متلازمة شوغرن

متلازمة شوغرن

متلازمة شوغرن هي اضطراب أو خلل يصيب جهاز المناعة الذاتية بالجسم ويؤثر خاصة على الأعضاء المسؤولة عن إفراز السوائل بالجسم وبدرجة خاصة العيون والفم ولكنه يمس أيضا عدة أجهزة أخرى في الجسم ويتم التفطن إليه عادة من خلال الجفاف الذي يحدثه في الفم والعيون . وهناك نوعان من متلازمة شوغرن الأول يسمى بمتلازمة شوغرن الأولي وهي الحالة التي يصاب فيها المريض بالمتلازمة لوحدها دون أن يكون مصحوبا بأمراض مناعة ذاتية أخرى بينما يوجد نوع آخر من المتلازمة هو الأكثر انتشارا والذي يكون مصحوبا بأمراض مناعة ذاتية أخرى وبخاصة التهاب المفاصل الروماتوييدي حيث يصاب 30 بالمائة من الأشخاص المصابين بهذا الالتهاب بمتلازمة شوغرن كما توجد أيضا أمراض أخرى كالذئبة الحمراء وأمراض تصلب الجلد والتهابات الكبد والغدة الدرقية وغيرها من أمراض المناعة الذاتية ، هذا وتشير الدراسات إلى أن متلازمة شوغرن تصيب بصفة أكبر النساء مقارنة بالرجال .

لا يوجد سبب محدد ومباشر للإصابة بمتلازمة شوغرن بل تتداخل عدة عوامل وأسباب لترفع كن خطر الإصابة بهذا المرض ومن ذلك العامل الوراثي إذ نلاحظ لدى المريض بمتلازمة شوغرن تاريخ عائلي مع الإصابة بأمراض المناعة الذاتية المختلفة كما يمثل العامل الهرموني أيضا عاملا للترفيع من خطر الإصابة وتشير الدراسات مؤخرا إلى أن الفيروسات والبكتيريا قد ترفع من خطر الإصابة بهذه المتلازمة.

إن أعراض متلازمة شوغرن عديدة وعادة ما تكون عامة لكن يتم عادة التفطن إلى هذا المرض من خلال الأعراض التي تظهر على مستوى العينين والفم فجفاف العين قد يجعل المصاب يشعر بصورة مستمرة بالحكة وقلة الدموع كما يمكن أن يسبب هذا الجفاف كذلك التهابات من الممكن أن تؤدي إلى اضطرابات في البصر، أما بالنسبة لجفاف الفم فهو يخلف نقصا في إفراز اللعاب وبالتالي من الممكن أن يصاب المريض بتشقق في الشفتين وصعوبة في المضغ والبلع كما يمكن أن يكون أيضا عرضة لتسوس الأسنان والتهابات الفم . من الممكن أن تسبب متلازمة شوغرن أعراض قد تصيب أجهزة الجسم الأخرى كتكون الفطريات والطفح الجلدي والتهاب المفاصل في أصابع اليد والساق وغيرها من الأعراض الأخرى ...

عند ظهور الأعراض لدى المريض من الضروري زيارة المعالج الذي سيقوم أولا بفحص سريري مع طرح مجموعة من الأسئلة على المريض وبناء عليه يقدم له بعض التحاليل حسب الجهاز المتضرر ليقوم بها وهي تساعد على التأكد من الإصابة ومدى تضرر الجهاز كما توجد أيضا تحاليل أخرى أكثر تعمقا هي تحاليل المناعة الذاتية التي يوصي بها المختص في حالة الشك في وجود الإصابة .

توجد عدة مضاعفات قد تسببها متلازمة شوغرن فعلى مستوى العين من الممكن أن تؤدي الالتهابات إلى مضاعفات خطيرة من شأنها أن تضعف القدرة على الرؤية ، هذا ويمكن لبعض الالتهابات وفي حالات نادرة أن تتحول إلى ورم بالغدد اللمفاوية . وبالنسبة للنساء الحوامل اللواتي يعانين من متلازمة شوغرن يستحسن أن يكون الحمل مبرمجا لتجنب أي مخاطر قد تحدث سواء للأم أو للجنين كما يجب أن تحصل الحامل على مراقبة مستمرة من طرف المختص لمتابعة الجنين لأن الأجنة في هذه الحالات معرضين لخطر الإصابة بأمراض المناعة الذاتي كمرض الذئبة الحمراء أو عدم انتظام دقات القلب.

لا يوجد علاج نهائي لمتلازمة شوغرن ولذا تكون العلاجات عادة بهدف التخفيف من الأعراض وتجنب المضاعفات ويوجد نوعين من العلاجات :

• العلاج غير الدوائي : وهو علاج يتمثل في بعض الممارسات اليومية كتجنب العدسات اللاصقة ولبس النظارات الشمسية للوقاية من الغبار كما يمكن أن يقدم المختص دموع اصطناعية للتقليل من جفاف العين وبالنسبة لجفاف الفم ينصح بتناول العلكة دون سكر لتحفيز الغدد اللعابية هذا ويجب أيضا الاهتمام بنظافة الأسنان والمحافظة عليها من التسوس لذا يجب غسلها يوميا والقيام بزيارة إلى المختص بصفة دورية لتجنب حدوث التسوس أو أي التهابات أخرى ، وبخصوص جفاف البشرة والجلد ينصح باستعمال كريمات الترطيب.
• العلاج الدوائي : لا يوجد دواء محدد لعلاج متلازمة شوغرن بل تختلف الأدوية باختلاف حالة المريض والجهاز المتأثر بالإصابة وفي حالة جفاف الفم يقدم المعالج للمريض بعض الحبوب التي تساعد على تحفيز الغدد اللعابية كما تساعد أدوية الكورتيكوييد أيضا على علاج بعض أعراض المتلازمة ويمكن في بعض الحالات أن يقدم المعالج بعض مضادات المناعة لجعل المرض مستقرا .