الإجهاد الإيجابي والإجهاد السلبي وتأثيرهما على حبّ الشّباب

هناك مشكلة محيرة حول العلاقة بين الإجهاد و حب الشباب فمن جهة لا يوجد شك في أن الإجهاد يتسبب في الطفح الجلدي بالنسبة للإنسان , و من جهة أخرى لا يعاني عدد من الأشخاص الناجحون ,والمقبلون على عديد المخاطر و التحديات و الذين يضعون أنفسهم في محيط تنافسي شديد الضغط , من هذا المرض فأبطال المسلسلات العالمية و الرياضيين المشهورين في المسابقات الكبرى أو المرشحين السياسيين في المناظرات الانتخابية الحاسمة ...لا نرى كمّا هائلا من البثور على وجوههم المتوترة بصفة يوميّة بل هي شديدة النّقاء و النظافة.

لا يترافق الإجهاد مع حب الشّباب لكنّه مرتبط بعديد الأمراض الّتي من بينها

*إخماد الجهاز التناسلي الذي يتسبب في العجز الجنسي لدى الرجال, و توقف العادة الشهريّة أو الطمث لدى النساء, بالإضافة إلى نقص الشهوة الجنسيّة لدى الطرفين.

*ظهور عوارض التهابية في الرئتين تؤدّي إلى داء الرّبو و الإلتهاب الشعيبي و مجموعة من الأمراض التنفسية الأخرى.

*تعليق عملية إصلاح الأنسجة و المساهمة في ترقق العظام.

*إجهاد البنكرياس الذي قد يشكّل لدى البالغين عاملا لبداية مرض داء السكّري.

*زيادة الألم المزمن المترافق مع أمراض مختلفة, بما فيها إلتهاب المفاصل.

*تنشيط عمل عدة عناصر من الجهاز المناعي التي تزيد من إمكانية الإصابة بالأنفلونزا و السرطان و حتى الإيدز.

التهديد المفرط يؤدّي إلى ظهور حبّ الشباب

يبدو أن بعض الأشخاص لا يتأثرون بالمستويات العالية من الضغط والإجهاد حسب ما ذكر في كتاب "علاج حب الشباب" للدكتور "تيري ج.دوبراو" و الدكتور"براندا د.أدرلي". وهناك البعض الأخر الذي عندما يواجه بعض العوائق النفسية كالتهديد المفرط أو الفوضى أو حتى الازدحام, يشعر أنه تحت وطأة ضغط مزعج, قد يؤدّي في الواقع إلى ظهور حبّ الشباب لديهم . فالإجهاد يجب التحكم فيه كي لا يقع الإنسان في العديد من التناقضات و التوترات النفسيّة.

إذا وجدت نفسك في وضع يكون فيه الإجهاد سببا في توتير سعادتك وجعلك كئيب و الزيادة في إصابتك بالأمراض و تفاقم حالة حب الشباب لديك فقد حان الوقت لاتخاذ الموقف المناسب والابتعاد عن الإجهاد السّلبي والتّعامل معه جيّدا لحلّ العديد من المشاكل بما فيها إحتمال عودة ظهور حبّ الشّباب.

الإجهاد نقطة إيجابيّة

إذا كان الإنسان يشعر بالإجهاد عند إقباله على الزواج فهو غير قادر على نزع فكرة من رأسه تسببه له التوتر والقلق و تساهم في ظهور حب الشباب لسبب وجيه وهو انه يعلم كيف يعالج حب الشباب بغضّ النظر عن حجم الضغط و الإجهاد الذي يواجهه .

أمّا السبب الأخر فهو أن الإجهاد نقطة إيجابيّة بالنسبة للإنسان بعد معالجة الجانب السلبي وذلك بتفعيل الإجهاد الإيجابي.في حقيقة الأمر و حسب ما ذهبت إليه مارثا دايفيس و مشاركوها في تأليف كتاب "دفتر عمل حول الاسترخاء و اختزال الإجهاد فتعتبر "حالات الإجهاد إيجابيّة في معظم الأحيان ...فالجهد الجسدي الناتج عن تمرين مفيد أو حماس للقيام بأمر للمرة الأولى فيه تحدّ أو استمتاع بمشاهدة مشهد الغروب كلها أمثلة تعبر عن الإجهاد الإيجابيّ".

الإجهاد السلبي قد يكون نافعا أيضا...

وهناك دليل جدير بالاعتبار مفاده أن الوصول إلى نقطة معينة , حتى الإجهاد السلبي قد يكون مفيدا. فالأداء يتحسّن مع زيادة الضغط ... فإننا نتمكن من التركيز بشكل أفضل على المقال كلما اقترب موعد تسليمه النهائي.

و يمكننا القيام بأعمال بطوليّة تنمّ عن الشّجاعة و الثبات عندما تستدعي الضرورة ذلك.في المقابل يرفع الضغط المتصاعد من نسبة الأداء, فقد ننهار عندما يتخطى الإجهاد حدود المعقول, كالكثير من الحيوانات, فمن علامات الخطر الأولى,إذا العدو بمهارة أو تقييم المخاطر بذكاء و الاستعداد للقتال.

و إذا اشتد الضغط الناجم عن الخطر كثيرا, إمّا أن نتجمّد و نعجز عن الحركة أو نهرب دون تفكير في حالة عقيمة من الهلع. من المؤكد أنه في عالمنا الحديث بينما تستمر غرائزنا الحيوانيّة بالعمل, فإنّنا نادرا ما نضطر للقتال أو الهرب.