تجميد البويضات, كيف يتمّ ومن هي الحالات المعنيّة به ؟

يوجد لدى النساء منذ الولادة مخزون معين من البويضات والبويضة هي الخلية الأنثوية التي تقع عبرها عملية الإنجاب, وكلما تقدمت المرأة في السن يقل هذا المخزون تدريجيّا. وعندما يتقلص هذا العدد إلى حد معين يشهد جسم المرأة إضطرابا في الدورة الشهرية, و لا تظهر أعراض نقص هذا المخزون إلا في الحالات الحادة عندما يصبح المبيض غير قادر على القيام بدوره المتمثل في جعل إحدى البويضات تكبر كل شهر.

وعند التقدم في السن بالنسبة للمرأة لا يتقلص مخزون البويضات فحسب بل تقل جودة البويضة وقدرتها على النجاح في عملية التلقيح والوصول إلى الحمل, و في سن معين يتقلص معدّل الخصوبة وأخر مرحلة هي إنقطاع الدورة الشهرية.

أعراض إنخفاض مخزون البويضات

من أهم أعراض إنخفاض مخزون البويضات قصر الدورة الشهرية عندما تكون الدورة أقل من 25 يوما فقد تكون هذه علامة من علامات إنخفاض المخزون , لذلك عندما تشكو المرأة من إضطرابات في الدورة الشهرية من الأفضل زيارة طبيب مختص للتعرف على الأسباب.

طرق المساعدة على الإنجاب التي يقع إستعمالها

من التقنيات المساعدة على الإنجاب الحقن المجهري للأم (التسمية الشائعة طفل الأنبوب) و لتقع هذه العملية يتم ّ تنشيط المبيضين (تكثيف عدد البويضات لمدة 10 أيام ) ثم سحبها وتلقيح كل بويضة بحيوان منوي من الأب وإرجاع الأجنة بعد 5 أيام.

لكن مع تطور تقنيات المساعدة على الإنجاب و تطور علم البيولوجيا تم التوصل بعد تجميد السائل المنوي و تجميد الأجنّة إلى القدرة على تجميد البويضة غير الملقحة بنجاعة كبرى حيث يتمّ إيقاف عملية الحقن المجهري والإكتفاء بسحب البويضات و تجميدها من أجل تلقيحها في يوم ما لعدة أسباب من أهمها .

الحالات التي تتطلب تجميد البويضات

*معاناة بعض الفتيات من أحد الأمراض التي تجعلهنّ مضطرات للخضوع للعلاج الكيمائي الذي يؤثر على خصوبتهنّ لفترة ما وقد يتم بعد 10 سنوات أو أكثر العودة للبويضات عند زواج الفتاة وتلقيحها بالسائل المنوي للزوج وإعادة زرعها من جديد .

*انخفاض ونقص الخصوبة ونقص جودة البويضات. حيث إقترحت عديد البلدان تجميد البويضات بالنسبة للنساء اللواتي لم تتزوجن مبكرا و تصعب معهن عمليات المساعدة على الإنجاب.

الإطار القانوني لتجميد البويضات

القانون في تونس واضح و صريح منذ سنة 2001 حيث ينص كل من الفصلين 3 و 4 من قانون 2001 على أن المساعدة على الإنجاب تعني فقط الشخصين المتزوجين حيث لا يمكن إستعمال الأمشاج الذكرية و الأنثوية إلا لشخصين متزوجين.

وبالنسبة لفكرة تجميد البويضات بالنسبة للفتيات غير المتزوجات على أمل الإنجاب في وقت ما عند الزواج نتيجة نقص المخزون في فترة ما من العمر. في هذا المجال ينص الفصل 6 من نفس القانون على أنه يمكن تجميد البويضات غير الملقحة أو السائل المنوي في حالة الخضوع لعلاج يمكن أن يلحق الضرر بالخصوبة.لذلك ظل القانون التونسي محصورا في العلاج .

تجميد البويضات وإختلاط النسب

تجميد البويضات يتم تحت إجراءات دقيقة جدّا ومضبوطة ولا يمكن الخوف من إختلاط النسب.

سحب البويضات وفقدان العذريّة

التقنية الأكثر تداولا لسحب البويضات تتم عبر المهبل .ولا يتم فقدان العذرية إلا عند قيام علاقة جنسية . و في حالة سحب البويضات يمكن تمزق غشاء البكارة وهناك فرق واضح بين الأمرين.كما أن عديد الحالات لا يمكن فيها تمزيق الغشاء.ويمكن أن يمثل غشاء البكارة عائقا لتجميد البويضات نتيجة رفض العائلة لذلك يمكن سحبها عن طريق المثانة وهي تقنية ناجعة أيضا.

الفرق بين تجميد البويضات وتجميد نسيج المبيض

البويضات خلايا موجودة في المبيض كما توجد فيه عديد الخلايا الأخرى لتغذية البويضات والمساهمة في نموها . في نطاق المحافظة على الخصوبة لا يوجد وقت للقيام بعملية تنشيط للبويضات لمدة 10 أيام ثم القيام بسحبها (لا يمكن سحبها إلاّ بعد عملية التنشيط التي تدوم 10 أيّام ) يمكن سحب نسيج المبيض لأن عملية العلاج الكيمائي تكون استعجالية. وأيضا بالنسبة للفتيات اللواتي لم يصلن بعد لمرحلة البلوغ وذلك لزرعه في فترة أخرى.

تأثير عملية تنشيط المبيض على مخزون البويضات

من الطبيعي أن يقوم المبيض بتنشيط كمية هامة من البويضات ليتم تخصيب واحدة و اندثار البقية. و في عملية تنشيط البويضات طبيّا يتم الحفاظ على البويضات التي كان من الممكن أن تندثر و ليس أخذ بويضات من المخزون لذلك لا تؤثر عمليتا التنشيط و السحب على المخزون.

خطورة الإفراط في التنشيط

عند تجميد البويضات في سن مبكر وبأكثر عدد يعطي فرصة للأم للإنجاب .لكن الإفراط في التنشيط يمكن أن يؤدي إلى تكثيف الإستجابة للمبيضين وانتفاخ البطن وهي حالات نادرة.