تضخم الثدي عند الرجال

تضخم الثدي عند الرجال

تضخم الثدي عند الرجال هو تضخم حميد في الغدة الثديية عند الذكور نتيجة لاختلال في نسب بعض الهرمونات، فكما هو معلوم يوجد في أجساد الرجال أو النساء هرموني الأستروجين والتيستوستيرون بنسب مختلفة وهو الذي يحدد الملامح الذكورية أو الأنثوية للجسم فبينما يسيطر هرمون الأستروجين على أجساد النساء ويعطي السمات الأنثوية يسيطر هرمون التيستوستيرون على أجساد الذكور وهو ما يساهم في إبراز الكتلة العضلية وتغير الصوت وبروز الشعر في الجسم والوجه وأي اضطراب يطرأ على مستوى هاذين الهرمونين يسبب عدة مشاكل في الجسم كتضخم الثدي نتيجة تجاوز هرمون الأستروجين نسبة التيستوستيرون في جسم الذكر.

ويمثل تضخم الثدي 60 بالمائة من المشاكل التي تصيب الثدي عند الذكور ورغم أنه يظهر في أي سن إلا أنه يكثر اكتشافه في سن البلوغ وفي فترة المراهقة ويكون في أغلب الحالات مؤقتا ويتراجع حجم الثدي تلقائيا بعد حوالي سنتين لكن يضل من الأفضل معاينة طبيب الغدد للتأكد من غياب أي مشكل آخر قد يكون وراء تضخم الثدي.

إن 70 بالمائة من حالات تضخم الثدي تكون ناتجة عن تغيرات هرمونية طبيعية خاصة عندما يحدث التضخم في سن المراهقة ولكن قد يظهر التثدي أيضا لدى الذكور الرضع ويعود ذلك إلى تأثر أجسادهم بكمية الأستروجين التي كانت في جسم الأم ويكون التضخم في هذه الحالة مؤقتا يتراجع لوحده بعد حوالي أسبوعين، بينما قد يحدث تضخم الثدي في سن 14 و 16 سنة نتيجة للاختلالات الهرمونية للجسم ولكن من المهم عيادة المختص للمتابعة لأن التضخم وفي بعض الحالات قد يستمر وحينها يتطلب العلاج.

يمكن أن يحدث تضخم الثدي بسبب استعمال بعض الأدوية كالإسترويدات والأدوية التي يتناولها الرياضيون لزيادة كتلهم العضلية وتؤدي في حالات عديدة إلى التضخم بسبب استعمالها عشوائيا دون مراجعة المختص، هناك أيضا بعض الأدوية لعلاج سرطان البروستات لأنها ستؤثر على نسبة التيستوستيرون في الجسم كما نجد كذلك بعض أدوية الفشل الكلوي والفشل الكبدي وأدوية فرط نشاط الغدة الدرقية.

يجب القيام بتشخيص دقيقة لتضخم الثدي من قبل أخصائي في أمراض الغدد حتى يتأكد من عدم وجود مشكل صحي آخر ذلك أن علامات تضخم الثدي قد تكون عائدة إما لزيادة النسيج الدهني ونجد هذه الحالة منتشرة لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة ويتم تشخيصها من خلال صورة شعاعية للثدي كما يمكن أن يعود التضخم إلى سرطان الثدي والذي يعتبر من بين أكثر السرطانات خطورة لدى الرجال ويشعر المرضى في هذه الحالة بوجود كتلة في إحدى الثديين أو كلاهما بينما في الحالة الأولى يشعر المريض بتضخم في الثدي كاملا. وللحصول على تشخيص دقيق يقوم المختص باختبار دم لتحديد نسبة الهرمونات وفي بعض الحالات قد يلجأ إلى فحص الثدي بالرنين المغناطيسي.

يعالج تضخم الثدي حسب مسبباته فإذا كان ناتجا عن بعض الاضطرابات الهرمونية العادية تكفي المراقبة المستمرة لمعرفة ما إذا كان التضخم بصدد التراجع تلقائيا أم لا وإذ استمر بعد السنتين يمكن اللجوء إلى الحل الجراحي ، بينما إذا كان السبب هو استهلاك المريض لبعض الأدوية التي تؤثر على تضخم الثدي فعليه مراجعة طبيبه المباشر ومحاولة تغييرها والذي يمكن أن يكون حلا كافيا ولا يستحق المريض إلى أي علاج آخر.

وبالنسبة للجراحة فنلجأ إليها إذا لم يستطع المختص تحديد السبب المباشر وراء تضخم الثدي والذي يضل مستمر لسنوات طويلة وتتمثل الجراحة في إزالة النسيج الثديي الزائدة من خلال إحداث فتحة صغيرة حول الحلمة وإذا كان التضخم كبيرا قد نحتاج كذلك إلى عملية شد للجلد، وفي بعض الحالات قد نستحق إزالة النسيج الزائد وشفط الدهون في آن واحد للحصول على النتائج المنتظرة. ويكون التعافي من هذه العملية سريعا في غضون أسبوعين يرتدي خلالها المريض لباسا مضغوطا لشد الصدر والتسريع في عملية التئام الجرح كما قد يحتاج في تلك الفترة إلى حصص تدليك خاصة لإزالة الانتفاخ الناتج عن العملية.