الختان لدى الذكور

23/09/2022   صحة الطفل   5080  
الدكتور ماهر العبيدي

الختان لدى الذكور

الختان لدى الذكور

إن الختان لدى الذكور هو عبارة عن عملية جراحية تهدف لإزالة الجلد الزائد من رأس العضو الذكري ولا يوجد علميا أي دراسة تحدد سن إجراء هذه الجراحة ولكن في المقابل يوصي الأطباء دائما بتجنب القيام بجراحة الختان للرضع وحديثي الولادة إلا في الحالات الاستعجالية وذلك لتجنب مضاعفات الختان والأفضل يكون انتظار استكمال نمو العضو الذكري لأنه يختلف من شخص لآخر على مستوى الشكل والحجم كما يعد التخدير الكلي أكثر خطورة على صحة الرضع لذا يستحسن الانتظار إلى حين يكبر الطفل قليلا ويكتسب المناعة الكافية للقيام بهذه الجراحة.

رغم عدم التنصيص الطبي على سن معين لجراحة الختان إلا أنه ينصح بإجرائها في سن السنتين أو الثلاث سنوات نظرا لعدة عوامل مساعدة على سرعة شفاء الطفل كأن يكون خلال ذلك السن لا يزال يرتدي الحفاظات وقليل الحركة كما أن التخدير يكون أقل خطورة على صحته في تلك السن ،في المقابل توجد بعض الحالات الطبية التي ينصح إثرها المختص بالتعجيل بالقيام بجراحة الختان باعتبار أنها قد تكون حلا علاجيا وذلك في الحالات التالية:

  • تكرر الإصابة بجرثومة في البول: قد يعاني بعض الأطفال من تكرر حدوث إصابتهم بجرثومة في التبول وينصح المختص في هذه الحالة بالقيام بالختان لأنه يقلل من خطورة حدوث الالتهابات الجرثومية
  • جلد العضو الذكري المغلق كليا: في بعض الحالات قد يعاني الأطفال من صعوبة في التبول يكون سببها أن الجلد المحيط برأس العضو الذكري للطفل مغلقا ويغطي ثقب خروج البول وهو ما يجعل الطفل يعاني من صعوبات في التبول ويكون الختان الحل الأمثل في هذه الحالات
  • التهاب حاد في جلد رأس العضو الذكري : يمكن أن يصاب الأطفال بالتهاب حاد في جلد رأس عضوهم الذكري لأن الجلد الزائد المحيط بتلك المنطقة قادر على تخزين البكتيريا والجراثيم التي تؤدي لحدوث هذه الالتهابات ويمثل الختان وإزالة هذا الجلد حلا للتخلص من هذه الالتهابات

يعود الختان بعدة فوائد على صحة الطفل منذ الطفولة وحتى لدى الكهول إذ يقلل الختان من تنقل الأمراض الجنسية الناتجة عن الجراثيم العالقة بالجلد المحيط برأس العضو الذكري كما أثبتت الدراسات العلمية أيضا أن الذكور الذين خضعوا لجراحة الختان هم أقل عرضة للإصابة سرطان البروستات والتهابات المسالك البولية

الإعداد النفسي والجسدي للطفل من أجل الختان

تستحق جراحة الختان رغم بساطتها جملة من الاستعدادات النفسية والجسدية لتأهيل الطفل للخضوع لهذه الجراحة وتنطلق الاستعدادات بداية بزيارة المختص الذي سيقوم بإجراء فحص للطفل خلال ما يسمى بعيادة ما قبل الختان للتعرف على العضو الذكري للطفل والكشف عن حجمه وشكله وهو ما سيمكن الجراح من أخذ فكرة شاملة عن وضع الطفل وبالتالي كيفية إجراء الجراحة كما يقوم المختص خلال هذه العيادة بالكشف عن الطفل ومعاينة المشاكل المرتبطة بجهازه الذكري إن وجدت حيث يستطيع بعض الأطباء خلال هذا الفحص اكتشاف وجود إشكاليات أخرى كوجود تشوهات خلقية، خصية مهاجرة أو وجود ماء في الخصية وغيرها من الأمراض التي يتم علاجها قبل أو خلال إجراء الختان. هذا ويخضع الطفل في نفس الفترة إلى عيادة لدى المختص في التخدير لفحص الطفل وقد يقوم الطبيب في حال الشك في وجود أي مشكل بطلب تحاليل وصور.

إلى جانب الإعداد الصحي يجب إيلاء الجانب النفسي أهمية كبرى خلال فترة إعداد الطفل للختان إذ عادة ما يرتبط الختان بالنسبة للأطفال وبسبب العادات والتقاليد بالألم والخوف لذا تعتبر عيادة المختص قبل القيام بعملية الختان فرصة يقوم خلالها المختص بإجراء محادثة مع الطفل للتقليل من خوفه وحتى تفسير ماهية الجراحة له بطريقة مبسطة.

ما بعد جراحة الختان

قد تلي عملية الختان وخاصة خلال الأيام الأولى جملة من الأعراض الجانبية التي تظهر على الأطفال وهي متراوحة الخطورة منها ما يحتاج تدخلا طبيا ومنها ما لا يستحق وتتمثل عموما في:

  • النزف: رغم أن التطور الطبي الذي طرأ على جراحة الختان والمراقبة ما بعد الجراحة قللت من حدوث نزيف للأطفال إلا أنه من الممكن أن يحدث في بعض الحالات نتيجة سقوط الطفل أو ضرب تلك المنطقة عن غير قصد وفي هذه الحالة ينصح بالتوجه إلى عيادة المستشفى لعلاج النزف
  • انتفاخ العضو الذكري: يعتبر الانتفاخ من الأعراض الجانبية شائعة الحدوث بعد الختان وتكون ناتجة عن حدث خلال الجراحة وليست بالأمر الخطير يمكن للأهل القيام بحمام مائي للطفل مع إضافة القليل من الملح للتخفيف من الانتفاخ
  • الإفرازات : يجب التفريق دائما في حال حدوث إفرازات بين الإفرازات الناتجة عن حدوث التهاب وبين تلك المرتبطة بالكريم الذي يوضع على العضو الذكري بعد الجراحة لذا ينصح بتنظيف المنطقة جيدا قبل وضع الكريم في كل مرة

نذكر أن مدة التعافي من الختان تختلف من شخص لآخر حسب عدة عوامل لعل أهمها اختلاف المناعة من جسم طفل لآخر ولكن تكون مدة سبعة أيام عموما كافية لالتئام الجرح وعودة الطفل إلى حياته العادية.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery