اضطربات القلق

اضطربات القلق

إن القلق في معناه العام هو شعور طبيعي يصاحب الإنسان في حياته لعدة أسباب ويتحول القلق إلى اضطراب عندما تزداد حدته ويصبح متكررا بشكل يؤثر على الحياة العادية للإنسان فيؤثر على حياته الإجتماعية والمهنية والدراسية ويسبب عدة اضطرابات في علاقاته ومن أكثر اضطرابات القلق المنتشرة هي الفوبيا التي يمكن أن تكون تجاه شيء محدد أو رهاب اجتماعي أو الفوبيا من الأماكن المفتوحة وأيضا اضطرابات الهلع واضطراب القلق العام ويمكن أن تتطور حالة المرضى لتصل إلى الاكتئاب أو الإدمان أو غيرها...

إن اضطراب القلق له جانب حسي شعوري وجانب فكري وجانب سلوكي وهي كالآتي :

• الجانب الحسي : إن الخوف هو شعور طبيعي وردة فعل عادية يقوم بها الجسم في موقف يكون به خطر ما ولكن في حالات اضطراب القلق يكون هذا الخوف غير نابع من حقائق بقدر ما هو نابع من شعور بأن شيئا سيئا سيحدث وينبغي الخوف منه والتأهب له وعند تكرر الخوف يمكن أن يصاب الإنسان بنوبات هلع يشعر فيها بحالة خوف شديدة يرافقها تسارع في نبض القلب وصعوبة في التنفس.
• الجانب الفكري : تطغى على تفكير الشخص المصاب باضطراب القلق الأفكار التشاؤمية تجاه المستقبل ويستبق السيناريوات الأسوء في حياته وتهيمن هذه الأفكار على عقله بطريقة لا يستطيع التخلص منها مهما حاول.
• الجانب السلوكي : إن الخوف وتصور السيناريوات الأسوء والأفكار السوداوية ستؤثر على سلوك المريض فإما سيحاول أن يتجنب الأشياء التي يخشاه وبالتالي يصبح عاجزا على التطور في حياته والقيام بأشياء جديدة لأنها بالضرورة ستكون مصدر تهديد له كما يمكن أن يصبح متسرعا في إتخاذ القرارات وعنيفا.

إن اضطراب القلق بطول المدة سيؤثر سلبا على المريض وقد يسبب له أمراضا أخرى كالاكتئاب فيفقد الإنسان الشغف والرغبة في الحياة وتسيطر على عقله الأفكار التشاؤمية ويفقد ثقته بنفسه كما يمكن أن يقع الإنسان جراء اضطرابات القلق في فخ الإدمان كإدمان الكحول أو التدخين أو إدمان بعض السلوكات السيئة وحينها يكون العلاج أصعب وأطول ويمكن أن يتطور اضطراب القلق إلى أمراض نفسية أخرى كاضطرابات ثنائي القطب أو الذهان.

ينتج اضطراب القلق عن عدة أسباب قد تكون جينية أو ناتجة عن التنشئة وصدمات الطفولة أو يمكن أن تحدث جراء العوامل المسببة للضغط كالعمل أو بعض المشاكل التي يعاني منها الشخص لفترة طويلة كالمشكلات العائلية أو العاطفية أو المالية.

هناك نوعين من العلاج لاضطرابات القلق وهما نفسي ودوائي ومن المهم جدا القيام بحصص علاج نفسي بالتوازي مع العلاج الدوائي للحصول على نتائج أفضل وهناك عدة طرق علاجية ناجعة لمرضى اضطراب القلق كالعلاج المعرفي السلوكي وعلاجات التأمل والاسترخاء والعلاجات التي تبحث عن أصل المشكل وتحاول علاجه للتخلص من اضطرابات القلق.