العلاقات الزوجية والدورة الزوجية
يمر كل شريكين في العلاقة الزوجية بدورة زوجية معينة وهي عبارة عن جملة من التغيرات في سلوك الأزواج وتعاملهم في ما بينهم وهو ما يعتبر عاديا إلى حد ما ذلك أن التغير في السلوك هو حالة عادية وصحية خلال كل علاقة مهما كان نوعها لكننا في هذه المقالة سنسلط الضوء أكثر على التغيرات داخل العلاقة الزوجية لما تحمله من خصوصية لا نجدها في باقي أشكال العلاقات.
ما هو الزواج؟الزواج هو مؤسسة متعددة الجانب تضم الجانب النفسي والاجتماعي والتربوي والعلاجي فالزواج مؤسسة تربوية بما أنه أيا يكن ما تشكل في شخصية الشريك سابقا من خلال محيطه الأسري والاجتماعي وتجاربه الحياتية قبل معرفة الشريك ستتغير لا محالة بعد الزواج وستنشأ أفكار جديدة لديه بالضرورة وبالتالي هناك جانب من شخصيته سيتغير وهي حالة عادية وبالتالي نلحظ ظهور المشكل فقط حين يعتقد الشريكين أن العلاقة الزوجية لن تغير من طبيعتهما وتصرفاتهما أو أن يرفضا أي احتمالية للتغيير.
يعود هذا التغيير إلى أن فترة الزواج والعيش المشترك تختلف تماما عن كل ما سبقها من مراحل فتقاسم العيش مع شخص آخر وتقاسم الآراء والأفكار وأدق التفاصيل اليومية سيساعد الشخص على اكتشاف جانب آخر من شخصيته لم يكن يعرفه سابقا ويكتشف خصائص أخرى هو بحاجة إلى تطويرها حتى تتلائم والعلاقة الزوجية .
الدورة الزوجيةفي بداية العلاقة يولي الشريكين اهتماما كبيرا ببعضهما البعض مما يجعلهما يركزان على أدق التفاصيل في حياة كل منهما لذلك يقوم الاختيار إما على أشياء يرى الفرد أنها تنقصه ووجدها لدى الشريك أو تشابه الشريك بشكله أو بشخصيته مع أشخاص مهمة للفرد وبتطور العلاقة ستظهر صدامات بين الشريكين نتيجة اكتشاف الشريكين أنهما لا يتشابهان كما كانا يعتقدا سابقا حين كان الاختلاف بالنسبة لهما أمرا غير مهم ومسألة ثانوية ولكن هذا الاختلاف سيعاود الظهور بتطور العلاقة ويتسبب في نشوب خلافات خاصة خلال السنة الأولى بعد الزواج حتى يتأقلم الشريكين مع مختلف جوانب شخصياتهما وخلال الخمس سنوات الأولى سيتعود الشريكين على بعضهما البعض ولهذا فإنه في حال ارتكاب أي من الزوجين خطأ ما سيتم التعامل معه وإيلاءه حجمه الحقيقي دون محاولة البحث عن مبررات أو مراعاته كما في بداية العلاقة لذلك ستحصل خلال هذه الفترة هزات أكبر في العلاقة الزوجية وستكون الخلافات أكثر حدة من المرحلة الأولى ولهذا فإن تجاوز هذه المرحلة يتطلب أن تتوفر جملة من الشروط في الشريكين حتى يستطيعا إنجاح هذه العلاقة ولعل أهم هذه الشروط أن يحمل الزوجين نفس الرؤية نحو المستقبل ونفس المرجعية الفكرية لأنه إذا لم تتوفر هذه الشروط لا يمكن أن نكون واثقين من مآل هذه الخلافات وربما تنتهي بالانفصال لذلك فإن اختيار الشريك منذ البداية يجب أن يكون قائم على مبدأ أن يحمل الثنائي نفس المرجعية الفكرية ونفس المنطلق الذي سيدلهما إلى الطريق الصحيح كلما اختلفا .