الرضاعة الطبيعية عند الأطفال

الرضاعة الطبيعية عند الأطفال

تعتبر الرضاعة الطبيعية مهمة جدا نظرا لمنافعها على صحة المرأة وصحة الرضيع، وحتى تتمكن المرأة من الإرضاع طبيعيا يفضل إعطاء الثدي للرضيع منذ الدقائق الأولى التي تلي الولادة ذلك أن هذه الحركة ترسل إشارة للدماغ تسرع بإفراز الحليب ويكتسي حليب الأم قيمة غذائية هامة جدا ذلك أن مكوناته تتغير في كل فترة تماشيا مع سن الرضيع وحاجياته الغذائية ويحتوي حليب الأم عموما على الزلاليات، النشويات واللاكتوز إضافة إلى الخلايا المناعية التي تحمي الطفل من الإصابة بالعديد من الأمراض في الأشهر الأولى التي تلي الولادة وفي على المدى البعيد أيضا.

تؤمن الرضاعة الطبيعية من الناحية النفسية بناء رابط عاطفي خاص بين الأم والجنين وهو مهم جدا لنفسيتهما كما سيشعر الرضيع بالأمان والاستقرار ويشعر بوجود الأم ورائحتها مما يقلل توتره ويريحه وإضافة إلى العامل النفسي تقي الرضاعة الطبيعية من العديد من الأمراض المتصلة بالجهاز الهضمي والأمراض الرئوية كما تقي أيضا من إصابة الرضيع بالحساسية. وفيما يخص الأم فإن الرضاعة الطبيعية تقي الأم بنسبة كبيرة من خطر الإصابة بسرطان الثدي كما تساعد الرضاعة الطبيعية في التقليل من الوزن وبالتالي تريح الأم من الوزن الإضافي المكتسب أثناء الحمل.

للنجاح في الرضاعة الطبيعية من المهم جدا العناية بنفسية الأم وتوفير مناخ من الراحة والهدوء لها وتجنب المشاكل خلال تلك الفترة ويجب على الأم إيجاد الطريقة المثلى لها وللرضيع حتى تكون عملية الرضاعة مريحة لكليهما ويختلف عدد مرات الإرضاع حسب حاجيات الطفل فعندما سيشعر بالجوع سيبكي تلقائيا وستكون تلك رسالة للأم على وقت الإرضاع وبالنسبة لمدة الإرضاع فهي تختلف كذلك من رضيع إلى آخ وذلك حسب جهد الرضيع وسرعة تدفق الحليب وتجدر الإشارة وأنه خلال الأيام الأولى بعد الولادة يقوم الثدي فقد بإفراز اللبا بنسبة تتراوح بين 30 و 40 مل وهي كمية كافية جدا للرضيع خلال الأيام الأولى وبداية من اليوم الثالث يبدأ الحليب في التدفق من الثدي.

رغم أهمية الرضاعة الطبيعية وفوائدها على الرضيع والأمن إلا أن القيام بها بطرق خاطئة يمكن أن يسبب للأم بعض المشكلات فطريقة الإرضاع الخاطئة يمكن أن تؤدي بطول الوقت إلى حدوث تشققات في الحلمة والتي تصبح مؤلمة بشكل يعيق الأم على إرضاع طفلها لذلك يفضل اتخاذ أفضل وضعية عند الإرضاع بحيث تكون الأم والرضيع في وضعية مريحة وبعد الإنتهاء من الإرضاع يمكن أن تضع الأم بعض الكريمات المرطبة للحلمة لمنع حدوث التشققات ولكن يجب غسل الحلمة في كل مرة تقوم فيها الأم بالإرضاع ، وثانيا يمكن أن يتضخم الثدي بفعل تراكم الحليب داخله إذا كانت كمية الحليب بالصدر تفوق حاجيات الطفل لذلك يجب إفراغ الصدر باستعمال آلة سحب الحليب وتخزينه ويمكن إعطائه للطفل لاحقا.

وبالنسبة للرضيع يمكن أن يسبب له الحليب بعض الغازات الناتجة عن اللاكتوز أو يمكن أن تصفر بشرته وفي هذه الحالة يمكن اللجوء إلى سحب الحليب من الثدي وتسخينه قليلا قبل إعطائه للرضيع حتى تصبح مكوناته قادرة أن يتحملها كبد الرضيع. ويجب على الأم المرضعة الانتباه إلى الأمراض التي تعاني منها والتي يمكن أن تنتقل للرضيع بالرضاعة كما يجب أن تنتبه إلى الأدوية التي تستعملها وأن تتجنب التداوي الذاتي لتجنب احتمالية تأثير بعض الأدوية على سلامة الرضيع.

للنجاح في الرضاعة والحفاظ على سلامة الرضيع يجب أن تتخذ الأم بعض التدابير الصحية :

• تعقيم قارورة الرضاعة جيدا قبل إعطائها للرضيع وتنظيف الصدر قبل إرضاع الطفل أو سحب الحليب بالآلة
• الاهتمام بالنظام الغذائي للأم الذي يجب أن يحتوي على اللحوم بأنواعها والكبد والخضر والغلال وكميات أقل من العجين
• شرب كمية كبيرة من الماء يوميا