يشهد داء السكري انتشارا هاما على مستوى عالمي ومحلي. في تونس يصيب السكري نسبة 15 بالمائة من السكان نتيجة لعدة عوامل مرتبطة بتغير العادات الحياتية والغذائية. يستحق مرضى السكري عناية خاصة وعيادة دورية لدى الطبيب المباشر إضافة إلى عيادة طبيب العيون بشكل دوري ذلك أن السكري يضر بالشبكية بشكل تدريجي دون أن يتفطن إليه المريض وفي حال غياب المراقبة يمكن أن تتضرر الشبكية ويصل المريض إلى مرحلة المضاعفات التي تسبب نقصا في النظر.
عيادة طبيب العيون تساعد على التشخيص المبكر حيث يوصي طبيب العيون بعيادة دورية كل ستة أشهر أو سنة لمراقبة حالة الشبكية ودرجة تأثير السكري فيها.
مضاعفات السكري على شبكية العين
تتأثر شبكية العين بسبب داء السكري على عدة مستويات :
- انتفاخ الشبكية : يؤثر داء السكري على شبكية العين، مما يسبب انتفاخها وبالتالي يضعف الرؤية سواء من قريب أو بعيد. ينتج هذا الانتفاخ عن تأثير السكري على الأوعية الدموية الدقيقة التي تغذي الشبكية، مما يؤدي إلى تسرب الدم منها وتدهور البصر.
- نزيف في السائل الزجاجي : حدث النزيف نتيجة انسداد الأوعية الدموية الدقيقة، مما يضعف قدرة الشبكية على الحصول على التغذية اللازمة. لاحقاً، تتكون أوعية دموية جديدة في السائل الزجاجي، وقد تتمزق هذه الأوعية وتؤدي إلى نزيف داخلي. يعاني المرضى نتيجة لذلك من ضعف في الرؤية.
- انفصال الشبكية : انفصال الشبكية في داء السكري هو من أخطر المضاعفات التي يمكن أن تحدث نتيجة لتلف الأوعية الدموية في الشبكية بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم. مع مرور الوقت، يؤدي هذا التلف إلى تسرب السوائل أو نزيف داخل الشبكية، مما يسبب ضغطاً متزايداً يدفع الشبكية بعيداً عن مكانها الطبيعي في الجزء الخلفي من العين.
- ارتفاع ضغط العين : يحدث ارتفاع ضغط العين عند نمو الأوعية الدموية الدقيقة على مستوى القزحية وهو ما يطلق عليه كحلي العين الناتج عن السكري. قد تتطلب هذه الحالة تدخلا جراحيا لتصريف السوائل وتخفيف ضغط العين.
الوقاية
للوقاية من مضاعفات داء السكري على مستوى العين لا بد أن يلتزم المرضى بمراقبة طبيب السكري دوريا حسب ما يحدده المختص. يمكن أن تكون العيادة الدورية بمعدل مرة سنويا أو مرتين بناء على الحالة الصحية للمريض. إذا اكتشف المختص وجود تأثير على الشبكية يمكن أن يصف علاجا بالليزر لتجنب بلوغ مرحلة المضاعفات. هذا العلاج يمنع تكون الأوعية الدموية في السائل الزجاجية والقزحية. في حال نمو الأوعية الدموية على سطح الشبكية يمكن القيام بتدخل علاجي بالليزر للقضاء عليها قبل نموها خارج الشبكية.
أخيرا وإلى جانب المراقبة المستمرة مع طبيب العيون يجب الحفاظ على مستويات سكري منتظمة لتجنب تضرر الشبكية ومختلف أعضاء الجسم الأخرى. وحتى في حال تضرر الشبكية قليلا يمكن الالتزام بريجيم غذائي لمنع تطور المرض. كما يجب الالتزام بعيادة دورية لطبيب العيون لضمان الكشف المبكر.