مرض الذئبة

مرض الذئبة

مرض الذئبة هو مرض مناعة ذاتية غير شائع ويصيب عادة النساء اللواتي في سن الخصوبة أكثر من الرجال، ويكون مرض الذئبة ناتجا عن اختلال في المناعة الذاتية للإنسان مما يجعل الجسم ينتج مضادات حيوية يهاجم بها مختلف أعضاء الجسم فيتسبب في حدوث التهابات. ونجد الذئبة الجلدية التي تمس فقط الجلد كما نجد الذئبة التي تمس عدة أعضاء مختلفة في الجسم في نفس الوقت.

وبما أن الذئبة مرض يصيب النساء في السن الخصوبة وجب التأكيد على أن الإصابة بالذئبة لا تؤثر مباشرة على الحمل والإنجاب إلا في بعض الأحيان التي يكون فيها المرض مهتاجا ينصح النساء حينها بتأخير الحمل لفترة قصيرة كما أن أدوية الذئبة لا تؤثر على سلامة الجنين ولا يجب على المرأة وقف استعمال الأدوية من تلقاء نفسها لأن هذا من شأنه أن يعرض صحتها إلى الخطر كما نؤكد أيضا على ضرورة إجراء تحليل المناعة خلال الحمل للتأكد من سلامة الجنين ومناعته وعادة يمكن أن تحمل المرأة وتلد عاديا دون أي مضاعفات طالما حافظت على دورية زيارة الطبيب ومراقبة وضعها الصحي.

توجد عدة أسباب تؤدي إلى اختلال جهاز المناعة الذاتي للإنسان كالفيروسات المنتشرة في المحيط والتي يمكن أن تنتقل إلى الجسم وتتسبب في اختلال الجهاز المناعي أو يمكن أن يكون العامل وراثيا خاصة إذا كان للشخص فرد أو أكثر من العائلة المقربة قد أصيب سابقا بأحد أمراض المناعة الذاتية وبدرجة خاصة الغدة الدرقية، وتوجد كذلك مجموعة من الأدوية التي تحفز من ظهور الذئبة خاصة لدى الأشخاص المهيئين جينيا للإصابة بالذئبة ومن ذلك الأدوية التي تحتوي على الأستروجين أو أدوية ارتفاع ضغط الدم، وكما أشرنا سابقا فإن الذئبة مرض يستهدف خاصة النساء في فترة الخصوبة باعتبار أن الاختلالات الهرمونية لا سيما هرمون الأستروجين تحفز من ظهوره لذلك يمكن أن تتعرض النساء الحوامل أو بعد الولادة إلى الإصابة بالذئبة وأخيرا يتدخل العامل النفسي لاسيما الضغط النفسي الشديد النتاج عن صدمة نفسية حادة في الترفيع من احتمالية حدوث اختلال في مناعة الجسم وظهور الذئبة.

يوجد نوعين من مرض الذئبة الأولى تمس الجلد فقط وتعطي طفحا جلديا أحمر في الوجه ويمكن أن تكون ناتجة عن التعرض المستمر لأشعة الشمس ويمكن أن يكون الطفح أحمر فقطا كما يمكن أن ترافقه قشرة في الوجه وفي هذه الحالة يمكن أن تترك الذئبة ندوبا في حال لم يتم علاجها ، وإلى جانب الذئبة الجلدية نجد أيضا الذئبة التي تمس مجموعة من أجهزة الجسم في نفس الوقت فيمكن أن تتسبب في التهابات في المفاصل ويمكن أن تمس الرئتين فتسبب مشاكل في التنفس والسعال الجاف ويمكن أن تمس الصفائح لا سيما صفائح القلب ويمكن أيضا للذئبة الجهازية أن تمس الكلى فتؤدي إلى انتفاخ الرجلين وإلى قصور كلوي مزمن إذا لم يتلقى المريض العلاج المناسب وفي بعض الحالات المتقدمة يمكن أن تؤدي الذئبة إلى التهابات دماغية وإلى شلل نصفي أو حتى كلي لذلك يجب على المرضى الذي تظهر لديهم الأعراض الإسراع إلى زيارة الطبيب والحصول على العلاج المناسب قبل الوصول إلى مرحلة الأعراض الخطيرة.

الذئبة مرض صعب في تشخيصه لأنه لا يوجد تحليل محدد يمكن أن يجزم إصابة الشخص بالذئبة من عدمها وعادة يخلط المرضى بين أعراض الذئبة وعدة أمراض أخرى نظرا لتشابه الأعراض ويمكن للطبيب التأكد من الذئبة الجلدية عن طريق أخذ عينة من الجلد وعرضها على التحليل، أما بالنسبة للذئبة التي تمس عدة أجهزة في الجسم يتم تشخيصها عن طريق القيام بتحليل.

يستحق مرض الذئبة متابعة دقيقة حتى تتم السيطرة عليه كما يجب أيضا تجنب كل العوامل التي ترفع من خطر اهتياج المرض كالعدوى الجرثومية أو التعرض إلى أشعة الشمس لمدة طويلة وبالنسبة للنساء يجب الابتعاد عن أدوية منع الحمل التي تحتوي على الأستروجين وتعويضها بوسائل منع حمل أخرى وينصح أيضا أن يستشير المريض طبيبه عن أخذ كل دواء جديد لأن بعض الأدوية يمكن أن تحفز من ظهور الأعراض وتجعل المرض غير مستقر. أما بالنسبة للعلاجات الدوائية فهي ترتكز أساسا على أدوية الكلوروكين الذي يساعد جدا في استقرار المرض كما توجد كذلك أدوية الكورتيكوييد التي يحدد مدة استعمالها وكمية الجرعات الطبيب حسب حالة المريض ولا يجب وقف أدوية الكورتيكوييد بصورة مفاجئة دون استشارة الطبيب لأن هذا الإيقاف الفجئي يمكن أن يسبب للمريض مضاعفات خطيرة على الكلى وغيرها من الأعضاء كما لا يجب على المرضى تجنب أخذ أدوية الكورتيكويد خوفا من آثارها الجانبية لأن هذه الآثار يمكن الحد منها بالمراقبة المستمرة من قبل المختص وإتباع نظام غذائي صحي خال من الملح. وفي بعض الحالات التي تكون فيها الأعراض متطورة كالالتهابات الدماغية يتم وصف مثبتات مناعة للمريض.