر المذكور سابقا "هو مصطلح يشير إلى الضرر الذي يلحق بالحبل النخاعي نتيجة لتعرضه للإصابة (مثل حادث سيارة) أو مرض كالسّرطان مثلا. لا يوجد تقدير موثوق به للانتشار العالمي، لكن معدل الوقوع العالمي السنوي يُقدر بـ 40 إلى 80 حالة لكل مليون نسمة". و هي نسب متزايدة من سنة إلى أخرى.

أعراض الإصابة بالحبل النخاعي

تعتمد الأعراض على شدة الإصابة وموضعها على الحبل النخاعي. ويمكن أن تشمل فقداناً جزئياً أو كلياً للوظيفة الحسية أو للتّحكم الحركي في الذراعين أو الساقين أو الجسم. وإصابة الحبل النخاعي الأشد تأثيرا على الأجهزة التي تنظم التحكم بالأمعاء أو بالمثانة، وتنظم التنفس وسرعة القلب وضغط الدم. ومعظم الأشخاص الذين لديهم إصابة في الحبل النخاعي يعانون من ألم مزمن.

كما أنّ الذكور أكثر عرضة للخطر في مرحلة الشباب (20-29 سنة) وفي الشيخوخة (أكبر من 70 سنة). والإناث أكثر عرضة للخطر في مرحلة المراهقة (15-19) وفي الشيخوخة (أكبر من 60سنة ) . كما أنّ أعلى معدل لخطر الوفاة يكون في السنة الأولى بعد الإصابة، ويبقى مرتفعاً مقارنة ببقيّة الأمراض المؤدية للوفاة. فالأشخاص الذين لديهم إصابة في الحبل النخاعي أكثر عرضة للوفاة المبكرة مقارنة بالأشخاص الذين ليس لديهم إصابة في الحبل النخاعي بضعفين إلى 5 أضعاف حسب ما ذكرته المنظمة.

المخلفات الصحيّة لإصابة الحبل النخاعي

تترافق غالبا إصابات الحبل النخاعي مع خطر الإصابة بحالات ثانوية يمكن أن تكون منهكة ومهددة للحياة مثل الخثار الوريدي العميق، وأمراض المسالك البولية المُعدية، وتشنجات العضلات، وتخلخل العظام، وقرح الانضغاط، والألم المزمن، والمضاعفات التنفسية, وهي حالات تتطلب رعاية الحالات الحادة وخدمات الرعاية و المتابعة الصحية المستمرة و الضرورية لمنع المضاعفات و لمعالجة هذه الحالات.إن إصابة الحبل النخاعي قد تجعل الشخص معتمداً على مقدمي الرعاية.

وغالباً ما يتطلب الأمر معدّات مساعِدة لتسهيل التنقل أو التواصل أو الرعاية الذاتية أو الأنشطة المنزلية. وإن ما يقدر بنحو 20-30% من الأشخاص الذين لديهم إصابة في الحبل النخاعي تظهر عليهم علامات اكتئاب هامة، وهذا بدوره له تأثير سلبي على التحسن في الأداء وعلى الصحة بشكل عام. والأطفال الذين لديهم إصابات في الحبل النخاعي يكون احتمال التحاقهم بالمدرسة أقل من أقرانهم، وعندما يلتحقون فإن احتمال تقدمهم الدراسي يكون أقل.

والبالغون الذين لديهم إصابات في الحبل النخاعي يواجهون عوائق مشابهة تحول دون المشاركة الاقتصادية، مع معدل بطالة هامّ جدّا حالي 60%. على المستوى العالمي حسب معطيات ذكرتها المنظمة العالميّة للصحّة على موقعها الرّسمي

علاج إصابات الحبل النخاعي

من أبرز التدبير العلاجيّة المناسبة, حسب ما ذكره موقع المنظمة , تكون في مرحلة الوقت السابق للوصول إلى المستشفى و ذلك بالتعرف بسرعة على إصابة الحبل النخاعي المشتبه بها، والتقييم السريع، والشروع في معالجة الإصابة؛ بما في ذلك تثبيت العمود الفقري. بالإضافة إلى تقديم رعاية في المرحلة الحادة (بما في ذلك التدخل الجراحي) تناسب نمط الإصابة وشدتها، ومدى عدم الاستقرار، وجود انضغاط عصبي، وتتوافق مع رغبات المريض وأسرته.

والحصول على رعاية صحية مستمرة وعلى تثقيف صحي للحد من مخاطر الأمراض الثانوية وتحسين نوعية الحياة و جودتها .

الوقاية من مخاطر الإصابة

الأسباب الرئيسية لإصابة الحبل النخاعي هي حوادث الطرقات والسقوط والعنف (بما في ذلك محاولة الانتحار). وهناك نسبة كبيرة من إصابات الحبل النخاعي الّتي تنجم عن إصابات العمل أو الإصابات ذات الصلة بالرياضة.

وتتوفر تدخلات فعالة لمنع العديد من الأسباب الرئيسية لإصابة بهذا النوع من الحوادث الخطيرة وفق ما أكدته المنظمة العالمية للصحة و التي من أهمّها إدخال تحسينات على الطرقات وعلى سلوك الأشخاص لتجنب حوادث الطرق، و حماية النوافذ لمنع السقوط، ووضع سياسات ترمي إلى التصدي لاستخدام الكحول على نحو ضار ومنع الحصول على الأسلحة النارية للحد من العنف و من محاولات الإنتحار.