تضخم الثدي عند الرجال

تضخم الثدي عند الرجال

يعود تضخم الثدي لدى الرجال لتكاثر حميد لخلايا غدة الثدي وفي معظم الحالات توجد ثلاث فترات لحدوث هذا التكاثر وتكون الأولى عندما يكون الطفل رضيعا ويمكن للثدي في هذه الحالة أن يتقلص لوحده دون تدخل طبي ولا يؤدي عادة هذا التكاثر إلى تضخم نهائي للثدي. أما بالنسبة للتضخم الثاني فقد يحدث خلال فترة المراهقة بداية من سن 13 سنة ويمكن للثدي خلال هذه الفترة أن يتقلص لوحده ويعود لحجمه الطبيعي دون تدخل طبي كما يمكن في بعض الأحيان أن يتسبب في تضخم نهائي للثدي وهو ما لا يمكن تقويمه بالعلاجات الطبية لذلك يتم اللجوء للجراحة في تلك الحالة و منذ سن الخمسين سنة فما فوق يمكن أن يصاب الرجل بتضخم في الثدي وفي هذه الحالة يمكن للتضخم أم يكون عائدا لمشكلة عضوية . إن تضخم الثدي يحدث بنسبة 98 أو 99 بالمائة في الثديين أما في بعض الحالات يمكن أن يحدث التضخم في ثدي واحد ويمكن أن يفكر المعالج في هذه الحالة إلى وجود إصابة عضوية أخرى أدت لحدوث التضخم في ثدي واحد وعندها يمكن أن يطلب في التشخيص فحوصات أخرى وكشوفات لتحديد السبب وراء هذا التضخم.

توجد عدة أسباب وراء تضخم الثدي وتكون أغلبها مرتبطة باختلال في التوازن الهرموني بجسم الرجل والذي يمكن أن يعود إما لتكاثر هرمون الأستروجين الأنثوي بكميات أكبر من هرمون التيستوستيرون وفي هذه الحالة يمكن أن يطلب المختص فحوصات لمعرفة السبب وراء فرط إفراز الأستروجين لأنه من الممكن أن يكون عائدا لورم في الغدة النخامية أو لتناول المريض أدوية ترفع من نسبة الأستروجين كما يمكن أن يكون التيستورستيرون يفرز بصفة طبيعية لكنه لا يقوم بوظائفه كما يجب بسبب النقص في الغدة التناسلية الذي يكون عائدا إما لسبب وراثي أو حادث أدى لنقص في الغدة التناسلية كما توجد كذلك بعض الأدوية التي قد يتناولها المريض والتي من الممكن أن تحبس التيستوستيرون وبالتالي ترتفع نسبة الأستروجين في جسم الرجل .

يحدث تطور تضخم الثدي بصفة ملحوظة خلال الفترة الأولى من بدايته والتي تمتد من ستة أشهر لسنة ويمكن أن يلاحظ الشخص كبر الثدي بسرعة مع شعور بالألم في تلك المنطقة التي تصبح جد حساسة حتى في اللمس كما يمكن أن يخرج من الثدي أحيانا الحليب خلال هذه الفترة أما بعد مرور سنة يتصلب الثدي قليلا ويتوقف عن النمو ولا يمكن لهذا التضخم أن يتطور أكثر لذا يكون المشكل الوحيد ورائه هو إشكال جمالي في جسم الرجل .

لا يكون العلاج فقط من اختصاص جراحة التجميل بل أيضا من طرف طب الغدد الصماء أيضا حيث يتوجه المريض بداية إلى مختص الغدد الصماء الذي يقوم بالكشف عن المريض ويتابع مراحل تطور التضخم ثم يقوم بتوجيهه إلى مختص التجميل ولكن في بعض الحالات يتوجه المريض مباشرة إلى مختص التجميل فيقوم بالكشف عنه وذلك من خلال طرح جملة من الأسئلة على المريض حول الأدوية التي يتناولها وتاريخه المريض وتاريخه العائلي مع تضخم الثدي ثم يقوم بالكشف عنه لتحديد إذا ما كان هنالك نقص في الغدد التناسلية أو أي مشكل في الجهاز التناسلي التي تدفع للتفكير في وجود مشكل جيني أو وراثي. هذا ويقوم المعالج في مرحلة ثانية بوصف تحليلات هرمونية لتحديد نسبة كل هرمون في الدم ويمكن كذلك القيام بكشف الصدر بالصدى لرؤية إذا كان هناك تضخم دهني أو تضخم مختلط أي أن هناك إلى جانب التضخم الدهني غدة منتفخة . وفي حال قدوم المريض في المراحل الأولى من بداية التضخم يمكن أن يكون العلاج دوائيا أما إذا تجاوز السنة وأصبح التضخم كبيرا يتم اللجوء إلى الجراحة .

حسب نتائج الكشف يتم تصنيف تضخم الثدي إلى أنواع والتي ستحدد لاحقا نوع الجراحة التي سيتم القيام بها لعلاج هذا التضخم وهي:

• التضخم الدهني : إذا كشفت الفحوصات أن التضخم في معظمه دهني ولا يوجد ترهل للجلد يمكن القيام بعملية شفط للدهون ليعود الثدي لحجمه الطبيعي وعادة ما تكون هذه العملية ناجعة كما أنها لا تترك أثرا كبيرا
• التضخم الناتج عن تكاثر خلايا الثدي : إذا كشفت الفحوصات أن التضخم يعود لتكاثر في خلايا غدة الثدي وكان ترهل الجلد كبيرا يتم اللجوء إلى جراحة بهدف استئصال جزء من غدة الثدي حتى يتقلص الثدي ويعود لحجمه العادي وإذا كانت الغدة صغيرة فإن فتحة جرح العملية ستكون صغيرة عادة ما تكون أسفل الحلمة وكلما كبر الترهل كلما أصبحت الفتحة أكبر وكلما كانت آثار العملية أكثر وضوحا إذ في الحالات المتقدمة التي يكون فيها الترهل كبيرا تحدث فتحة الجرح إما على مستوى الحلمة كاملة أو يحدث فوق أو أسفل الثدي .

ولهذه الجراحة مضاعفات على المدى القصير والبعيد إذ من الممكن على المدى القصير أي بعد مرور أسبوع من تاريخ العملية ظهور أورام دموية أو لمفاوية كما يمكن للغرز أن تنفتح قبل أوانها وهي حالات نادرة، أما بخصوص المضاعفات على المدى الطويل يمكن للتضخم أن يعود من جديد وهو ما يعني أنه خلال العملية لم يتم استئصال الجزء الكافي من الغدة كي لايعود التضخم هذا ويمكن أن يصاب المريض كذلك بالتهابات على مستوى منطقة الجرح مما تسبب له احمرار في المنطقة أو انتفاخا وهي مضاعفات يكون حدوثها من عدمه مرتبطا بنوع الجلد لدى المريض.