جراحة السمنة بالمنظار

جراحة السمنة بالمنظار

تعتبر السمنة حالة متقدمة حالات زيادة الوزن وتقسم السمنة إلى مراحل حيث توجد سمنة متوسطة فمرتفعة فسمنة مفرطة وتعتبر السمنة حالة مرضية تستوجب تدخلا علاجيا لما لها من انعكاسات سلبية على صحة الجسم ويلجئ الأطباء في أول مرحلة من العلاج إلى حل الحمية الغذائية لتقليل الوزن إلى جانب بعض الأدوية وإذا لم تكن الحمية كافية خاصة إذا كانت السمنة مفرطة يتم اللجوء إلى الحلول الجراحية .

ارتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من السمنة على مستوى عالمي ومحلي وتؤكد الدراسات الطبية أن السنوات القادمة سيرتفع عدد الأشخاص المصابين بالسمنة أكثر وتشمل السمنة مختلف الفئات العمرية من أطفال وكهول ومن أهم العوامل التي أدت إلى تفشيها هي نظام العيش غير الصحي الذي يعيشه الأفراد بداية من النظام الغذائي الذي يفتقر إلى المكونات الصحية وميل الكثيرين إلى الوجبات السريعة والأغذية المشبعة بالزيوت والدهون إلى جانب قلة الحركة التي تميز حياة العديدين مع عدم القيام بالأنشطة البدنية وبالتالي فإن جملة هذه العوامل تؤدي بالضرورة إلى زيادة الوزن وإلى السمنة.

تعتبر الجراحة الحل الأخير الذي يلجأ إليه الأطباء للتخلص من السمنة ويجب أن يكون المريض مؤهلا للقيام بهذه العملية لذلك فإنه عند اتخاذ قرار إجراء جراحة السمنة يجب عرض المريض أولا على الفحص والقيام بعدة تحاليل للتأكد من أن المريض لا يحمل أي مانع يجعله غير مؤهل للقيام بالعملية كما يجب التأكد أيضا من أن المريض سبق له وأن قام بمحاولات حمية غذائية ولم يستطع التخلص من الوزن لأنه لا يمكن بدأ العلاج مباشرة بالجراحة دون المرور بمرحلة الرجيم وتضمن هذه الفحوصات أن يكون المريض على أتم الاستعداد لإجراء الجراحة وأنها لن تؤثر عليه سلبا لاحقا . كما يجب أن يخضع المريض إلى جانب الفحوصات الطبية إلى عيادة نفسية لتهيئته إلى العملية وإلى الفترة التي تليها التي تتطلب الكثير من الانضباط في اتباع حمية غذائية صحية وتغيير نمط العيش لجعله صحيا أكثر لضمان دوام نتائج العملية .

خلال مسار تطور عمليات جراحة السمنة ظهرت عدة حلول التي كانت سابقا بمثابة الثورة في عالم جراحة السمنة على غرار عملية ربط المعدة إلا أن الدراسات لاحقا أثبتت أن أكثر من 50 بالمائة من الأشخاص الذين خضعوا إلى هذه العملية عادوا إلى السمنة وارتفع وزنهم بعد فترة كما اكتشف أيضا أن هذا الربط للمعدة من شأنه أن يؤثر سلب على المعدة على المدى الطويل لذلك تم التخلي عنها. ويوجد اليوم نوعين من عمليات جراحة السمن وهما عملية تكميم المعدة التي تقوم على التقليل من حجم المعدة بحوالي الثلثين وتوجد عملية تغيير المسار وتضل عملية تكميم المعدة هي العملية الأكثر انتشارا وهدفها هو التقليل من قدرة امتلاء المعدة ولذلك يمكن للفرد أن يشبع بسرعة كما اكتشفت الدراسات أن الجزء الذي تتم إزالته من المعدة يحتوي على الهرمون المسؤول عن الجوع وهو ما يعدل من شهية المريض وبالتالي يؤدي إلى خفض الوزن ، بينما تقوم عملية تغيير المسار إلى تصغير حجم المعدة وتعديل الدائرة الهضمية بحيث يمر الأكل مباشرة إلى المصران . وتوجد عد مقاييس على أساسها يحدد المختص نوع العملية المناسب فمثلا إذا كان المريض يعاني من الارتجاع المعوي المريء لا يمكن إخضاعه إلى عملية تكميم المعدة لأنها ستزيد من تعكر حالته كما تعتبر عملية تعديل المسار من العمليات الناجعة لمن يعانون من السمنة المفرطة.

كغيرها من العمليات تنطوي عملية جراحة السمنة على مضاعفات يمكن أن تلي العملية وتكون بنسبة حوالي 1 بالمائة وتوجد عدة أساليب لمحاولة تفاديها أو لعلاجها في أقرب وقت ومن بين هذه المضاعفات تراجع نسبة الفيتامينات بعد عملية تعديل المسار لذلك بعد إجراء العملية يجب مراجعة أخصائي في التغذية والقيام بتحاليل كل ثلاثة أشهر لمراقبة أي نقص يمكن أن يحدث هذا ويمكن أيضا أن يعود وزن المريض إلى الارتفاع مرة أخرى بعد مرور فترة من العلاج وهي حال تستوجب البحث في أسبابها ويمكن أيضا أن يتم القيام بعملية أخرى .