السمنة المرضية وأهمية الجراحة بالمنظار

السمنة المرضية وأهمية الجراحة بالمنظار

السمنة هي داء العصر وترتفع حالات الإصابة بها سنويا لتشمل مختلف الفئات العمرية نتيجة للتغيرات الكبرى التي طرأت على نظام العيش الفردي وعلى النظام الغذائي، وتقسم السمنة إلى درجات فتمر من زيادة طفيفة في الوزن بأربع أو خمس كيلوغرامات لتصل إلى زيادة كبيرة جدا في الوزن تتجاوز الثلاثين كيلوغراما وهو ما يطلق عليه بالسمنة المرضية.

تعتبر السمنة مرضا خطيرا نظرا لما قد تسببه من مشاكل صحية كداء السكري والأمراض المرتبطة بالقلب والشرايين إضافة إلى تأثيرها على الصحة النفسية للمريض وعلى حياته الإجتماعية، لذلك لا يجب الاستهانة أبدا بالسمنة بل يجب عيادة المختص فور الشعور بزيادة في الوزن الذي لا يتراجع رغم محاولات الشخص للتخلص من الوزن الزائد خاصة إذا كان هذا الشخص يعاني مسبقا من أحد الأمراض المزمنة.

إن الحمية الغذائية وممارسة الرياضة يمكن أن تكون حلولا نافعة لتخسيس الوزن بالنسبة للأشخاص الذين لديهم زيادة طفيفة في الميزان لكن في حالة السمنة المرضية لا تكون هذه الحلول ناجعة بل إن ممارسة الرياضة لشخص يعاني من وزن زائد بكمية كبيرة يمكن أن يشكل خطورة على صحته لذلك يلجأ العديد من الأشخاص لجراحة السمنة وهي ليست جراحة تجميلية بل هي جراحة تهدف بالأساس لإنقاذ المريض من السمنة وما تشكله من خطورة على صحته العامة. كما أن الأدوية المتداولة في السوق والتي تدعي أنها تساعد في تقليل الوزن ليست حلولا طبيا ولم تثبت فعاليتها في علاج السمنة المرضية.

وتعتبر جراحة السمنة من الجراحات التي ظهرت منذ منتصف القرن الماضي وكان جراحة تقليدية لكن آثارها الجانبية كانت كبيرة لذلك توقف الأطباء عن القيام بها لفترة طويلة قبل أن تعاود الظهور في ثمانينات القرن الماضي نتيجة لتطور آليات التخدير ونتيجة لظهور المنظار وهو تقنية تستعمل في عدة مجالات طبية على غرار السمنة وساعدت هذه التقنية في التقليل من مخاطر جراحة السمنة قدر الإمكان لتصبح في أغلب الأحيان جراحة فعالة وناجعة وآمنة.