صدمات الدماغ عند الأطفال والرضع

12/11/2022   صحة عامة   1957  
الدكتور شكري شطورو

صدمات الدماغ عند الأطفال والرضع

صدمات الدماغ عند الأطفال والرضع

تختلف صدمات الدماغ التي تصيب الأطفال مقارنة بصدمات الدماغ التي تحدث لدى الكبار وتكون صدمات الأطفال دون سنتين شديدة الاختلاف على مستوى الأسباب والأعراض والمضاعفات بينما تكون صدمات الأطفال ما بعد السنتين شبيهة بصدمات المخ لدى الكبار. ويعود هذا الاختلاف بالأساس إلى اختلاف الخصائص الفيزيولجية وتركيبة الدماغ لدى الأطفال الرضع مقارنة بالأشخاص العاديين . وتوجد عدة أسباب وراء صدمات الدماغ يمكن تقسيمها إلى ثلاث محاور كبرى وهي الصدمات الخفيفة والصدمات الناتجة عن عنف مسلط على الأطفال وصدمات الدماغ التي تحدث خلال عملية الولادة .

لماذا تختلف صدمات الدماغ عند الرضع مقارنة بالأشخاص العاديين؟

يكمن اختلاف صدمات الدماغ لدى الرضع والكبار بسبب تباين الخصائص الفيزيولوجية والبنية التركيبية لحديثي الولادة مقارنة بالأشخاص العاديين ذلك أن الرضع عند الولادة تكون كتلتهم الدموية حوالي 250 مم مقابل 5 أو 7 مل لدى الكبار وهذه الكتلة الدموية الصغيرة جدا لدى الرضع تجعلهم عند الإصابة بجرح بسيطة وعند خسارة ولو كمية قليلة من الدم عرضة لنزيف حاد ولحدوث تعكرات بصورة سريعة وحادة قد تصل إلى الوفاة في بعض الحالات، هذا ويكون دماغ الرضع كبيرا مقارنة بأجسامهم و 20 بالمائة من نسبة تدفق الدم تذهب مباشرة إلى الدماغ لذلك في حال حدوث أي نزف تظهر على الرضيع سريعا علامات نقص في الأكسجين وتجلطات في الدماغ. و من ناحية توجد لدى الأطفال خاصية أخرى متمثلة في سرعة تأقلم الدماغ مع الحوادث وهو ما يجعل نسبة شفائهم في حال حدوث أي صدمة في الدماغ مرتفعة ونجد لديهم أيضا خاصية تأقلم الجمجمة فتكون مفتوحة قليلا لدى الأطفال حديثي الولادة على نحو يسمح للدماغ بالنمو ولكن هذه الفتحات قد تمثل بدورها سببا لإصابة الرضع بحوادث لا نجدها لدى الكبار.

أنواع صدمات الدماغ لدى الأطفال والرضع

توجد ثلاث أنواع رئيسية من صدمات الدماغ لدى الأطفال والرضع وهي مقسمة حسب درجة خطورتها ومسبباتها الرئيسية لعل أولها الارتجاج الخفيف والذي يعتبر من أكثر أنوع صدمات الدماغ انتشارا في صفوف الأطفال بنسبة 70 بالمائة من جملة الإصابة كما نجد كذالك الصدمات المرتبطة بسوء المعاملة والعنف المسلط ضد الأطفال والصدمات المرتبطة بحوادث الولادة .

  • الارتجاج الخفيف: يحدث الارتجاج الخفيف في الدماغ عادة نتيجة لحادث سقوط للرضيع ويكون هذا السقوط عاديا إذا كان الرضيع قد بكى وتقيء لقترة قصيرة ثم عاد إلى طبيعته ولكن إذا صاحب هذه العلامات فقدان الرضيع للوعي أو إصابته بنوبة صرع يجب الإسراع في أخذه إلى المستشفى أين سيخضع لجملة من الفحوصات وصور سكانار للدماغ للتأكد من نوع الإصابة وخطورتها وأحيانا قد ينتفخ مكان السقوط لدى الرضيع وهو مؤشر عن حدوث نزف تحت الجلد لذلك عادة ما يتم في هذه الحالة القيام بتحليل دم للرضيع للتأكد من عدم فقدانه لكمية كبيرة من الدم .
  • صدمات الدماغ الناتجة عن عنف: إذا كان الرضيع عند أخذه إلى المستشفى حاملا لجروح كبيرة وفاقدا للوعي أو قد دخل في غيبوبة تستحق دخوله إلى العناية المركزة نشك في وجود عنف مسلط على الرضيع أدى إلى وصوله إلى هذه الحالة وعادة عندما يتم إجراء فحص سكانار بالنسبة لهؤلاء الرضع نزيفا تحت الغشاء الدماغي ونجد أيضا نزيفا في بعض الأماكن في شبكية العين كما نلاحظ أن الرضع المعنفين يصابون بنوبات صرع متكررة وحالات بكاء شديد كما يمكن أن نجد لدى هؤلاء الأطفال كسورا في القفص الصدري وفي الأطراف وفي هذه الحالة يقوم الطبيب المباشر بإعلام السلطات لفتح تحقيق في الغرض لحماية الرضيع ووضع حد لسوء المعاملة التي يعيشها والتي قد تؤثر على سلامته الجسدية والنفسية مستقبلا.
  • صدمات الدماغ الناتجة عن حوادث الولادة : تعتبر عملية الولادة من أصعب اللحظات التي من الممكن أن يعيشها الإنسان وبالتالي فإن حدوث تعقيدا ومشاكل خلال عملية الولادة احتمالية واردة جدا وأحيانا تكون الولادة مبرمجة على أن تكون طبيعية ولطن عند خروج الرأس تحدث تعقيدات تمنع خروجه من حوض الأم لذلك يمكن أن يقوم الطبيب المختص في التوليد بطرق توليد سريعة قد تكون خطيرة على جمجمة الرضيع لأنها تكون في ذلك الوقت حساسة جدا لذلك من الممكن أن يحدث للرضيع حالات نزف تحت الغشاء أو في عمق الدماغ أو المخيخ نتيجة للضغط على الجمجمة كما يمكن أن يحدث للرضيع كسور في الجمجمة وهي كلها حالات تتطلب تدخلا استعجالية لإنقاذ الرضيع وعلاجه وأحيانا يمكن أن يكشف النزيف لدى الرضيع عن مرض وراثي في الدم يتمثل في نقص المكونات التي تسبب تخثر الدم لذلك يكون النزف حادا وشديدا وهو ما يستحق تدخلا علاجيا سريعا، ومن بين الحوادث نذكر نقص الأكسجين عند الرضع عند الولادة مما يتسبب في تخثر للدم وحدوث تجلطات دماغية والتي من الممكن في حال لم يتم علاجها سريعا أن تتسبب في إعاقة عضوية مستقبلية للطفل على مستوى مراكز النظر أو السمع.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery