جراحة السمنة

جراحة السمنة

تعتبر السمنة زيادة في كتلة الدهون ومن الممكن أن تؤدي إلى جملة من العواقب الصحية الوخيمة وبالتالي تصنف السمنة كمرض وعلاجها يعتبر ضرورة . يتم تحديد درجات السمنة عن طريق قيس مؤشر البدانة والذي يكون في الحالات الطبيعية بين 20 و25 أما إذا تجاوز ال 25 إلى حدود 30 فهو دليل على زيادة الوزن أما إذا تجاوز ال 35 فهو مؤشر على الإصابة بالسمنة وإذا بلغ ال 40 وتجاوزها نتحدث في هذه الحالة عن السمنة المرضية . تنتج عن السمنة أمراض عديدة على غرار السكري الصنف الثاني وأمراض القلب والشرايين إضافة إلى قصور التنفس وعدة أمراض أخرى لذا تستوجب السمنة تدخلا علاجيا لا بهدف جمالي بحت بل أيضا بهدف التقليل من خطر حدوث هذه الأمراض .

تنتج السمنة عن عدة أسباب كالنظام الغذائي غير الصحي وعدم ممارسة الرياضة وهو ما يؤدي لتراكم السعرات الحرارية دون صرفها هذا إلى جانب قلة النوم فالنوم يساعد على حرق الحريرات لتجديد الخلايا وقلة النوم تعطل من حرق هذه الحريرات ، هذا وترجع السمنة أيضا لعدة عوامل أخرى هرمونية ووراثية إلى جانب الأمراض النفسية كالاكتئاب.

يجب أن تكون الرعاية الصحية لمرضى السمنة على عدة مستويات ويجب أن يتم تشريك كل من مختص التغذية وطبيب السكر والمختص النفسي لما تحدثه هذه الإصابة من حالة نفسية صعبة كما يمكن أن يتدخل في رحلة العلاج أيضا المدرب الرياضي ويكون كل هذا بهدف تغيير أسلوب عيش الفرد وجعله صحيا ولذلك لا يتم اللجوء إلى جراحة السمنة منذ البداية لأن الجراحة ليست العلاج النهائي بل هي تساعد شرط تغيير نمط العيش واكتساب عادات حياتية جيدة كتغيير النظام الغذائي وجعله أكثر صحية وممارسة الرياضة بانتظام كما أن الجراحة لا يمكن القيام بها لكل مرضى السمنة فهناك شروط لا بد من توفرها حتى يتم اللجوء للجراحة ومن ذلك أن يكون مؤشر البدانة قد تجاوز 40 أو أن يكون في حدود 35 ولكن رغم محاولات المريض المتكررة التخفيف من الوزن عن طريق الريجيمات وأسلوب العيش الصحي لم يتمكن من النجاح في خفض وزنه . يتم اللجوء إلى الجراحة كحل أخير بعد استيفاء كل مراحل العلاج الأخرى، وتوجد ثلاث أنواع من العمليات وهي :

• ربط المعدة : تهدف هذه العملية إلى التقليص من حجم المعدة وبالتالي يشعر الفرد دائما بأنه في حالة شبع حتى وإن أكل قليلا وهو ما يساعد على التخفيف من الوزن لكن مؤخرا تم التخلي عن القيام بهذه الجراحة ولم يعد يقوم بها سوى نسبة قليلة من الأطباء وذلك بعد اكتشاف جملة من المضاعفات الخطيرة التي قد تسببها
• تكميم المعدة : يقوم تكميم المعدة كذلك على التقليص من حجم المعدة من خلال إزالة حولي 70 بالمائة منها وتفضي هذه العملية إلى نتائج هامة في فترة سريعة إذ يمكن للفرد أن يفقد 60 بالمائة من الوزن بعد مرور ما يقارب 24 شهرا ثم بعد ذلك تبدأ المعدة في التكيف مع الجسم وتنقص تدريجيا حالة انخفاض الوزن السريع
• تحويل مسار المعدة : خلال هذه الجراحة لا تتم إزالة المعدة بل خلق طريق مختصرة لمرور الأغذية وبالتالي تحويلها عن مسارها الطبيعي وهو ما يقلل الشعور بالجوع كما تساعد هذه العملية أيضا على التقليل من امتصاص المعدة للأغذية .

أغلب جراحات السمنة تحدث بالمنظار وعموما يضل المريض في المستشفى لمدة ثلاث أيام ثم يغادر مع الاستمرار بزيارة المختص بصفة دورية للمتابعة والتفطن للمضاعفات إن وجدت وتتمثل المضاعفات عموما في :

• انفتاح الغرز التي تمت خياطتها بواسطة الآلة خلال عملية تكميم المعدة وبالتالي ارتفاع خطر تسرب الأكل من المعدة لباقي أعضاء الجسم لذالك يجب القيام بمراقبة مستمرة ودقيقة وذلك للتفطن إلى الحالة سريعا وبالتالي علاجها قبل الوصول لمراحل متقدمة وتتمثل احتمالية حدوثها 5 بالمائة
• نقص في الفيتامينات والمعادن خاصة بعد عملية تحويل المسار لذلك نلاحظ انخفاضا هاما في الوزن خلال الفترة الأولى التي تلي العملية كما يمكن أيضا حدوث تساقط في الشعر والأظافر ولكنها حالة مؤقتة تنتهي بعد مرور فترة من العملية كما يصبح الجسم غير قادرا على امتصاص بعض المواد بصورة طبيعية هذا ويمكن أن يحدث أيضا قرح في مكان الالتحام خلال عملية تحويل المسار
• النزف وهو أقل خطورة من انفتاح الغرز ويمكن التحكم فيه شرط
• الوفاة في حالات نادرة جدا

تجدر الإشارة إلى أهمية المتابعة الصحية بعد إجراء الجراحة مع مختص التغذية الذي سيقدم للمريض نظاما غذائيا صحية للمحافظة على نتائج الجراحة ذلك أن الجراحة ليست الحل النهائي للتخلص من السمنة فحالما يعود الفرد لنفس السلوكيات الغذائية السيئة والعادات غير الصحية يمكن أن يكتسب الوزن ويسخر ما حققه بفضل الجراحة .