داء السكري هو آفة اجتماعية وصحية يشهد تفشيا كبيرا على المستوى المحلي والعالمي. يوجد نوعين من داء السكري وهما السكري النوع الأول غالبًا ما يظهر هذا في الطفولة أو المراهقة ويحتاج المصابون به إلى حقن الإنسولين يوميًا للبقاء على قيد الحياة. أما داء السكري النوع الثاني فهو يصيب بشكل خاص الكهول والكبار ويمكن التحكم فيها من خلال تعديل النظام الغذائي واستهلاك الأدوية المعدلة للسكري.
تأثير داء السكري على الجسم
يؤثر داء السكري على مختلف أعضاء الجسم كالعروق والأعصاب والعيون والقلب والكلى. من المهم في حالات الإصابة بالسكري الحرص على المتابعة الدورية مع الطبيب المختص لتجنب الإصابة بمضاعفات السكري.
العوامل
يؤثر السكري على الكلى حيث يصاب 35 بالمائة تقريبا من مرضى السكري بأمراض الكلى. تشمل هذه الفئة الأشخاص الذين لا يقومون بتعديل نسبة السكري في الجسم وعدم الحرص على المتابعة الدورية مع المختص ولذا لا بد من الانتباه إلى هذه العوامل والتأكيد على أهمية عيادة الطبيب.
يمكن أن تتأثر الكلى رغم حرص المريض على عيادة الطبيب والالتزام بأدويته ويعود ذلك لأسباب وراثية. كما أن الأشخاص المصابين بالسكري لمدة تفوق العشر سنوات يكونون أكثر عرضة للإصابة بمضاعفاته لا سيما تلك التي تشمل أمراض الكلى.
الأعراض
أمراض الكلى هي أمراض صامتة لا يمكن اكتشافها إلا في مراحل متقدمة ولذا يعد التقصي المبكر عاملا أساسيا للكشف عن أمراض الكلى. تتأثر الكلى تدريجيا وتمر بخمس مراحل، المرحلة الأولى هي المرحلة التي لا يمكن اكتشافها رغم التحاليل وصولا إلى المرحلة الخامسة وهي مرحلة الفشل الكلوي. وانطلاقا من المرحلة الثانية والثالثة يمكن الكشف عن الإصابة من خلال القيام بتحليل البروتينات في البول وبناء عليها يمكن التفطن إلى بداية تأثير السكري على الكلى. يفضل القيام بهذا التحليل كل ستة أشهر لدى مرضى السكري للكشف المبكر عن علامات إصابة الكلى.
في المرحلة الرابعة ترتفع نسبة البروتينات في البول فتؤدي إلى انتفاخ الساقين. يمكن أن تنتفخ الساقين لأسباب أخرى مثل أمراض القلب والغدة الدرقية ولذا يجب أن يقوم المختص بجملة من الفحوصات حتى يتمكن من تحديد الأسباب المسؤولة عن الانتفاخ.
خلال المرحلة الرابعة تتأثر وظائف الكلى ويمكن التفطن إليها من خلال تحليل الكرياتينين في الدم. في حال ثبوت ارتفاع الكرياتينين يبدأ المختص برسم البروتوكول العلاجي.
العلاج
علاج مشاكل الكلى في المراحل الأولى يكون أكثر فاعلية. يصف المختص خلال هذه المراحل أدوية تقلل من نسبة البروتينات في البول. في المرحلة الرابعة عند وجود قصور كلوي يهدف العلاج إلى نقص تطور الفشل الكلوي وتأخيره قدر الإمكان.
السكري يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تؤثر على صحة الكلى، ولكن من خلال الإدارة الجيدة والتحكم في مستويات السكر في الدم وضغط الدم، يمكن تقليل هذا الخطر والمحافظة على صحة الكلى. كما أن الفحص المبكر لأمراض الكلى لدى مرضى السكري يعتبر أمرًا حيويًا للوقاية من المضاعفات الخطيرة والحفاظ على الصحة العامة.