مضار التدخين وسبل الإقلاع عنه

09/03/2023   1128  
الدكتور ذاكر لهيذب


مضار التدخين وسبل الإقلاع عنه
مضار التدخين وسبل الإقلاع عنه

يعي 95 بالمائة تقريبا من المدخنين بمضار التدخين وانعكاساته السلبية على الصحة العامة ولكن رغم هذا يصرون على مواصلة التدخين ولا يتخذون أي خطوة للإقلاع عنه ، وتفسر هذه الحالة بالإدمان الذي يؤدي له التدخين بطول المدة ويكون إدمانا نفسيا حيث يربط المدخن عادة التدخين بعادات وسلوكيات مريحة له كاللقاء مع الأصدقاء والتجمعات في المقاهي إضافة إلى الإدمان الجسدي العائد إلى مكونات السجائر وبدرجة خاصة إلى النيكوتين وبالتالي فإن عملية الإقلاع عن التدخين ليست عملية بسيطة بل هي عملية صعبة تستحق قدرا هاما من الاستعداد والعزيمة والمساعدة الطبية.

مضار التدخين

تحتوي السجائر على جملة من المواد الضارة ذلك أنه خلال عملية التدخين تحترق مكونات السجارة وتصل درجة حرارتها فوق 900 درجة ثم تدخل هذه المواد إلى الجسم مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة أهمها أن هذه المواد المحترقة تؤدي تدرجيا إلى تحول خلايا الجسم ويمكن أن يكون التحول سرطانيا أو يمكن أن تصبح الخلية خاملة غير قادرة على القيام بوظائفها بصورة عادية وهو ما يمكنه أن يؤدي إلى تراكم الكوليستيرول بخلايا العروق ، هذا إضافة إلى أمراض القلب والشرايين التي يتسبب بها التدخين والتي تكون نسبة الوفايات جرائها مرتفعة جدا ذلك أن العروق والشرايين التاجية مثلا تحتوي على خلايا تكون في حالتها الطبيعية وفي سن الشباب لينة بما يسمح بكثرة الحركة وسرعة الشاب وبتقدم العمر تقل ليونة الخلايا تدرجيا ومعه تقل قدرة الجسم على الحركة لذلك فإن التدخين يؤدي تدرجيا إلى الشيخوخة المبكرة حيث تفقد هذه الخلايا ليونتها منذ سن مبكرة هذا إضافة إل احتمالية تراكم الكوليستيرول بالخلايا الخاملة مما يؤدي إلى انسداد العروق لاحقا الأمر الذي قد يتسبب في حدوث جلطات قلبية أو دماغية أو إل انسداد عروق الرجلين خاصة إذا كان المدخن يعاني مسبقا من داء السكري ويمكن أن تصل الحالة إلى حد بتر الرجل .

ويؤثر التدخين سلبا على الأشخاص الذين يعانون مسبقا من الأمراض المزمنة ويرفع من احتمالية تعكر وضعهم الصحي أسرع حيث تشير الدراسات إلى أن المدخنين من المصابين بداء السكري والذي يتراوح معدل أعمارهم بين 50 و 60 يكونون عرضة بنسبة 50 بالمائة من الإصابة بجلطة دماغية أو قلبية أو في الرجل ، أما بالنسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم فيعتبر التدخين عاملا يرفع من خطورة حدوث تعكرات هم لأن التدخين يرفع من ضغط الإنسان . ويجب التذكير أيضا بضرورة تجنب التدخين السلبي لأنه يعادل في خطورته التدخين العادي وتشير الإحصائيات خلال السنوات الأخيرة إلى أن حوالي خمس الوفيات جراء التدخين عالميا تكون وفايات بسبب التدخين السلبي وينتمي أغلبها إلى جنس النساء.

سبل الإقلاع عن التدخين

يمكن للمدخن أن ينجح في الإقلاع عن التدخين بمفرده ولكن في أغلب الأحيان لا يتمكن المدخن من الإقلاع عن التدخين إلا بعد الحصول على المساعدة لذلك يجب أولا عند اتخاذ قرار ترك التدخين زيارة أخصائي للمساعدة عن الإقلاع عن التدخين يكون إما طبيب أو أخصائي نفسي وتتم عملية الإقلاع عن التدخين أولا بتخليص الجسم تدريجيا من إدمانه لمادة النيكوتين وذلك عن طريق تعويض النيكوتين في الجسم عبر العلك أو اللصيقات الجلدية  أو التبغ المسخن الذي تكون مخاطره أقل على الجسم بما أنه لا يزود الجسم بمادة القطران وثاني أكسيد الكربون وغيرها من المواد الخطرة المكونة للسجائر العادية لكن من الضروري التأكيد على أن التبغ المسخن كوسيلة بديلة عن النيكوتين يجب أن يستعملها المريض لفترة زمنية محددة وتساعده تدريجيا على تجاوز أعراض انسحاب النيكوتين من الجسم  ومن أخطر ما يمكن القيام به هو الجمع بين التبغ المسخن والسجائر العادية أو بداية مشوار التدخين منذ المراهقة باستعمال التبغ المسخن لأن النيكوتين الذي سيدخل الجسم سيفتح شراهة المريض نحو السجائر . هذا وينبغي على المريض أيضا  خلال مسار الإقلاع عن التدخين أن يخضع إلى حصص علاج سلوكي معرفي لتغيير بعض العادات والسلوكيات الخاطئة والأفكار المغلوطة حول السجائر وتؤدي هذه الطرق عائدة إلى نتائج فعالة حيث ينجح المريض في الإقلاع عن التدخين نهائيا.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery