مرض الباركينسون 

مرض الباركينسون 

يؤثر مرض الباركينسون على 6.2 مليون شخص حول العالم و يتسبب في وفاة ما يقارب 117,400 شخص سنويا و عرف الدكتور رئيف بو خضير طبيب مختص في امراض المخ والاعصاب هذا المرض بأنه مرض عصبي مزمن يؤدي الى شيخوخة مبكرة لنوع معين من خلايا المخ تسمى المادة السوداء وهي المسؤولة على إفراز الدوبامين.

و يتمثل الدوبامين في كونه مادة كيميائية أو هرمونا موجودا بشكل طبيعي في جسم الإنسان، وهو يرسل إشارات بين الجسم والدماغ باعتباره ناقلا عصبيا و وجوده بكميات متوازنة في غاية الاهمية و الحيوية لأنه يلعب دورًا في التحكّم بالمهارات الحركية والاستجابات العاطفية ما يجعله أساسيّا للصحة البدنية والعقلية.

و كما يؤثر الدوبامين في المناطق الحيوية من الدماغ، مثل المزاج، والنوم، و الذاكرة، والتركيز، والتعلم، لذا قد يؤدّي نقصه للإصابة بأمراض معينة، منها الباركينسون.

و بحسب عديد الدراسات أكد دكتور بن خضير ان لا وجود لسبب واضح يفسر نقص الدوبامين غير أن هناك حالات بعينها تتسبب فيها طفرات جينية معينة يمكن أن تكون السبب في نقص الدوبامين و اكد ان هناك عديد الجهات في تونس يتواجد فيها مرض الباركينسون بكثرة عن غيرها من الجهات و حتى أننا نلاحظ في بعض الاحيان ان المرض يصيب أناسا بأعمار متوسطة و ذلك بسبب الطفرات الجينية الموجودة في تلك المنطقة. فإن العامل الوراثي يمثل 5% من اسباب الاصابة بالمرض كما انه مرض يصيب الرجال أكثر من النساء.

و من بين الاسباب الاخرى التي ذكرها الدكتور رئيف بو خضير هو تعرض الشخص لمدة طويلة للسموم والمبيدات الحشرية والمعادن الثقيلة .

و بالحديث عن الأعراض المصاحبة لهذا المرض قسم دكتور بن خضير هذه الأعراض الى أعراض حركية و اعراض غير حركية.

فيما يخص يخص الأعراض الحركية فإنها تتمثل أساسا في

• الرعشة
• بطء الحركة
• تصلب العضلات

فإننا نلاحظها عادة في يد واحدة و يقوم المريض بفرك إصبع الإبهام بإصبع السبابة في صورة حركات متوازنة من الامام للخلف . و تحتد هذه الرعشة إذا ما قام المريض بمجهود ذهني كالتفكير أو الضغط النفسي أو القيام بعملية حسابية ، و تختفي هذه الرعشة عند النوم ويمكن أن تشمل أعضاء أخرى كالساقين .

تظهر عادة في الأطراف و مؤخرة الرقبة و تكون عادة شديدة جدا الى حد انها تقيد مجال حركة المريض و تكون مصحوبة بآلام شديدة و تفقد عضلات المريض ليونتها مما يجعله عاجزا عن التحرك في الفراش ليلا .

فقد اكد دكتور بن خضير ان المريض فور دخوله للعيادة نعلم مسبقا انه يعاني من الباركينسون فتتميز حركته بالبطء و تصبح خطواته متقاربة و قصيرة المدى و كأن ساقاه متلاصقتان في الارض ، ويكون غير متوازن في مشيته و نلاحظ خوفه من السقوط و تكون يداه ملتصقتان بجانبيه و بدون حركة و تكون قامته غير منتصبة و عادة محدبة وفي مراحل متقدمة من المرض يصبح المريض غير قادر على الوقوف بتوازن و التماسك ، و نصح الدكتور في هذه المرحلة بإبعاد أي أشياء يمكن أن تعيق سير المريض حتى لا يتعثر ويسقط على الارض .

الأعراض الغير الحركية

فهي تمس كامل الجسم وبحسب الدكتور بن خضير فإنها يمكن أن تسبق الاعراض الحركية حتى بعشرين سنة ، و تتمثل أساسا في صعوبة في الكلام ، أحادية النبرة، تكرار في الكلام ، غياب التعابير عن وجه المريض نقصان حاسة الشم ، الإمساك ، مشاكل في النوم ، اكتئاب ، خرف و لكن ليس نفس الخرف المصاحب لمرض الزهايمر ، مشاكل في الجهاز الهضمي الإمساك و القولون العصبي و ارتجاع المريء و سيلان اللعاب و مشاكل في البلع لأن حركة الفم تصبح ناقصة تدريجيا.

و من مضاعفات مرض الباركينسون يمكن ان نلاحظ على المريض مشاكل في إفراز البول والتبول الدائم ، اضطرابات في النوم العميق ، أحلام مزعجة و هذيان وهلوسة ، هبوط حاد في الضغط عند التحول من وضعية الجلوس لوضعية الوقوف ، اهتزاز لا إرادي للذراعين و الساقين ، الشعور برغبة غير مفهومة و لا ارادية بتحريك ساقين في وضعية الاستلقاء او النوم ، كما انه يعاني من آلام شديدة في كامل أنحاء الجسم .

وفيما يتعلق بالعلاج أكد الدكتور رئيف بوخضير طبيب مختص في امراض المخ و الاعصاب أن علاج مرض الباركينسون يتلخص في علاج دوائي وشدد الدكتور بوخضير على أنه على المريض أو العائلة الحرص كل الحرص على أخذ الدواء بصورة منتظمة ودقيقة وإضافة للدغء يمكن أن نستعين في العلاج الطبيعي لتخفيف تصلب العضلات و كما يمكن أن نلجأ للجراحة في بعض الأحيان .