قصور الغدة الدرقية

قصور الغدة الدرقية

تفرز الغدة الدرقية مجموعة من الهرمونات التي تتدخل تقريبا في جميع وظائف الجسم ويمكن أن تصاب الغدة الدرقية بعدة أمراض فقد تصاب بالقصور أو بفرط النشاط وهو ما يعني ارتفاع في نسبة الهرمونات التي تفرزها في الدم فتحدث اضطرابا في كامل الجسم ويمكن أن تصاب الغدة الدرقية أيضا بالتليف والتكيس والأورام.

وبالنسبة لقصور الغدة الدرقية فنعني به تراجع في افراز الهرمونات في الدم فتختل عدة وظائف في الجسم، وينتشر هذا المرض بكثرة وخاصة في صفوف النساء اللواتي بلغن سن الأربعين ولكنه يمكن أن يصيب أيضا الرجال والأطفال والنساء من مختلف الأعمار.

تتعدد أعراض الغدة الدرقية لتشمل مختلف أعضاء الجسم تقريبا ولكن تجدر الإشارة إلى أن قصور الغدة الدرقية قد يكون صامتا ولا يتسبب في ظهور أي أعراض. ومن أهم الأعراض الشائعة في قصور الغدة هي الانتفاخ الذي يشمل كامل الجسم فيشعر الفرد بزيادة في وزنه على مستوى الوجه والأطراف دون أن يكون قد غير فعلا من نظامه الغذائي كما يمكن أن يتحول لون البشرة إلى الشاحب وتظهر عليها علامات الجفاف ويمكن أن يتحول لون كف اليد إلى البرتقالي. وإضافة إلى هذا يمكن أن يشمل الانتفاخ مخاطيات الأنف والأذن والحنجرة فيظهر نقص في السمع وشخير عند النوم وتغير في الصوت.

وفي بعض الحالات قد تظهر علامات إضافية لقصور الغدة الدرقية كآلام العضلات والتعب الشديد والرغبة المستمرة في النمو مع زيادة الشعور بالبرد ونقص التعرق كما يمكن أن يحدث بطئ في نبضات القلب وبطئ في الجهاز الهضمي مما يسبب حدوث الإمساك ويمكن أن تشمل أعراض القصور في الغدة الدرقية الجهاز العصبي فتظهر على المرضى علامات الاكتئاب. وبالنسبة للنساء قد يتسبب هذا المرض في اضطراب في الدورة الشهرية أما بالنسبة للأطفال المصابين بالغدة الدرقية يمكن ملاحظة بطئ في النمو الجسدي والذهني وتأخر في البلوغ.

يمكن أن يحدث قصور الغدة الدرقية بسبب مشاكل في الغدة بحد ذاتها أو بسبب مشاكل في الغدة النخامية والتي تعتبر مسؤولة عن الغدة الدرقية ومن بين مشاكل الغدة الدرقية التي تسبب الخمول هي استئصالها بسبب مرض ما وبالتالي تراجع الهرمونات التي تفرزها لذلك يجب تعويضها بأدوية أخرى كما يمكن أن يكون السبب هو العلاج الكيميائي أو العلاج بالأشعة إذا كان على مستوى الرقبة خاصة. ويمكن أن تكون الغدة الدرقية مصابة بأحد أمراض المناعة الذاتية وعندما يحدث هذا المشكل يقوم الجسم بإفراز أجسام مضادة تهاجم الغدة الدرقية وتضعفها وعادة في حال التقين من وجود مرض مناعة ذاتية في الغدة الدرقية يتم البحث عن أمراض مناعة ذاتية أخرى في الجسم كداء السكري وداء الأبطن...

لا بد من عيادة مختص بمجرد ظهور الأعراض وخاصة إذا اجتمعت جملة منها واستمرت لفترة طويلة دون أي سبب واضح، كما أن تشخيص خمول الغدة الدرقية لا يتطلب سوى تحليل دم حتى يتأكد التشخيص.

إن الغدة الدرقية وبما أنها تقوم بإفراز مجموعة من الهرمونات التي تكون مسؤولة عن عدد من وظائف الجسم فإن خمولها سيؤدي بالضرورة إلى تراجع هذه الهرمونات في الدم ولتعويضها لا بد للمريض من استعمال علاج دوائي مدى الحياة يتناوله يوميا قبل فطور الصباح لتعديل نسبة هذه الهرمونات.