لحمات الأنف والحنجرة وطرق علاجها

27/10/2023   صحة الطفل   997  
الدكتور أنيس بحدودي

لحمات الأنف والحنجرة وطرق علاجها

لحمات الأنف والحنجرة وطرق علاجها

إن عمليات استئصال لحمات الأنف والحنجرة تعتبر من أكثر العمليات التي يخضعها لها الأطفال في العالن ففي أمريكا مثلا يتم القيام بأكثر من 200 ألف تدخل جراحي من هذا النوع وحسب احصائيات فرنسية نشرت سنة 2019 تقوم فرنسا سنويا ب 46 ألف عملية استئصال اللحمات ولكن السؤال هو هل أن كل طفل له لحمات الأنف والحنجرة عليه بالضرورة الخضوع لجراحة واستئصالها أم أن استئصال اللحمات يخضع لشروط محددة؟

لحمات الحنجرة والأنف

تقع اللوزتين أو لحمات الحنجرة في آخر اللسان وبداية البلعوم ويبلغ طولها حوالي 2 صم وسمكها حوالي 1 صم وتوجد لدى جميع الأطفال دون استثناء منذ الولادة وتبلغ حجمها الأقصى في سن الخمس سنوات ثم يتراجع حجمها تدريجيا بتقدم العمر

وبالنسبة للحمات الأنف فهي عبارة عن كتلة من الخلايا الموجودة في البلعوم الأنفي في آخر الأنف وتكون موجودة لدى الطفل منذ الولادة وتصل إلى حجمها الأقصى بين سن الخمس والسبع سنوات قبل أن يبدأ في التراجع كلما تقدم الطفل في السن.

وظائفها

تختلف لحمات الأنف عن لحمات الحنجرة في بعض التفاصيل فعادة ما يكون للحمات الحنجرة غشاء والذي لا يكون موجودا في لحمات الأنف كما أن لحمات الأنف عادة ما تذوب تدريجيا حتى تختفي بتقدم سن الطفل بينما قد تستمر لحمات الحنجرة حتى لدى الكبار. ويتكون كل من هذه اللحميات من خلايا لمفاوية لتكون حاجز المناعة الأول ضد الجراثيم التي تدخل الأنف والحنجرة وكلما اكتسب الطفل مناعة أكبر واكتمل نمو جهازه المناعي كلما قل حجمها، وفي هذه الفترة قد تصاب اللحميات ببعض الالتهابات وهو ما يفسر انتفاخها والأعراض التي تتسبب فيها.

مشكلات لحمات الأنف والحنجرة

عادة ما تكون مشكلات لحمات الأنف والحنجرة مترابطة ولكن في بعض الحالات أن تكون مشكلات منفصلة :

  • مشاكل انتفاخ لحمات الحنجرة : يعتبر التهاب اللوزتين من أكثر الأمراض الموجودة في العالم، وتمس خاصة فئة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 15 سنة ويعود هذا الالتهاب لعدوى فيروسية غالبا وبكتيرية أحيانا وتصيب العدوى الفيروسية 90 بالمائة من الأطفال مقابل 10 بالمائة فقط يصابون بعدوى بكتيرية أشهرها بكتيريا المكور العقدي ( Streptocoque) ومن علاماتها ارتفاع حرارة الجسم وينمو ولسيس في العنق وتختلف عن العدوى الفيروسية كونها لا تكون مصحوبة بكحة وحرارة الجسم تتجاوز 38 درجة مئوية. ومن المهم تحديد ما إذا كانت العدوى فيروسية أو بكتيريا لأن العدوى الفيروسية لا تستحق مضادات حيوية لعلاجها بينما العدوى البكتيرية تستحق العلاج وتستحق تشخيصها وعدم التهاون في علاجها لأنها قد تسبب مضاعفات تؤثر سلبا على صحة الطفل فيمكن أن تتسبب في تكون قيح في منطقة اللوزتين فترفع حرارة الجسم أكثر ويجد الطفل صعوبة في فتح فمه وتناول الطعام كما يمكن أن تتسبب هذه العدوى البكتيرية في التهاب حاد في المفاصل وفي تعفنات في الأنسجة الداخلية للقلب.
  • مشاكل انتفاخ لحمات الأنف: بالنسبة لمشاكل انتفاخ لحمات الأنف غالبا ما تعود إلى عدوى جرثومية ويمكن أن يصاب بها الطفل في سن صغيرة جدا أي حتى قبل الثلاث سنوات ومن علاماتها ارتفاع حرارة الجسم، انسداد الأنف، افرازات من الأنف، تغير الصوت إضافة إلى التهاب الأذن.

ويعتبر انتفاخ اللحمات مسألة طبيعية يمكن أن تصيب الطفل في هذا السن ولكن هناك مؤشرات قد تنبئ بوجود مشكل في الانتفاخ خاصة إذا ظهرت علامات انسداد أو إذا تكررت إصابة الطفل بالالتهابات والالتهابات الحادة أو مشاكل الحساسية المتكررة أو يصاب الطفل بتهيج متواصل أو الإصابة بالتهابات مزمنة بسبب الارتجاع المعوي المريئي.

علامات الانسداد في لحمات الأنف والحنجرة

لكل من لحمات الأنف والحنجرة علامات تدل على حصول إنسداد بهما وهي حالة مرضية تتطلب العلاج وتتمثل هذه العلامات في :

  • لحمات الحنجرة : من علامات انسداد لحمات الحنجرة هي انقطاع التنفس عند النوم وهو ما يسبب الشخير ليلا والنوم المتطقع كما يمكن للطفل أن يشعر بالتعب والارهاق المتسمرين طيلة اليوم إضافة إلى آلام الرأس. وبسبب لحمات الحنجرة يمكن أن تؤدي طريقة تنفس الطفل على المدى الطويل إلى تشوهات كتقدم الفك إلى الأمام إلى جانب تغير الصوت ويمكن أن يجد الطفل صعوبة في الأكل والبلع بسبب تضيق الحلق كثيرا.
  • لحمات الأنف: في مرحلة الانسداد تمنع لحمات الأنف التنفس الطبيعي وبالتالي يصبح الطفل قادرا على التنفس من فمه فقط كما أن إبقاء الفم مفتوح دائما يمكن أن يسبب على المدى الطويل تغير في شكل الوجه. كما انسداد لحمات الأنف يمكن أن يسبب في تراكم الافرازات داخل الأنف ويرفع احتمال تعفنها. ومن علامات الانسداد في لحمات الأنف هي تكرر الالتهابات التي تصيب الأنف والجيوب الأنفية والالتهابات التي تصيب الأذن أو تراكم الماء وراء طبلة الأذن وهو ما يؤثر على عملية السمع.
التشخيص

يتم تشخيص لحمات الحنجرة عبر الفحص السريري فيرى الطبيب أن اللحمات أصبح شكلها كبير جدا مقارنة بالحالة الطبيعية التي تكون فيها لحمات الحنجرة لا تتجاوز أقواس الحلق وكلما تقدمت الحالة كلما أصبح حجم اللوزتين أكبر حتى تصل إلى حجم يؤدي إلى التصاقها وهي المرحلة الرابعة والأخيرة .

وبالنسبة للحمات الأنف فإن تشخيصها يتم باستعمال المنظار كما تسبب في نسبة كبيرة من الحالات مشاكل كبيرة في التنفس تؤشر على وجودها.

عملية استئصال لحمات الأنف والحنجرة

لا يوجد سن محدد لاستئصال اللحمات ولكن عادة ما يتم القيام بالعملية بعد سن الثلاث سنوات وبالنسبة للحمات الحنجرة فإن قرار استئصالها يأتي عندما تكون قد تسبب في إصابة الطفل بالتهابات جرثومية متكررة أو تسبب في التهاب مزمن في لحمات الحنجرة الذي استمر لأكثر من ثلاثة أشهر حتى بعد اعطاء الطفل الأدوية المناسبة. ويمكن أخذ قرار القيام باستئصال لحمات الحنجرة أيضا عند انتفاخها وكبر حجمها لدرجة تسببها في انقطاع التنفس أثناء النوم وخاصة إذا كان الطفل يعاني من مشاكل صحية أخرى تؤثر بدورها على التنفس كمشاكل الجهاز العصبي أو مشاكل السمنة أو مشاكل الجهاز التنفسي.

وبالنسبة للحمات الأنف فإن استئصالها يكون في حال ما إذا كانت كبيرة الحجم ومصحوبة إما بمشاكل تنفس فموي أو مشاكل متعلقة بالتهابات الأذن أو الالتهابات المتواصلة في الأنف.

وبالنسبة لعملية الاستئصال فهي عملية يقوم بها طبيب مختص وتتم تحت تأثير التخدير الكامل للجسم وعادة ما يغادر الطفل المستشفى بعد القيام بالعملية ببضع ساعات أو بيوم كامل على أقصى تقدير. وبالنسبة للحمات الحنجرة للأطباء حرية الاختيار وبناء على حالة الطفل القيام باستئصال اللوزتين والغشاء أو استئصال جزء معين من اللوزتين والحفاظ على الغشاء. وعادة ما تكون هذه العملية آمنة وقد يشعر الطفل بعد العملية بآلام وصعوبة في الأكل والتي يمكن تجاوزها عند إعطائه الأدوية التي وصفها المختص.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery