طبّ الأسنان ما معنى تحفيز قوى البرء الذّاتيّة ؟

قوى البرء الذاتية تتمثّل في إعادة الحالة الفيزيولوجيّة إلى نصابها في إطار رؤية شاملة للصحّة العامّة للمريض بالاعتماد على إستجابة الجسم اللاّواعية للعلاجات ذات الطّابع الإنساني الطّبيعي . يمكن اعتبار العناصر المساهمة في التّحفيز كقوى متفاعلة بينها و لا ينجح العلاج إلاّ بتضافرها وتشمل (الجسم بقدراته الكبيرة على البناء و التّماسك الدّاخلي بفضل قواه الطبيعية الكامنة و أيضا الطّبيب المعالج).

الطبيب المعالج وأهميّة التّواصل مع المريض

الطّبيب المعالج الّذي يوجّه العلاج, و يرتكز عمله على 3 محاور أساسيّة و هي (أوّلا وضوح الرّؤية في خصوص أسس توازن الفم, و الّتي يسعى لبلوغها في نهاية العلاج و ثانيا الحوار و التّواصل مع مريضه لاستيعاب متطلّبات العلاج والقضاء على المعوّقات الّتي يمكنها إفشاله وثالثا عليه أن يكون على قدر من المهارة والخبرة لإيجاد الحلول التقنيّة المناسبة لكلّ حالة مع المواكبة الفعالة المستجيبة لتطور الحالة التي عليها المريض الذي سيجد تبعا لذلك نسقه الخاص به للسير قدما نحو البرء النهائي.

و يتأثر الجانب النفسي والعاطفي بالمحيط والصحّة الروحانيّة الّتي تلعب دورا إيجابيّا هامّا في هذا المجال. فكما يمكن أن تنعكس الإستجابات النّفسيّة على عامل سلبيّ معيق للتطوّر الإيجابي للعلاج يمكن للجانب النّفسي التوافق مع الجانب الرّوحي لشحذ الهمّة و الإصرار على إنجاحه.

تنشيط ذاكرة البرء

ثبت علما أنّ الإنسان ككائن مختلف تماما عن باقي المخلوقات هبه اللّه مميّزات عديدة منها أنّه يختزن في ذاكرته الحالة الفيزيولوجيّ الطّبيعيّة و معها السّبيل الأمثل لإعادة تأهيلها و تنشيطها , لأنّ المرض ليس أصيلا بل طارئا عكس الصحّة الجيّدة الّتي تنتظر المعالج القادر على إقناع المريض بضرورة المساهمة في العلاج المزمع إنجازه ومن الأمثلة عن ذلك (كان أطباء الأسنان يقومون بخلع أسنان الحليب لدى الأطفال الّذين يشكون من الإكتظاظ لإيجاد الفراغات حتّى تتمّ عمليّة التّفريم بيسر, مع الملاحظة أنّ الأطبّاء يواصلون إلى الآن ما يعتبرونه كمختصّين في حكمة الأسنان خطأ طبيّ. و كان يتمّ تجهيز فم هؤلاء الأطفال ليصبح منقوصا من أربعة أسنان ضواحك ثمّ إن لزم الأمر يتمّ خلع أضراس العقل أيضا لتكون المحصلة النهائيّة فم ب24 أو في أحسن الحالات 28 سنّا . , أثبتت حكمة الأسنان أنّ الحلّ يكمن في إعادة الأمور الفيزيولوجيّة إلى نصابها و ذلك بتنشيط ذاكرة البرء الّتي تبدو كمن ينتظر المساعدة على أحرّ من الجمر ’إذ بمجرّد البدء في العلاج تأخذ الصحّة الجيّدة السّبق على الحالة المرضيّة.

تأثير الأسنان الدّائمة وسلامتها على الجسم

تعود الأسنان الدّائمة الّتي كانت تخرج عن مسارها بعد تيبس أسنان الحليب وعدم سقوطها إلى مسارها الطّبيعيّ.وتساهم في تأكل هذه الأخيرة و تبديلها بشكل طبيعيّ, و لعلّ الأغرب هنا أنّ هذه التحوّلات الإيجابيّة الفسيولوجية تأخذ منحاها الصحيح و في أكثر الأحيان الفم بالقياسات الكلاسيكيّة مازال يشكو الضّيق من الأمثلة العديدة الأخرى سرعة الشّعور بزوال الآلام سواء كان ذلك على مستوى الرّقبة أو بعض الأحيان الظّهر أو المفاصل بمجرّد البدء في العلاج أي التعوّد على إستعمال المحفّز المناسب, مع أنّ إعادة توازن الفم لم تزل في بداياتها.

و يكون العلاج الذّاتي مبدأ من أقوى ما توصّل إليه الأطبّاء الإسبان فيجب إقناع المريض بأنّه يستحيل أن ينجح العلاج مع من لا يقتنع و يقرّر خوض تجربة الإطاحة بالمرض وهزمه.و يتحتّم وجود التّكوين الصّحيح للطبيب نفسه ليكون بالفعل يمتلك طاقة داخليّة تمكّنه بأن يشجّع من خلالها مرضاه. و هو تفكير منطقي في هذا المجال.