الغدة الكظرية

الغدة الكظرية

يوجد بالجسم غدتين كظريتين واحدة فوق الكلية اليمنى والأخرى فوق الكلية اليسرى ولا يتجاوز حجم الغدة الواحدة 5غ وتتكون كل غدة من جزئين :

• جزء داخلي أو اللب : مسؤول عن صنع بعض الهرمونات الحياتية مثل الأدريانالين والنورأدريانالين
• القشرة الكظرية : مسؤولة عن إنتاج بعض الهرمونات الستيروييدية كالألدستيرون والكورتيزول.

ويعتبر الكورتيزول من أهم الهرمونات التي تنتجها الغدة الكظرية ذلك أن هذا الهرمون هو الذي يتدخل في عملية الاستقلاب في الجسم أي تنظيم مستوى السكري في الدم ومستوى الأملاح وضغط الدم كما أنه يعطي الطاقة للجسم خاصة وقت الإجهاد النفسي أو البدني فهو يصنع السكري عن طريق البروتينات ويحاول تخزينه على مستوى الكبد حتى إذا احتاجه الجسم في حالات هبوط السكري يقوم الكورتيزول بتعديل مستوى السكري في الدم وتزويد الجسم بالطاقة اللازمة.

تشهد الغدة الكظرية نوعين من الاضطراب وهما إما زيادة في نشاط الغدة الكظرية وبالتالي زيادة في إفراز الهرمونات بينما يتمثل النوع الثاني من الاضطرابات في نقص أو تراجع في إنتاج الهرمونات الكظرية كالكورتيزون والألدوستيرون. وتوجد نوعان من القصور الكظري وهما :

• القصور الكظري الأولي : وهو يعني أن الاضطراب في الغدة الكظرية يمس الغدة بحد ذاتها وهو ما يؤدي إلى تراجع إنتاج الكورتيزول والألدوستيرون في الجسم وقد تم اكتشافه سنة 1849 وأطلق عليه داء أديسون.
• القصور الكظري الثانوي : نعني به القصور النتاج عن نقص في العمل في منطقة ما تحت المهاد والغدة النخامية.

وفي بعض الحالات قد يكون القصور الكظري مزمنا أو يمكن أن يكون حادا وبالنسبة للحالات المزمنة يمكن أن لا يكتشف المريض إصابته إلا بعد فترة طويلة قد تصل حتى إلى عشر سنوات بما أن الأعراض تبدأ بالظهور تدريجيا وقد لا يشعر بها المريض إلا في مرحلة متقدمة لذلك نؤكد دائما على ضرورة التشخيص المبكر قبل الوصول إلى مرحلة القصور الحاد وهو حالة استعجالية يمكن في حال عدم علاجها سريعا أن تؤدي إلى وفاة المريض.

• إرهاق
• فشلة
• نقص في شهية الأكل وتراجع في الوزن
• هبوط في مستوى السكري والدم
• تصبغات جلدية خاصة في المناطق المعرضة لأشعة الشمس

• قيء
• إسهال
• انخفاض كبير في السكري وضغط الدم
• الإغماء

عند حدوث نوبة قصور كظري حاد لا بد من اصطحاب المريض مباشرة إلى المستشفى للقيام بتحاليل الدم والأملاح اللازمة مع إعطاء المريض معوض الكورتيزول الذي يحتاجه لتعديل ضغط الدم مع مراقبة تطور الحالة كل ست ساعات وبعد استقرار وضع المريض يتم القيام ببقية الفحوصات اللازمة لتأكيد تشخيص الغدة الكظرية.

يشعر المريض في هذه الحالة بعلامات فشلة وإرهاق وغثيان مع هبوط ضغط الدم والسكري مع شحوب في الجلد.

سابقا كان السبب الرئيسي وراء القصور الكظري الأولي هو مرض السل الذي يصيب الرئتين ويمكن أن ينتقل عبر الدم إلى الغدة الكظرية ويؤدي بمرور السنوات إلى القصور في عمل الغدة الكظرية ولكن بمرور السنوات وتطور وسائل الوقاية وعلاج السل أصبح السبب الأساسي وراء القصور الكظري هو الاضطرابات في جهاز المناعة خاصة لدى الأشخاص المصابين بالسكري النوع الأول أو الذين يعانون من الغدة الدرقية. كما توجد عدة أسباب أخرى مثل التورمات أو التكيسات أو التعفنات على مستوى الغدة الكظرية ، نجد كذلك التضخم الخلقي للغدة الكظرية الذي يمكن اكتشافه منذ مرحلة الطفولة من خلال الأعراض التي يسببها كالسرعة في النمو والبلوغ المبكر الذي ينجر عنه مشكل في الطول إضافة إلى زيادة شعر الجسم عند الفتيات خاصة ومن الأفضل اكتشاف الحالة وعلاجها مبكرا قبل الوصول إلى القصور الحاد.

القصور الكظري سواء الأولي أو الثانوي هو مرض مزمن لذلك يجب على المريض أن يفهم مرضه وأن يعي أن استعمال الأدوية سيرافقه مدى الحياة وتتمثل هذه الأدوية عادة في معوضات هرمونات الغدة الكظرية كمعوضات الكورتيزول والألدوستيرون وقد تحتاج جرعات الأدوية إلى التعديل في حال كان المريض قد تعرض لإجهاد بدني أو نفسي أو أصيب بنزلة برد فيزيد من الجرعات بكمية يحددها الأخصائي حتى يتعافى ويعود إلى الجرعات العادية. ويجب على المريض الاستظهار دائما ببطاقة الإصابة بالقصور الكظري التي ستساعد الأطباء في حال إصابته بنوبة استعجالية من إعطائه الأدوية المناسبة بسرعة كما توجد أدوية أخرى يمكن استعمالها في حالة الإصابة بالقصور الكظري كالأدوية المدرة للبول والملينات التي ستؤدي إلى تراجع الأملاح في الجسم وجفافه.