فترة الحمل وكيفية التعامل معها

25/12/2023   الحمل   709  
الدكتور معز الشريف

فترة الحمل وكيفية التعامل معها

الحمل هو تجربة جسدية ونفسية جديدة يعيشها الزوجين وعادة ما تنطوي على صعوبات واضطرابات لذلك يجب الإعداد لها مسبقا والتهيؤ لها على جميع المستويات وخاصة على المستوى النفسي حتى تمر الفترة بسهولة وسلام.

غياب الثقافة الإنجابية لدى حديثي الزواج

في الواقع نلاحظ أن الثنائي خلال اتخاذ قرار الزواج وبداية الاستعداد له لا يتم في نفس الوقت الاستعداد الذهني والنفسي لمسألة الحمل والإنجاب بل لا يتم غالبا التطرق إلى هذا الموضوع ولا النقاش فيه. كما أن عيادة ما قبل الزواج التي من المفترض أن تكون فرصة للزوجين للتطرق في مختلف المواضيع وطرح مختلف الأسئلة التي تتبادر إلى أذهانهم في ما يتعلق بالصحة الإنجابية، عادة لا يقوم بها الأزواج أو يقومون بها بسرعة ودون أخذ الوقت الكافي للحديث من المختص وتثقيف أنفسهم جنسانيا وإنجابيا.

اضطرابات العلاقة الزوجية خلال الحمل وسبل تجاوزها

ينتج عن هذه السلوكيات الخاطئة عادة صدام عند الزواج حيث سيكتشف كل من الشريكين طباع الآخر الذي سيكون مختلفا عن طباعه ما قبل الزواج كما ستزداد ضغوطات العمل والضغوطات الاقتصادية ويكتشف الشريكين مسؤوليات لم يفكرا فيها سابقا وهو ما سيزيد من توتر العلاقة بينهما و لمجابهة هذه المتغيرات لا بد أن يعي الزوجين أهمية الحوار الثنائي وتجنب تشريك أطراف أخرى من العائلة في بعض المشاكل لأنها ستساهم في تعقيد العلاقة بينهما.

كما أن اضطراب العلاقة خلال السنة الأولى للزواج مسألة طبيعية ولا تحتاج سوى القليل من الوقت حتى يتأقلم الزوجين مع التغيرات الجديدة في حياتهما إلا أنه أحيانا قد تظهر مؤشرات الحمل خلال هذه الفترة خاصة إذا لم يكن مبرمجا وهو ما سيكون بمثابة التحدي الجديد في حياة الزوجين. وخلال الحمل تطرأ عدة متغيرات على الزوجة جسديا ونفسيا كما أن تقبلها لخبر الحمل عادة ما يكون مختلفا عن الزوج فبينما يفرح هذا الأخير لخبر الحمل ويتأكد من أنه قادر على الإنجاب تفكر الزوجة في مستقبل الرضيع وفي حجم المسؤولية التي ستضاف إليها والتي لن تستطيع التملص منها أبدا وهو ما يجعلها في حيرة وشك دائم حول مدى قدرتها واستعدادها على إنجاب طفل إلى الحياة ورعايته وإيلائه القسط الأكبر من وقتها ومن اهتماماتها. وقد لا تستطيع الزوجة مشاركة هذه الأفكار مع أفراد عائلتها أو زوجها خوفا من ردة فعله فتظل هذه الأفكار حبيسة لدماغها تؤرقها وتؤثر على سلوكها اليومي وحتى على علاقتها بزوجها خاصة مع التغيرات الهرمونية التي تطرأ خلال الحمل والتي تؤثر على نفسية الزوجة.

لذلك لا بد للزوج أن يتفهم فترة الحمل ومتغيراتها وأن يتفهم أفكار الزوجة وأن يتقبلها ويساعدها على تجاوز هذه الفترة لإنجاح علاقتهما وتهيئة الظروف المريحة لمجيئ الطفل. ومن الأفضل بالنسبة لحديثي الزواج النقاش حول مسألة الإنجاب وتوقيتها وبرمجة الحمل يكون الاستعداد إليه نفسيا وجسديا أفضل .


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery