ما حقيقة التقلبات المزاجية في شهر رمضان

19/03/2024   الصحة النفسية   1218  
الدكتورة مروة داود الديوري

ما حقيقة التقلبات المزاجية في شهر رمضان

حشيشة رمضان أو التقلبات المزاجية في رمضان هي حالة نفسية موسمية لها أسبابها. ويتحول الصائم خلال الفترة الأولى من شهر رمضان إلى شخص عصبي وسريع الانفعال والغضب كما يقل مردوده المهني أو الدراسي بسبب قلة التركيز إلا أن هذه الأعراض تستمر فقط لأسبوع ثم تبدأ في الاختفاء تدريجيا.

الأسباب

يمكن أن يصاب أي فرد بالتقلبات المزاجية والتي تعود أسبابها إلى بيولوجية وسلوكية:

  • الأسباب البيولوجية : خلال شهر رمضان وبسبب الحرمان من الأكل لساعات طويل تقل نسبة السكري في الجسم ولذا سيصاب الصائم بمشاكل في التركيز والذاكرة مع أعراض خمول وتعب. كما أن السكر هو مصدر طاقة للجسم والدماغ ولذا عندما تقل نسبة السكريات في الجسم سيصبح الدماغ في حالة تأهب وهو ما يسبب سرعة الانفعال والعصبية. كما يمكن أن يشعر الصائم خلال الأيام الأولى في شهر رمضان بصداع في الرأس ناتج عن إفراز الجسم لهرمون الكالسيتونين نتيجة لتغذيه على مخزون الدهنيات في الجسم.
  • الأسباب السلوكية : تتمثل في التغيير في السلوك الغذائي فمنذ أن كان الإنسان يتناول ثلاث وجبات يومية ستصبح وجبتين فقط تتمثل في الإفطار والسحور، كما ستتغير عليه أيضا العادات الحياتية سواء على مستوى توقيت العمل أو توقيت النوم ولذا يحتاج الإنسان إلى فترة من الوقت حتى يتعود على هذا النظام الحياتي المختلف عن العادة. وبسبب تغير توقيت النوم والسحور سيصبح النوم متقطعا وسيتحدث بالتالي اضطراب على مستوى الساعة البيولوجية للإنسان ولذا تكثر التقلبات المزاجية في الفترة الأولى من رمضان. ولذا من المهم تنظيم أوقات النوم خلال هذا الشعر حتى يتعود الجسم بسرعة على التوقيت الجديد.
  • الأسباب الاجتماعية : تنتج عن ارتفاع الأسعار نتيجة لتدهور الأوضاع الاقتصادية وإضافة إلى إيجاد صعوبة في الحصول على المواد الأولية وهو ما يشكل ضغطا يثقل كاهل أفراد العائلة ويحفز هذه التقلبات المزاجية.

الإدمان وتأثيره على التقلبات المزاجية في رمضان

تختلف مسببات الإدمان لتشمل السكريات والتدخين والكحول والكافيين وتؤثر جملة هذه المواد على النشاط الوظيفي للدماغ ونقصان هذه المادة من الجسم خلال شهر رمضان إضافة إلى العوامل البيولوجية والسلوكية سيسبب أعراض انسحاب نفسية يمكن أن تدوم لأيام وتصل لأسابيع بالنسبة للمدمنين، لذا يجب استغلال شهر رمضان للتقليل من استهلاك السكريات لأنه يتسبب في إتلاف خلايا الدماغ. كما يجب تقليل استهلاك الكافيين والتدخين قبل أيام قليلة من شهر رمضان لتعويد الجسم على هذا النمط الجديد وبالتالي تقليل أعراض الانسحاب.

أما بالنسبة لاستهلاك الكحول لا يجب أن يتم الانقطاع عن الكحول بشكل مفاجئ خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يستهلكونه يوميا، وإذا شعر الفرد بأي أعراض جسدية خلال الأيام الأولى من الانقطاع عن شرب الكحول لا بد له من عيادة طبيب مختص لتجنب حدوث المضاعفات.

القنب الهندي وشهر رمضان

القنب الهندي وعلى عكس المواد المسببة للإدمان الأخرى فهو لا يسبب أعراض انسحاب جسدية بل نفسية فقط ومن المهم أولا تحديد أسباب استهلاك القنب الهندي التي يمكن أن يستهلكها المراهق اقتداء بأقرانه أو أن يستهلكها الأفراد لإخفاء أعراض القلق النفسي والتوتر وتهدئة نفسه أو استهلاكها كمضاد للاكتئاب أو إذا كان يعاني من مشكل للنوم فهي تساعد على ارتخاء الأعصاب والنوم بسهولة.

وتظهر على المدمن أعراض نفسية يمكن أن تلاحظها العائلة أو المحيط، ومن المهم أن يتم إقناعه بعيادة طبيب نفسي للتخلص من الإدمان.

كيف نتعامل مع هذه التقلبات المزاجية؟

يجب أن يستغل الفرد شهر رمضان لتهذيب سلوكه وتهدئة أعصابه، ويجب أن يساهم مختلف أفراد العائلة أو المحيط في التقليل من هذه التقلبات المزاجية من خلال محاولة استيعابها وتجنب الخلافات قدر الإمكان. وبالنسبة للمدمنين يجب أن يكون شهر رمضان فرصة للتخلص من هذا الإدمان بمساعدة طبيب نفسي إذا دعت الحاجة إلى ذلك.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery