الصدمة الدماغية

الصدمة الدماغية

تنتج الصدمة الدماغية عن حادث مفاجئ على مستوى الجمجمة والدماغ ويمكن أن يتسبب بأضرار أثناء الحادث وبعده وتكون هذه الأضرار متفاوتة الخطورة تتراوح بين الخفيفة فالمتوسطة فالخطيرة. وتعتبر حوادث الطرقات السبب الرئيسي وراء صدمات الدماغ على مستوى عالمي بنسبة 70 بالمائة لتأتي إثرها حوادث الشغل والرياضة وغيرها ...

عند الحادث وبينما يكون الإنسان في حالة حركة يمكن أن تؤدي قوة الحادث إلى حدوث رجة دماغية تختلف خطورتها حسب قوتها ويمكن أن لا تظهر على المصاب في البداية أي علامات ويكون الحادث بسيط ثم تتعكر حالته في الساعات التي تلي الحادث لذلك من الضروري إذا فقد المريض وعيه أن يضل تحت المراقبة الطبية لمدة يوم كامل مع القيام بفحص سكانار للتأكد من سلامة الدماغ ، وتختلف خطورة الرجة حسب منطقة تواجدها في الدماغ حيث تكون بسيطة إذا كانت مستقرة في الجانب الأيمن للدماغ بينما تكون خطيرة إذا كانت في الجزء الأيسر أو المنطقة الخلفية للدماغ وتتوزع الرجة بشكل مستقيم إذا كانت خفيفة أما إذا كانت حادة فستنتشر بأجزاء الدماغ بطريقة لولبية دائرية وستشكل خطورة على سلامة المريض لأن كل الأسلاك الدماغية ستتأثر بهذه الرجة.

تكون تغذية الدماغ بالدم عبر قاعدة فيزيائية يتحكم فيها ضغط الدم الذي يأتي من القلب والضغط الموجود داخل الدماغ وهو ما سينتج عنه نسبة متوسطة الضغط في الدماغ عن طريق حساب الفرق بينهما وفي الحالات الطبيعية لا تقل هذه النسبة عن معدل 9 بما يضمن استمرار آداء الدماغ لوظائفه بصورة عادية لكن خلال الحوادث يقع اختلال في هذه النسبة حيث يمكن أن يرتفع الضغط القادم من القلب ويتراجع ضغط الدماغ وهو ما يؤدي إلى حدوث اختلال بوظائف الدماغ.

تختلف الرجات الدماغية من حادث لآخر وتصنف إلى ثلاثة أصناف حسب درجة خطورتها حيث نجد الرجة العادية التي تنتج عنها صدمة خفيفة قد لا يفقد المريض على إثرها وعيه أو قد يدخل في غيبوبة لبضع دقائق ثم يعود إلى حالته العادية ولا تتعكر وضعيته في الساعات التي تلي الحادث وتصنف هذه الصدمة حسب مقياس مقياس غلاسكو للغيبوبة بين 13 و 15 . كما يمكن أن ينتج عن الحادث رجة متوسطة تؤدي تصنف حسيب مقياس غلاسكو بين 9 و 12 درجة ويمكن أن تتحملها الجمجمة أكثر من الدماغ مما يقلل من خطورتها وقد يصاب المريض إما بكسر على مستوى الجمجمة أو نزيف بسيط وفي حال لم يتم إسعاف المريض على وجه السرعة يمكن أن تحدث له مضاعفات خاصة إذا كانت له إصابات أخرى مثل ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع السكري وبالنسبة للصدمات الخطيرة فهي تكون ناتجة عن رجات قوية وتتطلب إيواء بالإنعاش والقيام بعدة فحوصات على غرار السكانار ليتم اتخاذ قرار إجراء التدخل الجراحي إذا دعت الحاجة إلى ذلك.

قد لا تبدو على المريض إثر الحادث أي مؤشرات على خطورة بل يمكن أن تكون حالته مستقرة وأن لا يفقد وعيه لكن بمرور الساعات تبدأ حالته بالتعكر لذلك من المهم جدا أن يخضع المصاب الذي فقد وعيه إثر حادث مرور إلى فحص دماغي بالسكانار مع إبقائه تحت العناية الطبية لمدة 24 ذلك أن الصدمة أحيانا قد تؤدي إلى كسر في العظم الصدغي والأماكن القريبة منه ويوجد أسفل هذا العظم شريان رئيسي يتفرع إلى عدة شرايين وعند حدوث الكسر بالعظم قد يقع قطع في الشريان أو في أحد فروعه وإذا كان هذا القطع كليا تبدأ الأعراض بالظهور مباشرة إثر الحادث أما إذا كان القطع جزئيا يمكن أن لا تظهر الأعراض إلا بعد مرور حوالي ست أو سبع ساعات حيث يتكون النزيف تدريجيا ثم يتكتل ويؤدي إلى ظهور أعراض خطيرة من أهمها أن تكون حالة المريض مستقرة ثم يبدأ بفقدان الوعي تدرجيا ثم تظهر عليه علامات أخرى مثل اتساع الحدقية والشلل النصفي، لذلك من المهم جدا إسعاف المريض بسرعة ومراقبته لمدة معينة قبل مغادرته المستشفى لتجنب الوصول إلى الحالات الخطرة.