فرط نشاط الغدة الدرقية

فرط نشاط الغدة الدرقية

غدوة صغيرة موجودة أسفل الرقبة تنتج مجموعة من الهرمونات وتتدخل هذه الهرمونات في مختلف وظائف الجسم ، وقد يحدث على مستوى الغدة الدرقية بعض المشاكل سواء من ناحية الإفرازات التي تكون أقل من اللازم وهو ما يسمى بخمول الغدة الدرقية أو أن تنتج إفرازات أكثر من اللازم وهو ما يسمى بفرط نشاط الغدة الدرقية. ويمكن أن تكون وظائف الغدة الدرقية سليمة لكن تحدث بها تكيسات أو تليفات.

تكون الأعراض مختلفة من مريض إلى آخر وفي أغلب الحالات يصعب على الشخص بنفسه تحديد أسباب الأعراض وربطها بالغدة الدرقية بل نجد المرضى يزورون أطباء من اختصاصات مختلفة لينتهي بهم الأمر للقيام بالتحاليل واكتشاف الغدة الدرقية ، ومن بين الأعراض العامة التي تظهر على المرضى نذكر :

• شعور بالإرهاق
• الشعور بالحرارة
• التعرق في الأطراف
• حكة في كامل الجسم

كما تظهر على المرضى أيضا علامات تمس أجهزة معينة من الجسم:

• القلب : تسارع في نبضات القلب، أو زيادة في عدد النبضات، ضيق التنفس ، ارتفاع ضغط الدم.
• الجهاز الهضمي : إسهال، فقدان سريع في الوزن وعند المسنين يمكن أن نلاحظ ضعف الشهية
• الجهاز العصبي: الرعشة، سرعة الانفعال، تعكر في المزاج ولدى الأطفال يكون لديهم صعوبات في التعلم، الاضطرابات الهرمونية التي تؤثر على الدورة الشهرية ولدى الرجل نلاحظ ضعفا في الانتصاب.

أكثر سبب وراء فرط نشاط الغدة الدرقية هو داء جريفز( maladie de Basedow) وهو اضطراب في المناعة الذاتية يجعل الغدة تفرز أكثر من اللازم ونلاحظ لدى هؤلاء المرضى جحوض في العين. تليف في الغدة الدرقية يسرع في إفرازات الغدة ولا يكون سببه المناعة الذاتية ويمس النساء أكثر في سن 40 سنة فما فوق ، ويمكن أن يكون أكثر من تليف واحد وراء كثرة إفرازات الغدة الدرقية وتمس الرجال والنساء على حد السواء يمكن أن يؤدي استهلاك بعض الأدوية كأدوية القلب أو الأدوية المستعملة في التصوير الطبي إلى زيادة في نشاط الغدة الدرقية وفي هذه الوضعية يمكن أن تكون الغدة مريضة منذ البداية وقد حفزها الدواء كما يمكن أن تكون الغدة سابقا سليمة والأدوية كان السبب وفي هذه الحالة إذا كان بالإمكان الاستغناء عنه يمكن أن تشفى الغدة ولا تستحق إلى علاجات إضافية. وأخيرا من بين الأسباب هو التهاب في الغدة الدرقية الذي يكون ناتجا إما عن مرض مناعة ذاتية أو عن فيروسات وعادة ما يسبب الالتهاب خمول الغدة الدرقية لكن في بدايته يسبب فرط نشاط الغدة الدرقية لفترة قصيرة.

يحدث تشخيص الغدة الدرقية عبر اختبار دم يتعرف من خلاله المختص على زيادة إفرازات الغدة الدرقية وإضافة إلى التحليل الهرموني قد يطلب المختص فحوصات إضافية للكشف عن الاضطرابات في الكبد أو ارتفاع نسبة السكري في الدم أو تراجع نسبة الكريات البيضاء وهي كلها من تأثير زيادة إفرازات الغدة الدرقية.

من أهم مضاعفات الغدة الدرقية تشمل القلب ونلاحظ الحالة لدى المسنين أو مرضى القلب ، يمكن أن تسبب الغدة الدرقية قصورا في القلب أو قصورا في الأوعية التاجية للقلب، ويمكن أن تصبح الأعراض أقوى كإسهال كبير أو هشاشة عظام...

بعد تشخيص فرط نشاط الغدة الدرقية هناك طرق علاجية متنوعة ، وتوجد حبوب لعلاج الغدة الدرقية مع المراقبة المستمرة مع المختص لأن العلاج طويل المدى وتتطلب تغييرا في الجرعة بعد كل فترة ويذكر أن فاعلية علاج الغدة الدرقية تكون بنسبة 50 بالمائة ويعود ذلك إلى طبيعة جسم المريض ومدى تفاعله مع العلاج. وهناك أيضاً علاجات أخرى لتهدئة الأعراض كتهدئة نبضات القلب أو أدوية لتعديل المزاج. وإضافة إلى هذه العلاجات يوجد نوعين من العلاجات النهائية لفرط نشاط الغدة الدرقية وهما اليود المشع الذي يتلقى منه المريض جرعة بعد استكمال كل الفحوصات اللازمة ويتم في قسم الطب النووي خلال حصة واحدة وتجدر الإشارة إلى أن الجرعة التي يتلقاها المريض من اليود المشع هي جرعة مدروسة بدقة وعناية مما يجعلها آمنة ولا تشكل أي خطورة على المريض وبالنسبة للنساء اللواتي تلقين علاج اليود المشع يجب عليهن عدم الحمل لمدة ستة أشهر أو سنة على الأقل. وبالنسبة للنوع الثاني من العلاج النهائي للغدة الدرقية هي الجراحة والتي ينصح بها في حال حدث تورم كبير في الغدة ويتم خلال الجراحة إما استئصال جزء من الغدة أو استئصالها كاملة ويتم تعويض إفرازات الغدة الدرقية بأدوية هرمونية لتحقيق التوازن في الجسم.