التلقيح الاصطناعي

التلقيح الاصطناعي

يعتبر التلقيح الاصطناعي أحد طرق المساعدة على الإنجاب ويتم اعتمادها خاصة عند الأزواج الذي لم يستطيعوا تحقيق الحمل لمدة 12 شهر رغم محاولاتهم المتكررة وبغض النظر إذا كان لديهم أطفال سابقا أم لا . ولكن قبل القيام بالتلقيح الاصطناعي يجب تحديد أسباب عدم حصول الحمل لذلك يقوم الزوجين بجملة من التحاليل لتحديد المشكل . وبالنسبة للرجل يقوم بتحليل للسائل المنوي والذي يمكن من معرفة حركة الحيوانات المنوية وعددها والتفطن للتشوهات إن وجدت، وفي الحالة العادية يجب أن يكون عدد الحيوانات المنوية في المليمتر الواحد بين 15 و 20 مليون حيوان منوية ويجب أن تكون حركتها ممتازة هذا ويجب أن نسبة التشوهات إن وجدت ضعيفة جدا. أما بالنسبة للمرأة تكون التحاليل مرتبطة بالدورة الشهرية حيث تقوم بتحليل أول بعد الدورة الشهرية لتحديد نسبة الخصوبة إلى جانب قيامها كذلك ببعض التحاليل الهرمونية وفي اليوم الثاني أو الثالث بعد انتهاء الدورة تقوم المرأة بصورة لقنوات الفالوب لتحديد إذا كان هناك انسداد أو أي مشكل آخر.

بعد القيام بجملة التحاليل السابق ذكرها يتمكن المعالج من رسم صورة أولية عن أسباب عدم حصول الحمل وبالنظر إلى هذه الأسباب سيحدد إذا كان الزوجين مؤهلين للقيام بالتلقيح الاصطناعي أم لا لأنه في بعض الحالات يعاني الأزواج من مشكلات لا يمكن معها القيام بالتلقيح الاصطناعي كأن لا يملك الرجل حيوانات منوية بالمرة أو أن تكون التشوهات كبيرة جدا أما بالنسبة للمرأة إذا أثبتت التحاليل وجود انسداد بقناتي الفالوب لا يمكن بالتالي القيام بالعملية هذا إلى جانب مشاكل أخرى كانعدام التبويض أو مشاكل عنق الرحم وهي كللها أسباب تجعل من خيار التلقيح الاصطناعي غير ممكن .

إن التلقيح الاصطناعي هو عبارة عن محاكاة لمسار عملية الحمل الطبيعية لذلك يقوم المعالج في اليوم الثاني أو الثالث بالبدء في تنشيط البويضات عبر حبوب ثم في مرحلة ثانية تحفيزها عبر حقن يومية مع المتابعة المستمرة إلى حين تكبر البويضة وتصبح بالحجم الملائم يتم حقن بحقنة التفجير لتقوم بتفجيرها وبعد 36 ساعة من التفجير يتم في مركز المساعدة على الحمل والإنجاب أخذ السائل المنوي للرجل ليقوم الدكتور البيولوجي بتركيزه ثم يحدث نوع من القسطرة عن طريق اختيار أفضل الحيوانات المنوية وتمريرها إلى عنق الرحم ويكون كل هذا بهدف مساعدة الحيوان المنوي على الوصول سريعا إلى قنوات عنق الرحم وتخصيب البويضة حتى يتشكل الجنين .

يجب التأكيد على أن عملية التلقيح الاصطناعي هي عملية بسيطة بما أنها ليست سوى محاكاة لمسار حصول الحمل طبيعيا وبالتالي حتى المضاعفات التي تلي التلقيح تكون بسيطة كخروج القليل من الدم من الرحم والذي يكون ناتجا عن القسطرة ولكنه مؤقت لا يضل سوى يوم واحد فقط إذا حدث . ولكن المشكل الأكبر الذي يظهر بعد التلقيح الاصطناعي هو احتمالية حدوث حمل مضاعف أي أن تحمل المرأة بطفلين أو ثلاثة أطفال وبالتالي يرفع من خطر تعرض المرأة إلى سكري الحمل أو الولادة المبكرة.

يمكن للتلقيح الاصطناعي أن يفشل وأن لا يحدث حمل وهي ليست حالات نادرة بل متكررة وفي هذه الحالة يجب أن لا يتم القيام بأكثر من ثلاث محاولات للتلقيح الاصطناعي وتكون في فترات متباعدة وإذا لم يحصل الحمل بعد كل هذه المحاولات يتم اللجوء إلى التلقيح المجهري أو طفل الأنبوب ، وعادة تعود أسباب فشل التلقيح الاصطناعي إما لعدم قدرة الحيوان المنوي على الوصول إلى البويضة واختراقها أو أن البويضة ليست من النوع الجيد أو أنه خلال التلقيح تكون البويضة لم تصل بعد إلى عنق الرحم .