الطّعام البارد أم السّاخن أيّهما أفضل صحيّا أكثر من الأخر؟

02/03/2022   الغذاء والصحة   5855   med.tn

الطّعام البارد أم السّاخن أيّهما أفضل صحيّا أكثر من الأخر؟



يبحث الإنسان عادة عن الأطعمة الصحيّة, ونتناول يوميّا وجبات متنوّعة منها الباردة ومنها السّاخنة الّتي تتطلّب الطّهي لنصبح قادرين على أكلها. لكن يتبادر للأذهان أحد الأسئلة المهمّة وهو الطّعام السّاخن أم البارد أيّهما أفضل صحيّا أكثر من الأخر ؟

الأطعمة السّاخنة وعمليّة الهضم

يساعد تناول الأطعمة السّاخنة على هضمها و يستحسن ذلك حتّى في الصّيف حسب ما أكّده مضمون مقال نشر في (مجلّة علوم الأغذية والزّراعة).فلكي تعمل المعدة والأمعاء بشكل صحيح، من الأفضل أن يكون الطّعام في نفس درجة حرارة الجسم أي حوالي 37 درجة.لذلك يبدو من المنطقي الاعتقاد بأن تناول الطّعام السّاخن أو الفاتر يساعد في عمليّة الهضم. بهذه الطريقة لا تضطرّ المعدة إلى الإجهاد للوصول إلى درجة الحرارة المناسبة قبل أن تنطلق في عمليّة الهضم.

ويبدو أنّ تناول الطّعام السّاخن خيارا رائعا للأشخاص الّذين يعانون من مشاكل في الجهاز الهضمي أو بطء الهضم.وتزيد درجة الحرارة من امتصاص بعض العناصر الغذائية المهمّة حيث توفّر الطماطم والجزر المطبوخ مثلا مكوّنات مضادّة للأكسدة مثل (الليكوبين وبيتا كاروتين) بينما يؤثّر البيض النّيء على عمليّة هضم البروتينات.


خسارة العناصر الغذائيّةيمكن في بعض الأحيان أن تؤدّي عمليّة طهي بعض الأطعمة إلى خسارة كبيرة في بعض المكوّنات والعناصر الغذائية أساسا الفيتامينات القابلة للذّوبان في الماء مثل فيتامين (س) وكذلك فيتامينات المجموعة (ب )،فهي شديدة التحسّس للحرارة.والمصدر الرئيسي للفيتامينات في نظامنا الغذائي هو الفواكه والخضروات ، والّتي يمكن تناولها نيئة دون أي مشكلة. لذلك من الصحيّ جدًا تضمين السّلطات والفاكهة الطّازجة في وجبات الأكل اليوميّة.

وإذا عقب تناول الفواكه والخضروات النيئة وجبة ساخنة ، فإن المعدة يمكنها أيضًا الوصول إلى درجة الحرارة المثلى للقيام بعمليّة الهضم .وبالنّسبة للخضروات الّتي لا يمكن أكلها نيئة ، فإنّه يفضّل طهيها على البخار.

الأطعمة الساخنة أو الباردة لمنع التسمّم

يجب أن يكون الأكل صحيّا سواء كان باردا أو ساخنا لإنقاذ الجسم من عديد المشاكل الصحيّة الّتي قد تكون أحيانا خطيرة. ويرتبط نمو البكتيريا ارتباطًا مباشرًا بدرجات الحرارة الّتي تمكّن من القضاء على معظم مسببات الأمراض.

لذلك يوصى بطهي الأطعمة الأكثر حساسية جيّدا مثل (اللّحوم والبيض والأسماك).بالإضافة إلى ذلك، من الضّروري التأكد من طهي الطّعام بشكل جيّدٍ وبمجرّد طهيه يجب تناوله في أسرع وقت ممكن أو تخزينه في درجة حرارة 65 درجة كي لا يفسد و يصبح مصدرا للتسمّم. إذا أردنا تناوله باردًا، فمن المهم جدّا احترام مقاييس الطّهي والتّخزين البارد لحماية الطّعام و للحفاظ على صحّة المستهلك.

الأطعمة السّاخنة ألذّ بكثير ولكن...

يُقيّم الطّعام عبر اللّسان من خلال براعم التّذوق. و تعزّز درجة حرارته بين 20 و 37 درجة من إدراك النكّهات.ومن ناحية أخرى ، عندما نتناول أطعمة شديدة البرودة ، يتعيّن علينا الإستمرار في تذوّقها لفترة من الوقت حتى نتبيّن النّكهة في النّهاية كما علينا الحذر عند تناول الأطعمة السّاخنة جدّا لتجنّب حرق ألسنتنا ولتفادي حدوث مشاكل على مستوى )المريء أو المعدة حسب ما أوضحته دراسة طبيّة نشرت في مجلّة (طبّ.

ووفقًا لتقارير وكالة أبحاث السّرطان فإنّ  المشروبات السّاخنة جدًا (فوق 65 درجة) مصنّفة على أنّها مواد مسرطنة محتملة حسب ما ورد في خاتمة مراجعة ألف دراسة لفحص استهلاك المشروبات السّاخنة وعلاقتها المحتملة بالسّرطان.ومن الضّروري الاستمتاع بالأطعمة الّتي نتناولها إضافة إلى الاستفادة من الكميّات والعناصر الغذائيّة الّتي يقوم الجسم بامتصاصها. و يرتبط الطّعام أيضًا ارتباطًا وثيقًا بالعواطف والإحساس بالرّفاهيّة فإنّ تذوّق البعض من الأطعمة الّتي نحبها يجعل وجباتنا لحظة متعة حقيّقية.

الطّعام السّاخن أو البارد ماهو الخيار الأفضل؟

يمكن الإقتداء بالنّصائح التّالية لتأمين وجبة صحيّة وممتعة ولذيذة في نفس الوقت (اجمع بين الأطباق السّاخنة والباردة مع كلّ وجبة على مدار السّنة.و طهي الخضار في الفرن أو في المقلاة (لوقت قصير جدًا) لتفادي فقدان الفيتامينات ولتوفير العناصر الغذائية الّتي تعزّز وجودها في أطباقنا عبر الحرارة و اللّحوم والسّمك والبيض جيدًا ثم تناولها مطبوخة و طازجة أو بعد تسخينها).

وتتطلّب بعض الأطعمة طهيًا لامتصاص العناصر الغذائية بشكل أفضل. هذا لا يعني أنّه لا ينبغي أكلها باردة فالغلال وبعض الخضر يقع تناولها دون طهي. لكنّ الأطعمة المعتدلة أو السّاخنة أفضل دوما.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery