مشاكل الذاكرة لدى المسنين

27/11/2023   الصحة النفسية   822  
مشاكل الذاكرة لدى المسنين

يرتفع عدد المسنين في تونس تدريجيا على مر السنين وهو ما يفسر زيادة التشكيات بخصوص مشاكل الذاكرة لدى كبار السن الذي يعود سببه بنسبة كبيرة إلى مرض الزهايمر وبنسبة أقل بسبب بعض الأمراض الأخرى المتفرقة. مع التأكيد على وجود مسنين لا يعانون من أي مشاكل في الذاكرة وهو ما يعني أن اضطرابات الذاكرة ليست مسألة حتمية تصيب جميع المسنين.

الأسباب

يعتبر الزهايمر من الأسباب الرئيسية لاضطرابات الذاكرة لدى المسنين لكن لا يدل أي اضطراب في الذاكرة إلى مرض الزهايمر فقط ذلك أنه توجد العديد من الإصابات والأمراض الأخرى التي قد تسبب مشاكل في الذاكرة كالضغوطات والتوتر أو الاكتئاب النفسي أو بعض الأمراض المرتبطة بالغدد وخاصة الغدة الدرقية كما يمكن أن تحدث مشاكل الذاكرة لدى كبار السن بسبب النقص في بعض الفيتامينات كالفيتامين دي أو بعض الأمراض العصبية.

الأعراض

تقسم اضطرابات الذاكرة إلى نوعين:

  • فقدان بسيط للذاكرة : وهي حالات نسيان بسيطة يعيشها المريض كأن ينسى مكان وضع مفاتيح السيارة أو مواعيد حددها سابقا وهي حالات طبيعية قد تحدث لأي شخص بفعل الضغوطات اليومية.
  • فقدان حاد للذاكرة: وهي حالات النسيان الكبيرة كأن ينسى المريض عنوان منزله أو أحد أفراد عائلته وتتكرر هذه الحالة دون أن يعي هؤلاء المرضى أنه بصدد نسيان أمور هامة وهو ما يشير إلى مرض الزهايمر على عكس فقدان الذاكرة البسيط الذي يتذكر المصابين به أنه قد نسوا بعض الأمور أحيانا كما أن فقدان الذاكرة الحاد قد يؤثر على حياة المريض و يعيقها كما يشمل تأثيره أيضا كافة أفراد الأسرة التي تعيش مع المريض في نفس المنزل.

التشخيص

في مرحلة أولى لا بد من استجواب المريض للتعرف على تاريخه المرضي والأدوية التي يستعملها كما سيحاول المختص التعرف على تاريخ بداية ظهور أعراض النسيان كما سيستجوب المختص عائلة المريض حول أهم الأعراض التي ظهرت عليه.

وبعد الانتهاء من الفحص الطبي يمكن أن يقوم المختص ببعض الفحوصات الإضافية كتصوير الرأس بالسكانير أو بالرنين المغناطيسي لتحديد ما إذا كان المريض يعاني من ورم دماغي سبب له فقدان الذاكرة ويساعد الرنين المغناطيسي المختص لتحديد التشخيص الدقيق للحالة. وفي حال التأكد من عدم وجود مشكل عضوي أو عصبي يقوم المختص ببعض الاختبارات للذاكرة للتأكد من درجة تقدم فقدان الذاكرة.

العلاج

يختلف العلاج بناء على التشخيص فإذا كان المريض يعاني من اكتئاب هو الذي سبب له اضطرابات الذاكرة يمكن أن يقدم له المختص بعض العلاجات المضادة للاكتئاب فيتخلص تدريجيا من المشكل. أما إذا كان المشكل ناتجا عن إحدى أمراض الغدد يمكن كذلك تقديم العلاج المناسب للمريض. ولكن في حال التأكد من أن فقدان الذاكرة ناتج عن الإصابة بالزهايمر فإن هذا المرض لا يعالج نهائيا ولن يسترجع المريض ذاكرته كالسابق ولكن يمكن مساعدة المريض من خلال تقديم بعض الفيتامينات لتقوية الذاكرة وبعض العلاجات الأخرى التي تقلل من سرعة تطور فقدان الذاكرة بهدف تحسين جودة حياة المريض وعائلته كما يقوم المختص في هذه المرحلة بتوجيه العائلة من خلال تفسير المرض وطرق التعامل السليمة مع المريض.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery