نظام العيش الصحي لمرضى السكري

نظام العيش الصحي لمرضى السكري

يعتبر داء السكري مرضا منتشرا على مستوى عالمي ويوجد نوعين منه وهما السكري نوع أ أو السكري نوع ب إضافة إلى أنواع السكري الأخرى كسكري الحمل والسكري الناتج عن استعمال بعض الأدوية المحددة لفترات طويلة وفي السكري نوع أ لا ينتج البنكرياس الأنسولين المناسب لحرق السكريات الموجودة بالجسم وهو يصيب عادة الأطفال أما بالنسبة للسكري النوع الثاني يصيب كبار السن خاصة إلا أنه خلال السنوات الأخيرة أصبح منتشرا في صفوف الشباب والكهول أيضا بسبب تغير العادات الغذائية والإعتماد على الوجبات السريعة والأغذية الغنية بالسكريات سريعة الامتصاص إلى جانب قلة الحركة والأنشطة البدنية .

ينتج السكري النوع الثاني بسبب قلة إفراز البنكرياس للأنسولين في الجسم وأيضا مقاومة الجسم للأنسولين مما يمنعه من القيام بوظيفته لهضم السكريات ومن أهم أعراضه هي نقص ملحوظ في الميزان وكثرة التبول وظهور الفطريات في أصابع الأرجل والإصابة المتكررة بالعدوى البكتيرية أو الفيروسية بسبب تراجع المناعة وتعتبر مختلف هذه العلامات مؤشرا على ضرورة زيارة المختص .

يتم تشخيص السكري عن طريق فحص نسبة السكري في الدم حيث إذا تجاوز 2غ يكون دليلا على إصابة الشخص بالسكري أو يمكن القيام بقيس مخزون السكري في الدم خلال الثلاثة أشهر الماضية وإذا تجاوزت نسبته 4،6 بالمائة تتأكد إصابة المريض بالسكري إضافة إلى فحوصات أخرى إضافية للتأكد من عدم تأذي أي عضو من أعضاء الجسم بالسكري خاصة إذا تم الكشف عن المرض وهو في مرحلة متقدمة .

توجد عدة عوامل قد تحفز من ظهور السكري أو تسرع من ظهوره وتشمل هذه العوامل عموما النظام الغذائي غير الصحي الغني بالسكريات سريعة الامتصاص أو السمنة وارتفاع نسبة الدهون في الجسم إضافة إلى قلة النشاط البدني كما يعتبر عامل السن أيضا مؤثرا في ظهور هذا النوع من السكري حيث كلما تقدم الفرد بالسن كلما زادت إحتمالية إصابته بالسكري النوع الثاني .

إذ لم يتم الكشف عن السكري في مرحلة مبكرة ولم يتم تعديله وإستمر مرتفعا لمدة طويلة يمكن أن يؤثر سلبا على العروق والشرايين ويشمل هذا التأثير شبكية العين حيث يمكن أن يهدد السكري سلامة الشبكية بشدة قد تؤدي حتى إلى صعوبات كبيرة في الإبصار إذا لم يتم علاجه لذلك ينصح مرضى السكري باجراء فحص دوري سنوي للتأكد من سلامة الشبكية ، هذا ويمكن للسكري أن يؤثر على الكلى ووظائفها لذلك يجب إجراء فحص دوري للكلى والبومينة ويمكن أن يؤثر كذلك على سلامة عدة أعضاء أخرى في الجسم كالقلب أو الأعصاب حيث يمكن أن يشعر المريض بحرارة شديدة أو ببرودة في الرجلين إضافة إلى فقدان الإحساس بالأرجل ويؤثر السكري أيضا على وظائف الجهاز الهضمي وعلى الوظائف الجنسية للفرد لذلك يجب عيادة المختص عند شعور المريض بأي من هذه الأعراض حتى يتمكن من الحصول على العلاج المناسب .

يتمثل علاج السكري النوع الأول في حقن الأنسولين سريع المفعول والأنسولين بطيء المفعول مدى الحياة بينما يكون علاج السكري من النوع الثاني متمثلا في حبوب تساعد الجسم على إفراز الأنسولين وتقلل من مقاومته كما يجب عل المريض اعتماد نظام عيش صحي يتماشى مع وضعه الصحي لأن الأدوية لوحدها لا تكفي للحفاظ على استقرار السكري في الجسم لذلك يجب على المريض أن يقوم بأنشطة بدنية بشكل يومي مع الالتزام بنظام غذائي صحي متوازن ويستحسن التقليل قدر الإمكان من السكريات وفي حال رغب المريض في تناول بعض الحلويات أو الأغذية التي تحتوي على السكري سريع الامتصاص يجب عليه تناولها بكميات قليلة ويستحسن تناولها بعد الإفطار حتى تقل سرعة امتصاص الجسم لهذه السكريات وبخصوص مرضى السكري النوع الأول يستحسن في حال تناول حلويات أن يتم حقن الأنسولين بعدها مباشرة لضمان عدم ارتفاع نسبة السكري في الدم الذي يمكن أن يستقر إذا اتبع المريض نصائح طبيبه المباشر مما سيحسن جودة عيشه.