صعوبات الحمل عند الأزواج

صعوبات الحمل هي الحالة التي يمارس فيها الأزواج العلاقة الحميمية بشكل منتظم دون استخدام موانع الحمل لمدة سنة ولا يحدث أقل. ويمكن أن تقل هذه المدة إلى ستة أشهر بالنسبة للأزواج الذين تجاوز سنهم 35 أو إذا كان أحد الزوجين يعاني من سوابق في علاقة بالخصوبة.

ويتعرض حوالي ⅕ من الأزواج إلى هذا المشكل الذي يعتبر شائعا. وينصح بمجرد تأخر حدوث الحمل يجب عيادة مختص للحصول على استشارة طبية والقيام بالفحوصات اللازمة مبكرا. وعالميا نسبة صعوبة الحمل تقدر ب 17 بالمائة و 4 بالمائة فقط تحدث لهم حالة عقم.

الأسباب

من المهم خلال العيادة الطبية أن يذهب الزوجين لأن المشكل يمكن أن يشمل الزوجين لا الزوجة فقط. كما تجدر الإشارة إلى أهمية العيادة الطبية قبل الزواج والقيام بالتحاليل اللازمة. وبخصوص الأسباب فهناك أسباب متعلقة بالنساء التي تمثل 30 بالمائة، وبالنسبة للأسباب المتعلقة بالرجل فهي تمثل 20 بالمائة، وبخصوص الأسباب المختلطة فهي تمثل 40 بالمائة. و 10بالمائة هي نسبة مشاكل الخصوبة دون سبب.

بالنسبة للأسباب لدى المرأة،فإن أهم عامل هو سن المرأة فيكون أوج الخصوبة منذ سن 25 وتقل هذه النسبة عند بلوغ 31 سنة وتتراجع أكثر منذ سن 37. ويعود هذا إلى تراجع عدد البويضات تدريجيا منذ وصول المرأة إلى سن البلوغ كما أن البويضات الجيدة تخرج في سن صغير بينما تخرج البويضات المتوسطة كلما تقدم السن. أما العامل الثاني فهو مرتبط بأسلوب الحياة كالتدخين مثلا والذي يؤثر حسب طول مدة التدخين و كمية السجائر المدخنة.

ويتدخل الوزن أيضا في تحديد نسبة الخصوبة فإذا كان هناك نقص في التغذية سيؤدي إلى إنخفاض في التبويض أما إذا كان الوزن زائد فسيؤدي إلى مشاكل في الإباضة. والعامل الثالث هو مشاكل الغدد وتكيس المبايض الذي يعتبر مرضا متداولا يمس 10 بالمائة من النساء ويسبب مشاكل التبويض و الخصوبة وطول الدورة الشهرية. ومن العوامل الأخرى هي مشاكل القنوات كالالتهابات والأمراض المنقولة جنسيا التي تضر بقنوات فالوب وكلما كان تشخيصها مبكرا كلما كان العلاج أنجع كما يجنبنا بلوغ مرحلة انسداد القنوات. من الأسباب التي تنتشر أيضا في صفوف النساء هي بطانة الرحم المهاجرة التي تجعل المبيض لا يعمل بصفة طبيعية ومن علاماتها أوجاع كبيرة في الدورة الشهرية كما أن تشخيصها يمكن أن يكون صعبا.

أما بخصوص الأسباب المتعلقة بالرجل، يجب التعرف أولا أن السائل المنوي حساس جدا للبيئة المحيطة به وخاصة بالحرارة لذا فإن الرجال العاملين بالمهن التي تتطلب التعرض إلى درجة حرارة مرتفعة سيتأثر السائل المنوي لديهم تدريجيا. والعامل الثاني هو أسلوب الحياة وخاصة كثرة التدخين الذي يضر بجودة الحيوانات المنوية وعددها كما يؤدي أيضا إلى تشوه الحيوانات المنوية مما يجعله لا يتمكن من تخصيب البويضة بصفة طبيعية. كما أن الرجال العاملين في المهن التي تجعلهم معرضين إلى المواد الكيميائية يمكن أن يعانوا من صعوبات في الخصوبة. ومن بين العوامل الأخرى هي العمليات التي تعرضها لها الرجل في الطفولة كعملية الفتق أو عملية إرجاء الخصية إلى مكانها أو التعرض إلى العلاج بالأشعة في الطفولة.

أما بالنسبة للأسباب المشتركة بين المرأة والرجل، فهي تشمل خاصة المشاكل الجنسية التي تشمل 3 بالمائة من جملة المشاكل المرتبطة بالممارسة الجنسية كضعف الإنتصاب أو التشنج المهبلي. أو عدد الممارسات الجنسية قبل فترة التبويض. وتدخل أيضا الأسباب الجينية أو الوراثية التي لا يمكن التحكم فيها فعلا.

ما يجب فعله

لا بد من الإعداد للحمل، وعيادة الأخصائي الذي سيقدم للزوجين جملة من النصائح كالتقليل من الوزن بالنسبة للنساء والإقلاع عن العادات السيئة كالتدخين. وفي حال وجود أمراض مزمنة كالسكري أو ارتفاع ضغط الدم يجب تعديلها أولا. ومحاولة علاج كل الأسباب التي تقلل من صعوبات الخصوبة. وقد يستحق الأزواج القيام بمجموعة من التحاليل كتحاليل الدم وتصوير القنوات بالنسبة للمرأة، أما بالنسبة للرجل فهو يستحق القيام بتحليل السائل المنوي. وبفضل القيام بهذه الفحوصات يمكن التعرف على الأسباب وراء صعوبات الإنجاب مما يسهل رسم الخطة العلاجية المناسبة لتحقيق الحمل.