النوم هو حاجة ضرورية وحياتية ويقضي الفرد الواحد حوالي ثلث حياته نائم. وللنوم العديد من المنافع على الصحة النفسية للحفاظ على التركيز وتعديل المزاج والتقليل من الضغط، أما على مستوى الصحة العامة يعدل النوم مستويات السكري في الجسم كما يقوم أيضا الجسم خلال فترة النوم بتعديل إفراز بعض الهرمونات كهرمون النوم كما يمكن النوم أيضا من زيادة المناعة والتخلص من السموم داخل الجسم.
فترات النوم
يتكون النوم من فترتين، وفي الفترة الأولى من النوم يعمل العقل بطريقة بطيئة أما في الفترة الثانية يصبح أسرع وهذه الفترة تمكن من حفظ المعلومات كما تمكن من الحلم. وخلال الفترة الأولى من الليل غالبا ما تزداد الفترات التي يعمل بها العقل بطريقة سريعة في حين في آخر الليل تكثر الفترات التي يعمل فيها العقل ببطء.
تعديل النوم
ترتبط جودة النوم بعدة عوامل من بينها ضغط النوم وعند الاستيقاظ يكون ضغط النوم منخفضا ويرتفع هذا الضغط تدريجيا وصولا إلى الليل أين يشعر الفرد برغبة كبيرة في النوم. وأحيانا يمكن أن يطرأ اضطراب على مستوى ضغط النوم مما يؤدي إلى الأرق ومن ضمن العوامل المسببة في هذا الاضطراب هي القيلولة الطويلة حيث لا يجب أن تتجاوز القيلولة معدل ثلاثين دقيقة كما تتدخل أيضا بعض العوامل الهرمونية كهرمون الميلاتونين .
الأرق
الأرق هو اضطراب منتشر وشاسع يتمثل في إيجاد صعوبة في النوم ليلا أو النوم بشكل متقطع وهو ما يؤثر على مزاج الفرد ويؤدي إلى تدهور حياته الفردية والمهنية والعاطفية إضافة إلى فقدان القدرة على التركيز. ويوجد نوعين من الأرق وهما الأرق قصير المدى والأرق المزمن الذي يتجاوز الثلاثة أشهر.
ويمكن أن يحدث الأرق بسبب بعض الأمراض النفسية كالاكتئاب والشيزوفرينيا والإدمان على المواد المخدرة والكحول والتدخين كما يمكن أن يحدث الأرق نتيجة لبعض الأمراض الجسدية كالسكري وارتفاع ضغط الدم. وإضافة إلى هذه العوامل تتغير تركيبة النوم تدريجيا بتقدم العمر ولذا يعتبر كبار السن أكثر عرضة للإصابة به
الأرق خلال شهر رمضان
يصاب بعض الأشخاص باضطرابات النوم خلال شهر رمضان بسبب تغير السلوكيات الحياتية والغذائية. خلال شهر رمضان يفضل الأشخاص القيام بقيلولة طويلة المدى وهو ما يؤثر على ضغط النوم ولذا سيجد الفرد صعوبة في النوم ليلا. أما على مستوى العادات الغذائية فهي تتغير بكثرة أيضا خلال شهر رمضان حيث يصبح العشاء خلال هذا الشهر ثقيلا ومشبعا بالدهون والحلويات وهو ما يزيد من طاقة الجسم وبالتالي صعوبة في النوم. كما تعتبر القهوة والشاي أيضا من العوامل التي ترفع من احتمالية الأرق لذا من المهم تجنب استهلاكها قبل النوم بفترة قصيرة.
كما يمكن أن يعاني بعض أصحاب الأمراض المزمنة من اضطرابات النوم بسبب استخدام بعض الأدوية المنشطة للجسم ليلا.
كيف تتجنب الأرق؟
من المهم تعديل موعد النوم خلال شهر رمضان وإذا استمر هذا الأرق لفترة أطول من المهم عيادة أخصائي للبحث عما إذا كانت هناك أسباب أخرى مسببة لهذا الأرق وبالتالي علاجها.