المساعدة الطبية على الإنجاب

04/11/2022   الحمل   2527  
الأستاذ محمود خروف

المساعدة الطبية على الإنجاب

المساعدة الطبية على الإنجاب

إن المساعدة الطبية على الإنجاب هي تقنية غير قديمة غير أن التطور العلمي في هذا المجال كان سريعا جدا. فمنذ زمن ليس ببعيد لم تكن توجد أي طرق لمساعدة الأزواج على الإنجاب أما اليوم وفي 90 بالمائة من الحالات التي لا يتمكن فيها الأزواج من الإنجاب صار بإمكانه تحقيق ذلك في إطار طب المساعدة على الإنجاب وهو عائد إلى سرعة تطور علم الإنجاب والتناسل حيث صار بالإمكان بفضل الطب البيولوجي من متابعة الحيوانات المنوية والبويضات ونسبها في الجسم وسرعة تطورها وبالتالي تحديد ما الذي يجب فعله تحديدا للمساعدة على الإنجاب، هذا ومكنت الصناعة الطبية بدورها من تصنيع جل الهورمونات التي يحتاجها جسم المرأة والرجل لتحقيق الحمل . وتقنيات المساعدة الطبية على الإنجاب هي تقنيات حديثة تم تطويرها منذ ما يقارب 70 سنة فقط وتوجت سنة 1978 حين تمكن الأطباء في بريطانيا من القيام بأول عملية طفل أنبوب كللت بالنجاح وهو حدث مثل ثورة في المجال الطبي العالمي . واليوم بفضل تطور التقنيات والآليات أصبح طفل الأنبوب عملية أسهل في القيام بها ومتداولة بكثرة ونسب نجاحها كبيرة وهي اليوم ليست التقنية الوحيدة المتعمدة في طب المساعدة على الإنجاب إذ استطاع فريق طبي من بروكسال سنة 1992 من القيام بأول عملية حقن مجهري وهي تقنية يتم اللجوء إليها خاصة عندما تكون الحيوانات المنوية ضعيفة وغير قادرة على تلقيح البويضة لذلك يتم سحب الحيوان المنوي وحقنه مباشرة بالبويضة .

أما على المستوى المحلي فقد تمكنت تونس من مواكبة هذا التطور الطبي بكيفية كبيرة إذ ومنذ أواخر الثمانينات بدأ الأطباء والبيولوجيين التونسيين في المشاركة في الثورة التي جاءت ضد العقم ويوجد اليوم أكثر من 12 مركزا للمساعدة على الإنجاب ولديهم نسبة نجاح مشرفة في مساعدة الأزواج الذي لديهم مشاكل من تحقيق الحمل .

متى يجب التوجه إلى طب المساعدة على الإنجاب؟

ليس بالضرورة أن يحدث الحمل فقط بعد مرور بضعة أشهر من الزواج وينصح بالانتظار من سنة إلى سنتين وإذا لم يحدث الحمل خلال هذه الفترة يجب التوجه إلى الطبيب المختص لتشخيص الوضعية والبحث عن موضع الخلل الذي من الممكن أن يكون إما خللا بسيطا أو خللا عضويا يستدعي تقديم الأدوية للمريض أو اللجوء إلى الإعانة الطبية على الإنجاب، فمثلا يتم تشخيص بعض النساء أحيانا بوجود مشكل في الإباضة وفي هذه الحالة يكون العلاج بسيطا وتستطيع إثره المرأة الحمل بسهولة. ويمثل التشخيص الطبي المعيار الذي يحدد أي التقنيات هي الأفضل للمساعدة على الإنجاب لأن هذه التقنيات تختلف باختلاف المشكل المسبب للعقم ويمكن أن ينصح المختص الأزواج منذ التشخيص الأول باللجوء إلى الإعانة على الإنجاب ومن ذلك إذا كان الزوج لا يملك حيوانات منوية أو أن هذه الحيوانات المنوية لا تخرج في السائل المنوي وفي 60 بالمائة من الحالات يتم سحب الحيوانات المنوية والقيام بعملية طفل الأنبوب بالحقن المجهري ولكن هذا لا ينفي وجود حالات لا يمكن القيام معها بأي تقنية ولكن عموما فإن نسبة 90 بالمائة من الحالات يمكن معها إيجاد حلول للحمل.

ما هي تقنيات المساعدة على الإنجاب؟
  • تقنية الزرع: يتم زرع الجنين من خلال تحديد يوم الإباضة الذي يتم فيه استخراج الحيوانات المنوية من السائل المنوي للزوج وانتقاء النشيطة منها ليتم زرعها لاحقا في رحم الزوجة وتعتبر هذه الطريقة هي الأقدم من بين تقنيات المساعدة ولكن نجاعتها محدودة لذلك لا يتم اعتمادها دائما خلال المساعدة على الإنجاب
  • طفل الأنبوب التقليدي: طفل الأنبوب التقليدي هي تقنية مخصصة للنساء اللواتي لديهن قنوات الرحم مسدودة مما يمنع مرور السائل المنوي إلى البويضة لتلقيحها وفي هذه الحالة يتم تنشيط المبايض لدى المرأة عن طريق بعض الأدوية الهرمونية وعندما تنضج البويضات على نحو كاف يتم استخراجها من الرحم وجعلها في اتصال مع الحيوانات المنوية للرجل وتركها لحدوث عملية التلقيح وتستوجب هذه العملية أن يكون السائل المنوي للرجل سليما حتى تنجح العملية
  • الحقن المجهري : يتم اعتماد تقنية الحقن المجهري إذا كان السائل المنوي ضعيفا في العدد أو الشكل أو الحركة وتتم في هذه الحالة وضع البويضة تحت المجهر وحقن حيوان بها وانتظار حدوث التلقيح وفور نجاح العملية وتكون الجنين يتم إعادته لرحم الأم لاستكمال فترة الحمل وتشير الدراسات إلى أنه حوالي ثلثي طفل الأنبوب يقع عبر هذه الطريقة.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery