العلاجات المختلفة لمرض السمنة

العلاجات المختلفة لمرض السمنة

لا تعتبر كل زيادة في الوزن سمن ونتحدث عن السمن كمرض إذا تجاوز مؤشر الكتلة الجسدية للفرد ال 30 ويتم احتساب الكتلة الجسدية بمعادلة بسيطة تقوم على قسمة الوزن على الطول قوة اثنان. وبالنسبة للأشخاص العادية لا يجب أن يتجاوز مؤشر الكتلة الجسدية لديهم ال 25 فيما يعتبر مؤشر الكتلة الجسدية ما بين 25 وال 30 زيادة في الوزن

يجب التمييز بين التقنيات التجميلية للإنقاص من الوزن وبين العلاجات الطبية لمرض السمنة، ويعتبر الحمية الصحية العلاج الأول للسمنة ونعني بالحمية الصحية اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن ومنتظم ومعقول حسب ما يصفه المختص بعد استكمال التحاليل وتحديد أسبب السمنة التي تمكنه من وصف حمية تتلاءم والبنية الجسدية للمريض، كما ينصح أيضا لعلاج السمنة بالقيام بأنشطة بدنية بصورة منتظمة ودون انقطاع .

بعد استكمال كل المراحل العلاجية التي سبق ذكرها من حمية صحية وأنشطة رياضية بمتابعة من المختص يتم اللجوء إلى طرق علاجية أخرى ويتم اللجوء إلى هذه الطرق أيضا في حالة السمنة الوراثية لأن الفرد سيكتسب الوزن بمجرد توقفه عن الحمية حتى بعد استكمال المدة المطلوبة من طرف المختص وتتمثل هذه العلاجات في التقنيات الجراحية والغير جراحية.

لا يعتبر كل الأشخاص المصابين بالسمنة مؤهلين للقيام بهذا النوع من الجراحة بل هذه التقنية تكون مخصصة فقط لمن تجاوز مؤشر الكتلة الجسدية لديهم 35 ويعانون من أمراض أخرى كالسكري وارتفاع ضغط الدم والشحم في الدم كما يمكن أن يقوم بهذه الجراحة الأشخاص الذين تجاوز مؤشر الكتلة الجسدية لديهم 40 حتى وإن كانوا لا يعانون من أي أمراض أخرى. ونميز بين عدة تقنيات جراحية كالتقليل من حجم المعدة عن طريق قطع حوالي 80 بالمائة منها وهناك أيضا تقنية أخرى تهدف إلى تغيير مسار تنقل الغذاء داخل المعدة بغية جعله أقصر ولا يصل سوى إلى بعض المناطق المحددة في المعدة .

عادة لا يتم اللجوء إلى تقنية الجراحة إلا بعد استكمال كل خطوات الحمية الصحية وعند الإعداد للجراحة يجب على المريض القيام بتحليل للدم وبعض الكشوفات الأخرى لتبين نقص في الحديد أو أي عنصر آخر غن وجد، هذا وتعتبر الكشوفات ضرورية أيضا لأنها تساعد على اكتشاف أمراض أخرى لم يتم التفطن إليها سابقا ومن بين هذه الكشوفات هي تقييم وضعية المعدة للكشف عن قروحات أو أي مشاكل في المعدة لأنها ستتسبب إثر الجراحة قلقا للمريض وفي بعض الحالات قد يحتاج المريض إلى متابعة نفسية لمدة لا تقل عن ستة أشهر خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الأكل لأن احتمالية اكتسابه الوزن إثر العملية مرتفعة مقارنة بغيرهم.

تعد الطرق الجراحية طرقا نهائية وجذرية لعلاج مرض السمنة ولكنها جراحة معقدة قليلا وقد تنطوي على سلبيات كاحتمالية حدوث التهابات، نزف كما يمكن أن يعاني الأشخاص الذين خضعوا للجراحة خلال الأيام الأولى التي تليها أعراضا متفاوتة الحدة كالشعور بالغثيان والرغبة المكثفة في التقيؤ مع آلام حادة في البطن وهي أعراض طبيعية يشعر بها كل الأشخاص الذين خضعوا لجراحة السمنة ولكن هناك بعض المضاعفات التي من الممكن أن تكون خطرة كاحتمالية حدوث نقص في بعض العناصر في الجسم كالفيتامينات وغيرها والتي بطول المدة قد تتسبب حتى في حدوث أمراض في الجلد وتدهور سريع في الوزن لذا يجب التشديد على أهمية المتابعة والمراقبة قبل وبعد العملية وتكون هذه المراقبة عبر زيارات للمختص لتكون الزيارة الأولى خلال شهر والثانية خلال ستة أشهر والثالثة خلال سنة .

شأنها شأن التقنيات الجراحية لا يتم اللجوء إلى التقنيات غير الجراحية إلا بعد استكمال مراحل العلاج عن طريق الحمية الغذائية والأنشطة الرياضية ومن أبرز هذه التقنيات نذكر التنظير الداخلي بقطع جزء من المعدة أو بالون المعدة وهناك تقنيتان لبالون المعدة الأولى عن طريق التنظير الداخلي والثاني يوضع البالون بصورة طبيعة دون الحاجة إلى تخدير موضعي ، وعموما فإن بالون المعدة هو عبارة عن كبسولة يشربها المريض ويتم تعبئتها بالماء وتضل بالونات المنظار في معدة المريض بين الستة أشهر والسنة أما البالونات التي توضع دون منظار فإنها تضل لمدة أربعة أشهر ثم تخرج طبيعيا من جسم الإنسان .

تكون المراقبة بالنسبة للتقنيات غير الجراحية في فترات متقاربة نتيجة لقصر المدة الزمنية التي تضل فيها الكبسولة داخل الجسم لذا يحتاج المريض للقيام بزيارة إلى المختص كل أسبوعين تقريبا وأن يحرص المريض طيلة تلك الفترة على التدبر على التغذية بطريقة سليمة و باتباع نظام غذائي صحي حتى يكون مستعدا لمواصل هذا النظام الغذائي بعد إزالة الكبسولة، ذلك أن كل هذه التقنيات تضل غير كافية لوحدها في حال لم يغير المريض من عاداته الغذائية الخاطئة .