ماء العين الأزرق

14/10/2022   صحة العين   2038  
الدكتور عصام الدين العش

ماء العين الأزرق

ماء العين الأزرق

ماء العين الأزرق هو مرض يصيب العصب البصري الذي يحمل الصورة من الشبكة إلى الدماغ حتى تحصل عملية الرؤية وتوجد في العين مجموعة من الخلايا التي يبدأ عددها بالنقصان تدريجيا عند الإصابة بهذا المرض مما يجعل المصاب في البداية يشعر بأن المجال البصري لديه بدا ينقص تدريجيا وقد يصل الأمر إلى حد الإصابة بالعمى الكلي في حالات المرض المتقدمة جدا ويمكن أن تحدث الإصابة بطريقة سريعة أو أن تدرج مما يجعلها تضل لسنوات دون الشعور بأي أعراض.

الأسباب

هناك عدة أنواع من ماء العين الأزرق المختلفة في أسبابها :

  • ماء العين الأزرق الناتج عن ارتفاع ضغط العين : يوجد بالعين سائل يتنقل داخلها لتغذية الأجزاء الداخلية من العين ويجب أن يخرج بين الفترة والأخرى من العين حتى يتم إنتاج سائل جديد وأحيانا يحدث ضيق أو انسداد في منطقة خروج هذا السائل مما يؤدي لاحتباسه داخل العين وهو ما يجعل ضغط العين مرتفعا ويعتبر هذا السبب الأكثر شيوعا بنسبة 80 بالمائة من جملة الإصابة بماء العين الأزرق. وتوجد نوعان من ماء العين الناتج عن ارتفاع الضغط وهما ماء العين الأزرق الحاد وهي الحالة التي تتعكر فيها وضعية المريض سريعا مما يجعله غير قادرا على الرؤية ويعاني من آلام شديدة وتوجد كذلك الحالة التي يبدأ فيها ماء العين الأزرق بالتطور تدريجيا وهي الحالة التي لا تظهر عليها الأعراض إلا عند تقدم المرض.
  • ماء العين الأزرق الناتج عن بعض الأمراض : توجد بعض الأمراض كالسكري والكوليستيرول والسمنة التي من الممكن أن تكون سببا وراء ماء العين الأزرق فالعصب البصري يتغذى على الدم الذي ينتقل عبر الشرايين وبالتالي عند حدوث أي مشكل في الشرايين والذي عادة ما يوجد في هذه الأمراض لا يتمكن الدم من الوصول بطريقة كافية إلى العصب البصري وهو ما يؤدي إلى موت الخلايا تدريجيا. كما تتسبب عدة مشاكل أخرى كحوادث العين والتهابات التي تصيبها أو الاستعمال المفرط لبعض الأدوية على غرار الكورتيكوييد في الإصابة بماء العين الأزرق
  • ماء العين الأزرق عند الأطفال : يصيب ماء العين الأزرق غالبا كبار السن ولكن في بعض الحالات قد يولد أطفال يعانون منذ أن كانوا أجنة في بطون أمهاتهم من ماء العين الأزرق ويسهل اكتشافه من قبل الأطباء حيث تكون عين الرضيع المصابة بارتفاع الضغط أكبر من العين الأخرى ويمكن أن تكون العين تميل نحو الأبيض أو الزرقة ومن هنا جاءت تسمية ماء العين الأزرق
الأعراض

ماء العين الأزرق هو مرض صامت لا تظهر الأعراض سريعا إلا في حالات الماء الأزرق الحاد أما في حالات الارتفاع التدريجي لماء العين لا يشعر المصاب عادة بتغييرات كبيرة ويتم التشخيص في كثير من الحالات عن طريق الصدفة إذ يزور المريض طبيب العيون لأسباب أخرى لكن تكشف الفحوصات أنه يعاني من ماء العين الأزرق ، ولكن بتقدم المرض تدريجيا يمكن أن يرصد المريض عدد من المؤشرات كأن يشعر بضيق تدريجي في مجاله البصري أو أن يرى بعض النقاط السوداء عند تأمله لشيء ما وهي كلها مؤشرات قد تدل على الإصابة بماء العين الأزرق .

التشخيص

يحدث التشخيص عند طبيب العيون وعادة إذا أتى مريض قد تجاوز الأربعين وإن كان يشكو من مرض آخر دفعه لزيارة طبيب العيون فإن المعالج يقوم بقيس درجة ضغط العين وإن وجد أي شك حول إصابته يتم إخضاعه لاختبار قيس المجال البصري أو تصوير عصبة البصري وهي فحوصات تمكن من معرفة موقع الخلايا التالفة بدقة وسرعة تطور المرض ومدى تقدمه .

طرق العلاج

تختلف طرق العلاج حسب سبب الإصابة فبالنسبة لارتفاع الضغط الحاد يتم بداية حقن المريض وتقطير أدوية بعينه لخفض الضغط ثم يتم بعدها علاجه بأشعة الليزر كما يتم في بعض الأحيان استئصال العدسة الداخلية للعين أو إزالة العدسة الطبيعية للعين وتعويضها بواحدة اصطناعية . وبالنسبة لارتفاع الضغط التدريجي يكون العلاج متدرجا ليبدأ ببعض الأدوية التي تقدم للمريض ويستعملها من أجل خفض الضغط وإذا لم تحقق النتيجة المرجوة يتم الترفيع في الجرعات وفي بعض الحالات لا تستطيع الأدوية خفض الضغط لذلك يتم المرور إلى أشعة الليزر أو الجراحة من خلال إحداث فتحة في العين حتى يتمكن الماء من الخروج ، وبالنسبة لارتفاع ضغط العين عند الأطفال لا يتم التدرج في العلاج بل يتم المرور مباشرة إلى الحل الجراحي لأن المرض يكون قد تطور ولا حاجة إلى مزيد الانتظار.


أرسل إلى صديق
sms viber whatsapp facebook

اكتشف تطبيقنا لتجربة أفضل!
Google Play
App Store
Huawei AppGallery