الكائنات الحية الدقيقة ودورها في الحفاظ على الأمعاء

12/02/2024   صحة عامة   709  
الدكتورة هاجر نفاتي

 الكائنات الحية الدقيقة ودورها في الحفاظ على الأمعاء

تحتوي أمعاء الإنسان على كائنات دقيقة تتكون منذ الولادة وتشمل البكتيريا الحميدة والفطريات التي تحقق فائدة للمعدة وللصحة عامة ويختلف تكوين هذه الكائنات الدقيقة من شخص إلى آخر بالنظر إلى عدة متغيرات كالولادة الطبيعية والولادة القيصرية والتغذية التي يتحصل عليها الرضيع خلال الأشهر الأولى لا سيما الرضاعة الطبيعية التي ستزيد من نسبة إنتاج هذه الكائنات الدقيقة في الأمعاء.

وتتغير الميكروبيوت الموجودة في المعدة بتقدم السن بناء على أسلوب العيش إذا كان صحيا أم لا ونسبة الضغط والتوتر إضافة إلى جودة الأغذية المستهلكة فالإكثار من الأغذية غير الصحية والغنية بالدهون يؤثر سلبا على نسبة هذه الميكروبيوت. ومن بين العوامل المؤثرة الأخرى نذكر التلوث إضافة إلى العوامل الجينية الوراثية.

أدوار الكائنات الدقيقة في الأمعاء

تقوم الكائنات الدقيقة في الأمعاء بالمساعدة في عملية هضم الأغذية إضافة إلى كونها تلعب دورا هاما في تقوية الجهاز المناعي. وتجدر الإشارة إلى أن 70 بالمائة من الجهاز المناعي موجودة في الجهاز الهضمي ومن هذا المنطلق تكمن أهمية التغذية في تقوية المناعة عند الإنسان.

تؤثر جودة الميكروبيوت على هرمونات السعادة حيث تتكون هذه الأخيرة في جدار المصران، ولذلك توجد بعض الأغذية التي ترفع من نسبة التوتر بينما توجد أطعمة أخرى تزيد من الشعور بالسعادة. وتقوم البكتيريا الحميدة الموجودة في المعدة بصنع بعض الفيتامينات التي ترفع من نسبة المناعة وتزود الجسم بالطاقة.

الخلل في الكائنات الدقيقة للأمعاء ومخاطره

توجد عدة أسباب تؤدي إلى اختلال نسبة الكائنات الدقيقة في الأمعاء على غرار طريقة الأكل ونوعية الأغذية المستهلكة غير المتوازنة. لذلك تعتبر العناية بالنظام الغذائي أمرا ضروريا لتحقيق مختلف الحاجيات الغذائية التي يحتاجها الجسم وفي هذا السياق لا بد من التأكيد على ضرورة التقليل من الأغذية الغنية بالدهون لا سيما الوجبات السريعة إضافة إلى تغيير طريقة الطهو والابتعاد عن القلي وتعويضها بطرق أخرى صحية أكثر.

من بين الأسباب الأخرى التي تؤثر على هذه البكتيريا هي بعض أنواع الأدوية وخاصة المضادات الحيوية وتعتبر تونس البلد الثاني عالميا من حيث مقاومة المضادات الحيوية بسبب التداوي الذاتي واستهلاك هذه المضادات عشوائيا دون وصفة طبية ودون جرعات محددة.

إن هرمونات الكورتيزول والأدرينالين التي يفرزها الجسم في حالات التوتر والضغط ستؤثر على الجهاز الهضمي نظرا لكونه يحتوي على عدد كبير من الأعصاب ولذلك فإن هرمونات الضغط ستؤثر على الجهاز الهضمي وتؤدي إلى حدوث خلل في وظائفه ومن بين الأعراض التي تظهر على الفرد هي الإمساك أو الإسهال إضافة إلى عدة أعراض أخرى ككثرة التجشؤ وانتفاخ البطن بعد الأكل مباشرة.

يمكن لخلل الميكروبيوت أن يسبب بعض الأمراض المزمنة كالتهاب الأمعاء الدقيقة أو الغليظة. ويمكن أن تشمل الالتهابات الالتهاب في الدم أو كثرة الإصابة بالأمراض بسبب ضعف الجهاز المناعي. ويمكن أن يؤدي حتى إلى ظهور أمراض المناعة الذاتية.

ولتفادي هذا الخلل من المهم تعديل النظام الغذائي ليشمل 55 بالمائة سكريات مقابل 35 بالمائة دهنيات والبقية بروتينات وأفضل نظام هو النظام الغذائي المتوسطي الذي يحقق مختلف الحاجيات الغذائي ويحقق توازن الجسم ولمزيد الإفادة لا بد من القيام بنشاط رياضي بالتوازي مع النظام الغذائي الصحي لضمان أسلوب عيش صحي وسليم.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery