الأطفال يبكون لتعلّم اللغة وليس لجلب الاهتمام فقط

طفلي كثير البكاء خاصّة ليلا , لا أتمتّع بأيّ نصيب من الرّاحة, إنّني متعبة و مرهقة جدّا ... هذه بعض تشكيات الأمهات . من فرط بكاء الطّفل و عدم درايتها بالأسباب خاصّة إذا كان هذا طفلها الأوّل.فماهي الأسباب و كيف يحب على الأم أن تتصرّف ؟

الشعور بالجوع

يبكي عادة الأطفال عند شعورهم بالجوع خاصّة ليلا و ذلك لقلّة إدرار حليب الثدي بأن تكون كمية الحليب غير كافية لإشباعه خاصة في عمر السّنة أو أكثر و تراجع مستوى إدرار الثدي لأسباب طبيعيّة حسب ما أورده موقع "طب واب" ، وهو ما يجعله في حاجة مستمرة لمصّ الثدي دون شعوره بالشبع

في هذه الحالة يجب على الأم تناول العناصر الغذائية التي تساعد في إدرار الحليب وجبات صحيّة و متوازنة و غنيّة بالسّوائل، بالإضافة إلى ضرورة استشارة الطبيب لمعرفة كيفية زيادة كمية الحليب أو إضافة بعض العناصر الغذائية للطفل لمساعدته على الشبع خاصّة في سن ما بعد 4 أو 6 أشهر. علما و أنّه بشفط حليب الثدي في قنينة معقمة يحصل عليها الرضيع في حالة الشعور بالجوع على كميّة هامّة خاصّة و أنّه كلما زاد شفط الحليب كلما ارتفعت كمية إفرازه من الثدي.

و يحتاج الرّضيع للحليب في فترة نموه لذلك من الضّروريّ إيجاد الحل المناسب. ويمكن أن لا يقدر الرّضيع على الرّضاعة و يشتدّ بكاءه رغم وجود الحليب خاصّة في فترة التسنين و في هذه الحالة يجب المحاولة عديد المرات لتمكين الطفل من بعض الحليب. و من علامات عدم شعور الرضيع بالشبع الإمساك والبكاء بشدّة وعصبيّة و تقطع النوم وعدم القدرة على النوم بالقدر الكافي

الغازات مقلقة لكنها تزول مع الوقت

ويعاني معظم الأطفال في الأشهر الأولى من الولادة من الغازات التي تتسبب في قلق كبير لدى الطّفل والأمّ. وتنطلق التقلّقات بعد الأسبوعين الأوّلين من الولادة وهي حالة طبيعيّة.لكنّ ما يثير القلق هو حالة الهلع والخوف لدى الوالدين الّتي يؤثر على الطفل. ويكون في هذه الحالة في حاجة إلى طمأنينة والديه لاحتوائه. وتنطلق عادة تقلّقات الأطفال من الغازات بداية من فترة المساء أكثر من أيّة فترة أخرى من اليوم.

الحالة تتماثل للشفاء تدريجيّا و من المستحسن تدفئة الطفل في الطقس البارد لتجنّب حدّة هذه الغازات بإلباسه جوارب و قفازات...

تغيير الحفاضة ضروريّ في الوقت المناسب

من الضروريّ تغيير الحفاضة بصفة دوريّة لتجنيب الطفل التهرية و حالات القلق التي تسببه له البكاء المتواصل خاصّة عند التسنين يصبح تغيير الحفاضة أكثر من المعتاد من الضروريات الأساسيّة لتفادي الحالات الخطيرة للتهرية.

لا يستطيع الطفل التعبير عن المرض إلاّ بالبكاء

لا يستطيع الطفل التعبير عن مرضه إلاّ عبر البكاء و على الأم في هذه الحالة التثبت من حالة ابنها و ذلك بقيس درجات حرارة الجسم و فحصه جيّدا , و إذا استمرت حالة البكاء دون أن التعرف على أسبابها يجب اخذ الطّفل للطبيب

الشعور بالخوف والحاجة للاطمئنان

الطفل في حاجة دوما إلى أمّه و عند فقدانها لساعات طويلة من اليوم يشعر بالخوف و الوحدة و يشرع في البكاء و ليس دوما الإبتعاد عن المنزل يسبب الوحدة للطفل بل عدم الاهتمام به رغم وجودها بجانبه يمكن أن يشعره بأنّه وحيد. ويشعر الرضيع بالملل والوحدة، بعد أن اعتاد على بيئة آمنة داخل بطن أمه، ويعد الانفصال عنها أمر مقلقا بالنسبة له. و وفقا لمواقع إلكترونيّة يعتاد الصغير على سماع دقات قلب والدته، ومع الانفصال الجسدي عنها يشعر بالخوف والوحدة.

و يشرع تدريجيّا في الإنفصال عن أمّه لكنه ليس انفصالا تاما وهو ما يفسّر شعور بعض الأطفال بأنّهم في حالة ضيق وبكاء مستمر لتنبيه الأم إلى عدم شعورهم بالأمان بمفردهم.

لا يبكي الأطفال للحصول على الاهتمام فقط

"لا يبكي الأطفال من أجل الحصول على الاهتمام والرعاية فحسب" حسب ما ذكره موقع "سيونتفيك أميريكن"، وإنما يساعدهم البكاء على تعلم الكلام ففي أثناء صراخهم يتدربون على نغمات سوف تساعدهم لاحقًا على تعلُّم الكلام.

وقد اكتشف فريق بحثي تحت قيادة عالِمة البيولوجيا كاثلين فيرمك -من جامعة فورتسبورج- أن الأطفال الفرنسيين حديثي الولادة يبكون بأسلوب مختلف عن أقرانهم الألمان، ففي حين أن الأطفال الفرنسيين ينتجون غالبًا متواليات صوتية صاعدة فإن الأطفال الألمان يفعلون عكس ذلك".

و"يعتقد العلماء أن هذا يرجع إلى الأنماط المختلفة في التأكيد في اللغة, إذ يلاحظ الجنين نغمة الحديث في رحم الأم ويمارسها ويتدرب عليها لإعادة إنتاجها بمجرد ولادته. وكلما يكبر الطفل، يتعلم كيفية تبديل وجمع الوحدات البنائية المختلفة التي تشكل اللغة. وفي مرحلة ما، يتيح له ذلك نطق أول كلمة ثم أول جملة، وفي النهاية يصبح طليق اللسان في تلك اللغة.